تدريب في ريادة الأعمال للنساء باعزاز يتحدى القيود

camera iconورشة ريادة الأعمال في مركز "ماري للأبحاث والدراسات" (مركز ماري للدراسات)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

بمشاركة مجموعة من النساء، من عدة مؤسسات وجمعيات ناشطة في الشمال السوري، أقام مركز “ماري للدراسات والأبحاث” في مدينة اعزاز، شمالي حلب، ورشة حول مفهوم ريادة الأعمال، على مدار يومين في الأسبوع الأول من أيلول الحالي.

أحاطت الورشة بعدة محاور، أهمها مفهوم وأهمية ريادة الأعمال، ودور الريادة في بناء رأس المال الاجتماعي، والتعرف إلى البطاقة الشخصية لرائد الأعمال، واستعرضت تجارب ناجحة في الريادة، وطورت نموذجًا مقترحًا لتطوير هذا المجال في الشمال السوري.

حلول إبداعية لإيجاد فرص عمل

تسعى ريادة الأعمال إلى إنشاء مشروعات جديدة، وتشجيع ودعم المبادرات الخاصة بالموظفين في المنشآت، لكن منطقة الشمال السوري تعاني من انحسار فرص العمل عمومًا وأمام المرأة بشكل خاص.

ويظهر هذا الانحسار بسبب قيود كثيرة، أبرزها اجتماعية، لذلك توجد حاجة إلى التفكير بشكل مختلف لإيجاد حلول إبداعية للمشكلات في الشمال السوري، بحسب الدكتور في إدارة الأعمال والتسويق، والمشرف على الورشة، عقبة العيسى.

في حديث إلى عنب بلدي، قال العيسى إن ريادة الأعمال تعد من الاتجاهات الحديثة، وسمة من سمات المجتمعات المتطورة، فهي تسهم في خلق فرص عمل لرائد الأعمال ومن يعمل معه، وتدفع باتجاه تطوير أساليب العمل الموجودة، وخلق أعمال جديدة تسهم باستثمار الموارد وتلبية حاجة السوق من المنتجات المختلفة.

وتأتي أهمية تدريب ريادة الأعمال في الشمال السوري، وفقًا للعيسى، من دورها في تشجيع وتوعية المرأة بأهمية دورها كرائدة أعمال في الاقتصاد والمجتمع، في ظل تحديات الحرب والنزوح والتهجير وفقدان كثيرات المعيل ومصادر الدخل المناسبة.

ويرى العيسى أن التدريب مهم لإكساب النساء مهارة الريادة وإتقان خطواتها، والعمل على تطوير المزيد من الأعمال في المناطق الريفية البعيدة، وتقوية الروابط الاجتماعية والاقتصادية فيها، وبالتالي خلق مجتمع قادر على نشر ودعم فكرة ريادة الأعمال، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة.

مشاكل وتحديات

شاركت في الورشة عدة نساء من منظمات عاملة شمال غربي سوريا، أبرزها “وحدة تمكين المرأة في لجنة إعادة الاستقرار” و”مركز تنمية الأسرة “، بالإضافة إلى العديد من النساء الناشطات في الشمال.

مسؤولة “لجنة حماية الطفل” في مدينة اعزاز، والمحاضرة في جامعة “حلب الحرة”، ماجدة البتور، تحدثت لعنب بلدي عن تجربتها كمشاركة في التدريب الذي أجراه المركز.

وقالت البتور إنها شاركت بالتدريب لرغبتها “الشديدة” في القيام بمشروع خاص، وللتعرف إلى الخطوات العملية الأكاديمية ونقاط القوة والضعف لديها للانطلاق بهذا المشروع.

وترى البتور أن تدريبات ريادة الأعمال مهمة للمرأة في مناطق الشمال السوري، لأنها العنصر الأكثر عرضة لتحديات الحياة، وخاصة في ظروف الحرب والنزوح والتهجير.

وتتمثل أهم التحديات التي تواجه المرأة بالشمال السوري في هذا المجال، بعدم درايتها ومعرفتها بمصطلح الريادة، وقلة الموارد المالية، وظروف الحرب والنزوح، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، والبنية التحتية المنهارة، وخلل النظام التعليمي، بحسب البتور.

وخرجت المشارِكة من الورشة برسم خطة أكثر موضوعية ودراسة اقتصادية جيدة، بهدف البدء بوضع خطة لمشروعها، وافتتاح مركز للدعم النفسي الاجتماعي للأطفال، بعد اكتساب رأس مال معرفي واجتماعي، للوصول إلى رأس المال الاقتصادي، مع استثمار كل الإمكانات المتوفرة لديها.

وختمت حديثها لعنب بلدي بقولها، إن ارتفاع عدد رائدات الأعمال والراغبات في تأسيس أنشطة اجتماعية تجارية خاصة (مشاريع صغيرة)، سيسهم في وضع رواد ورائدات أعمال ضمن منهجية مستمرة ومستدامة، للحصول على النصح والإرشاد لتجاوز كل التحديات التي يواجهونها في الأزمات الطارئة.

وترى المشارِكة في الورشة، والمسؤولة في “لجنة إعادة الاستقرار”، سلوى كور بلال، أنه في ظل الوضع الراهن صارت المرأة هي المعيلة لأسرتها في كثير من الحالات، وفُرض عليها أن تعمل في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية، لذلك فإن دورات ريادة الأعمال بالنسبة للمرأة تسهم في تحقيقها لذاتها وتشكيل قدوة لغيرها، والقدرة على تخطيط حياتها واتخاذ قراراتها.

وتتمثل التحديات التي تواجه المرأة في الشمال السوري، بحسب كور بلال، بعدم استقرار الوضع الأمني والفوضى التي تشهدها المنطقة، والمهام التي ترتبت على المرأة بعد الثورة وخاصة التي فقدت المعيل، بالإضافة إلى ثقافة المجتمع التي كانت وما زالت ترى أن المرأة مكانها المنزل والمطبخ، إلا قلة قليلة باتت تؤمن بأهمية عمل المرأة.

وقالت كور بلال لعنب بلدي، إن التدريب جعلها تعيد النظر بالعمل الذي تقوم به، كما جعلها توجه أنظارها إلى مشروع كانت تخطط له سابقًا، وأعطاها الخطوط الرئيسة للبدء بتنفيذه، وغيّرت المعلومات التي حصلت عليها من خلال التدريب مسار تخطيطها للمشاريع التي تود القيام بها.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة