لمراقبة الحدود مع إسرائيل.. فصيل إيراني جديد يتشكل في القنيطرة

tag icon ع ع ع

تحاول إيران باستمرار زيادة سيطرتها داخل الأراضي السورية، سواء في المجال الاجتماعي أو العسكري.

وتنتشر العديد من الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات مختلفة في سوريا، كما موّلت إيران العديد من الميليشيات المحلية.

ونشأ نوع من التسابق للسيطرة العسكرية من خلال ميليشيات رديفة لقوات النظام السوري بين كل من إيران وروسيا، فشكلت الأخيرة “الفيلق الخامس” في الجنوب السوري، إضافة إلى دعمها ميليشيات محلية.

لكن النشاط الأبرز لإيران خلال الفترة الأخيرة، كان محاولة التواجد على الحدود السورية- الإسرائيلية، وبشكل خاص في محافظة القنيطرة جنوبي البلاد.

وتحاول إيران عبر “حزب الله” اللبناني وتحت غطاء “الفرع 220″، المعروف بـ”فرع سعسع”، تشكيل قوة عسكرية في القنيطرة يترأسها عناصر محليون كانوا في صفوف جيش النظام السوري وميليشيا “فوج الجولان” الرديف لقوات النظام، حسبما نقل مراسل عنب بلدي في القنيطرة عن مصادر محلية عسكرية مقربة من أشخاص مرشحين لقيادة التشكيل الجديد.

وتكمن مهمة التشكيل حاليًا في مراقبة جميع القياديين السابقين المحسوبين على المعارضة السورية، ومراقبة الشريط الحدودي مع إسرائيل.

وقال محمد الخبي لعنب بلدي، وهو أحد أقارب المنتسبين للتشكيل، إن الهدف منه أولًا إفشال مشروع روسيا في القنيطرة، وتشكيل خلايا تتبع لـ”حزب الله” على كامل الشريط الحدودي من الشمال إلى الجنوب.

ومعظم العناصر يملكون أسلحة فردية حصلوا عليها خلال عملهم في صفوف “اللجان الشعبية” و”فوج الجولان” الرديفين لجيش النظام، ومنهم من تسلّم سلاحًا جديدًا.

ومن أبرز الشخصيات المسهمة في التشكيل الجديد، مأمون جريدة، من أهالي بلدة خان أرنبة في القنيطرة، وكان يعمل مقاولًا، ثم افتتح مكتبًا لجمعية “البستان الخيرية” الممولة سابقًا من رجل الأعمال السوري رامي مخلوف.

وبلغ عدد العناصر المجندين من قبله نحو 175 عنصرًا، ولا يزال باب التسجيل مفتوحًا لمن يريد الانتساب من أهالي القنيطرة.

ويعتبر حازم كبول أحد أهم أذرع “حزب الله” في القنيطرة، ويجري أغلبية اجتماعات تنسيق التشكيل في منزله.

كما أجرى عدة دورات تدريبية في إيران ولبنان عام 2016، ويبلغ عدد عناصر مجموعته نحو 45 شخصًا، وهم من بلدة خان أرنبة وقرى أخرى.

روسيا تتعاون مع إسرائيل لكبح “الخطر” الإيراني

تحاول روسيا إحكام سيطرتها العسكرية والمدنية على المنطقة الجنوبية في سوريا بالاعتماد على عناصر من مقاتلي المعارضة والحاضنة المحلية، بعيدًا عن التنسيق مع النظام.

وتسعى القوات الروسية لتكون صاحبة الكلمة في المنطقة المحاذية لإسرائيل، تنفيذًا لتفاهمات بوتين- نتنياهو في 2018 لإبعاد إيران و”حزب الله” عن الجنوب السوري.

وقال المحلل الإسرائيلي والمتخصص بالشؤون العربية اهود يعاري، إن “الروس يعملون بجد بعيدًا عن صخب الشعارات لإخراج الإيرانيين وحزب الله من ثلاث محافظات جنوبي سوريا، هي درعا والقنيطرة وجبل الدروز”.

ووصف يعاري، في مقال نشره موقع “القناة 12” الإسرائيلية، ما تقوم به روسيا بأنه “تحول إيجابي لمصلحة إسرائيل، وفرصة لا تفوّت”.

وأضاف المحلل الإسرائيلي أن على إسرائيل أن تعمل بهدوء لتقوية هذه الفرصة، لأن بوتين لا يريد أن يتحول الجولان إلى ساحة حرب مشتعلة، لذلك يحرص أن يكون جنوده وضباطه، وأغلبيتهم مسلمون من القوقاز، هم المسيطرين على المنطقة من الجانب السوري، بالتعاون مع قوات محلية معادية عداء صريحًا لكل من إيران والنظام في دمشق.

وأوضح يعاري أن الروس أسسوا “جيش حوران” بقيادة أحمد العودة، وهو أحد قادة فصائل المعارضة المسلحة في الجنوب، وقوام هذا التشكيل العسكري الجديد من المقاتلين المحليين، الذين وقّعوا على “المصالحات” التي أشرفت عليها روسيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة