قصف يومي واتهام بتحضير هجمات كيماوية

تصريحات لافروف لا تعكس واقع إدلب الميداني

camera iconعنصر من الدفاع المدني يتفقد أحد المنازل الذي تعرض للقصف في إدلب - 8 أيلول 2020 (الدفاع المدني)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

“توصلنا إلى أن هناك هدوءًا نسبيًا ساد في سوريا، ويجب العمل على ترسيخ هذا التوجه”، استنتاج توصل إليه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب محادثاته مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد،  في 7 من أيلول الحالي.

اعتبر الوزير لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري، وليد المعلم، بعد لقائه الأسد، أن إدلب هي من أهم مجالات التعاون بين روسيا وتركيا، وأهم ما فيها الفصل بين المعارضة المعتدلة و”المتطرفين”، وتأمين طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4)، وذلك على الرغم من بطء تنفيذ الاتفاق، حسب لافروف، قائلًا “فأنا على يقين أن يستكمل الاتفاق بكل نجاح”.

لكن الأوضاع الميدانية في شمال غربي سوريا لا تتوافق مع استنتاج لافروف، فالقصف لم يتوقف بعد اتفاق “موسكو” الذي بدأ سريانه في 6 من آذار الماضي.

ولم تقتصر الهجمات على القصف المدفعي أو راجمات الصواريخ، بل شارك الطيران الحربي بعدة غارات في محافظة إدلب خاصة على ريفها الغربي.

وفي 11 من أيلول الحالي، اتهم مركز “المصالحة” الروسي، العامل في سوريا، “هيئة تحرير الشام”، إحدى أكبر القوى العسكرية في مناطق سيطرة المعارضة، بتجهيز مواد سامة “للقيام باستفزازات جنوب منطقة خفض التصعيد”، بحسب ما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

وهي رواية روسية اعتاد عليها السوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ سنوات، وتزامنت مع معارك برية يشنها النظام وروسيا على مناطق المعارضة.

قصف يومي ومحاولة تقدم

في اليوم الذي خرج فيه لافروف باستنتاجه، في 7 من أيلول الحالي، كانت مدفعية النظام السوري تقصف منازل المدنيين في مدينة أريحا جنوبي إدلب، وقُتل مدني وأصيب ستة آخرون بينهم طفل وامرأة، واُستهدف مركز “الدفاع المدني” في المدينة.

ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا”، في نفس اليوم، استهداف النظام 14 نقطة في أريحا بقذائف المدفعية.

وتواصل قوات النظام قصفها اليومي لقرى وبلدات كنصفرة ودير سنبل وسفوهن وفيلفل والفطيرة والبارة بريف إدلب الجنوبي وتلال الكبينة في ريف اللاذقية، منذ 8 من أيلول الحالي (بعد يوم من حديث لافروف).

كما نفذت الطائرات الحربية الروسية، في 9 من أيلول الحالي، سبع غارات في محافظة إدلب، خمس منها غربي المحافظة، وواحدة في جسر الشغور، وأخرى في تلال الكبينة.

وفي 11 من أيلول الحالي، نفذ الطيران الحربي غارات على قرية الشيخ يوسف غربي إدلب، ولم تسلم فرق “الدفاع المدني” من القصف.

وأُصيب ثلاثة متطوعين إثر استهدافهم بمدفعية النظام خلال عملهم بإطفاء حريق نشب في قرية كفرعويد جراء قصف النظام، حسب “الدفاع المدني“.

قصف سابق

تخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو” الموقّع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الماضي، ونص على إنشاء “ممر آمن” على طريق “M4”.

وتضمّن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة روسية- تركية على الطريق، بين قريتي ترنبة غربي سراقب (شرقي إدلب) وعين حور بريف إدلب الغربي، على أن تكون المناطق الجنوبية لطريق اللاذقية- حلب (M4) من الممر الآمن تحت إشراف الروس، وشماله تحت إشراف الأتراك.

لكن فريق “منسقو الاستجابة” وثق 2387 خرقًا لوقف إطلاق النار من قبل قوات النظام وروسيا، منذ بدء سريان الاتفاق حتى 18 من آب الماضي.

ويشمل خرق الاتفاق استهداف مناطق المعارضة بالقذائف المدفعية والصاروخية، والطائرات المسيّرة والطائرات الحربية الروسية، في عدة مناطق بإدلب وحماة وحلب.

وتعرض محيط بلدة حربنوش والمرتفعات المحيطة بمنطقة الشيخ بحر في شمال غربي إدلب لأكثر من عشر غارات جوية روسية، في 18 من آب الماضي.

وقُتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، وأُصيب سبعة آخرون بغارات جوية روسية على بنش، في 3 من آب الماضي.

كما قُتل 18 مدنيًا، بينهم خمسة أطفال، بقصف النظام على مناطق المعارضة منذ الاتفاق حتى بداية تموز الماضي، بحسب “منسقو الاستجابة”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة