مدينة الباب تفتقد مساجدها في رمضان

موضأ المسجد الكبير في مدينة الباب ليلة رمضان- 23 من نيسان (عنب بلدي)

camera iconموضأ المسجد الكبير في مدينة الباب ليلة رمضان- 23 من نيسان (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الباب

يستمر قرار إغلاق المساجد وتعليق صلاة الجمعة بعد دخول شهر رمضان في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، كإجراء احترازي لمنع انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، التي غيرت ملامح الشهر في كثير من البلدان العربية والإسلامية ومنها سوريا، فبعد أن اعتاد المسلمون على أداء صلاة التراويح في المساجد والتجمع بعد الصلاة، مُنعت الصلاة وأُغلقت المساجد.

علّقت إدارة الأوقاف والإفتاء التابعة للمجلس المحلي لمدينة الباب، في بيان صادر عنها في 15 من نيسان الحالي، أداء صلوات الجمعة والجماعة في مناطق الباب وبزاعة وقباسين، حتى انتهاء جائحة “كورونا”.

ورغم سريان قرار الإغلاق، رصدت عنب بلدي أداء بعض الأشخاص صلاة التراويح في اليوم الأول من رمضان في ساحة المسجد الكبير بالمدينة.

مدير إدارة الأوقاف، محمود الناعس، قال لعنب بلدي إن صلاة الجمعة كانت تؤدى سابقًا في حوالي 50 مسجدًا، أما اليوم فتؤدى الصلاة في ثلاثة أو أربعة مساجد في ظل انتشار جائحة “كورونا”، مبينًا أن فتحها بسبب قلة وعي الناس، أو عدم إدراكهم لخطورة هذا الأمر.

وأكد الناعس أن موقف المديرية من تعليق الصلاة في المساجد لم يتغير، مشيرًا إلى وجود قاعدة شرعية تنص على أن “الحكم يدور مع علته”، أي إن حكم تعليق صلاة الجمعة والجماعة لما شُرع كان بسبب فيروس “كورونا” والفيروس باقٍ لذلك فالحكم باقٍ كما هو.

ويرى أن تعليق صلاتي الجمعة والجماعة له أثر كبير على حياة الناس، فبحسب ما قاله، “شهر رمضان هو شهر المساجد بامتياز حتى عند أولئك الذين لم يتعودوا على ارتياد المساجد قبل رمضان. يتغير نمط حياة الناس كليًا، لذلك تجد المساجد في كل الأوقات مكتظة بروداها وعشاقها”.

وأضاف الناعس أن شهر رمضان هو شهر الاعتكاف وتعليم القرآن، إذ يعتكف الناس ويلجؤون إلى حلقات تعليم القرآن في المساجد، لذلك فإن تعليق صلاة الجمعة وإغلاق المساجد كان له تأثير كبير على حياتهم، مشيرًا إلى أن منعهم من صلاة التراويح التي لا تؤدى إلا في هذا الشهر أثّر على نفوسهم وسلوكهم ونمط حياتهم وما اعتادوا على فعله في هذا الشهر.

مؤيدون للقرار.. لكن بحرقة

ويؤيد بعض من أهالي المدينة اتخاذ قرارات كهذه، إذ يرى محمد الكرز من أهالي المدينة أن إغلاق الجوامع أمر لا بد منه، معللًا ذلك بسوء الوضع الطبي والخدمات والمرافق الصحية في سوريا.

في حديث لعنب بلدي قال محمد الكرز إن انتقال فيروس “كورونا” في غضون أيام من شخص لألف شخص “أمر مخيف”، لذلك يجب أن تُتخذ إجراءات الوقاية اللازمة كإغلاق الجوامع.

وانتقد إغلاق المدارس والجوامع فقط وترك بقية المرافق مفتوحة، كالأسواق المتسببة بالازدحام  مثل سوق “الخميس”، معتبرًا أن هذا الأمر شكل رد فعل عكسيًا لدى بعض السكان، ودفعهم للصلاة في الجوامع دون أن يأخذوا بالاعتبار توجيهات الأوقاف.

كما انتقد محمد عادة تجمع الناس في شهر رمضان قبل ربع ساعة من موعد أذان المغرب لشراء المأكولات والمشروبات الرمضانية، كـ”المعروك” و”السوس” والتمر الهندي، إذ إنها تتسبب في هذا الوقت بازدحام “شديد”.

أسامة السقا مهجر من مدينة حمص ومقيم في مدينة الباب، يرى أن قرار إغلاق المساجد أمر “مزعج ويحرق القلب”، لكن يعتبره “رخصة من رخص الله” في ظل انتشار الجائحة، إذ لا خيار أمام سكان المناطق، الخاضعة لسيطرة المعارضة، سوى الوقاية منه بإيقاف التجمعات والتزام الحجر في ظل غياب مقومات الصمود.

أسامة قال لعنب بلدي إنه بعد تسع سنوات من الثورة، وما جرى خلالها من تهجير لأهل المدن، والقتل والتشريد والدمار، لم يتبقَّ من رمضان شيء يشعر الناس بقدومه سوى المسجد وصلاة التراويح والعادات الرمضانية الشعبية، كالتجمعات العائلية على المائدة الواحدة والسهرات بعد الإفطار بين الأهل والجيران والأقارب، وتهادي الناس الطعام.

شارك بإعداد هذه المادة عاصم ملحم



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة