عودة بعد انحسار..

“الليشمانيا” تهاجم الأطفال في ريف دير الزور

camera iconعمال صحيون يعالجون ندبة اللشمانيا على يد امرأة في ريف دير الزور - شباط 2020 (SDF MEDIA CENTER)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – دير الزور

أمضى خالد العبار (45 عامًا) من بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي شهرًا بالعلاج المفترض لمداواة ابنتيه المصابتين بداء “الليشمانيا”.

تظهر الندوب بوضوح على وجنتي سلوى (13 عامًا)، ورقبة أختها فاطمة التي تصغرها بعامين. لا يعلم خالد على وجه التحديد كيف أُصيبت ابنتاه بهذا المرض، الذي أشار إلى انتشاره ونقص الجهود لوقفه في المنطقة.

يصطحب خالد ابنتيه كل يوم ثلاثاء إلى مستوصف الباغوز ليتلقيا علاج “الليشمانيا” عن طريق حقنة تحت الحبة ذاتها، وهو ما يتطلب المتابعة لمدة شهرين حتى يتم التعافي بشكل نهائي، حسبما قال الممرض في المستوصف للأب وابنتيه.

انتشر داء “الليشمانيا”، أو ما يعرف باسم “حبة حلب”، بشكل ملحوظ في ريف دير الزور، حسبما قال أحد موظفي القطاع الصحي في المنطقة، طالبًا عدم الكشف عن اسمه لأنه لا يملك تصريحًا للحديث مع عنب بلدي.

وكان انتشار المرض واسعًا، خاصة في الريف الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والذي كان شاهدًا على معارك “شرسة” خاضها مقاتلو “قسد” لانتزاع المنطقة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال الشاب الذي يبلغ من العمر 30 عامًا، إن المرض عاود الانتشار بعد أن انحسر خلال الأشهر الماضية، ملقيًا اللوم على ما ارتكبه التنظيم، وما خلفته معارك القضاء عليه، من دمار وتراجع للخدمات وتردٍ لجميع القطاعات في المنطقة.

ووصل العدد الكلي للإصابات بالمرض، حسب تقدير العامل في القطاع الصحي، إلى عشرة آلاف إصابة وأغلبيتها بين النساء والأطفال، مع وجود مستوصفات تتوزع في المنطقة، مثل “البوبدران” و”الباغوز”، تعمل على علاج “الليشمانيا” ولم تتمكن من القضاء عليه.

“الليشمانيا” هو مرض جلدي يتسبب به طفيلي تحمله “ذبابة الرمل”، التي تتكاثر في مكبات النفايات العشوائية والمستنقعات، وحتى في “المدافن”.

تنطلق من “المقابر الجماعية”

خلّفت معارك “التحرير” مقابر جماعية منتشرة في ريف دير الزور الشرقي، إذ دفعت شهور القصف الذي قام به “التحالف الدولي” مع محاصرة وتقدم قوات “قسد” في مناطق التنظيم، سكان المنطقة لدفن موتاهم سريعًا في الساحات والحدائق العامة، وهو ما كان السبب “الأبرز”، حسب تقييم العامل في القطاع الصحي، لانتشار “الليشمانيا” وتكاثرها.

يوسف الراضي أحد سكان الريف الشرقي لدير الزور، وصف الحملات التي قامت بها مكاتب الصحة التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بـ”الخجولة”، مشيرًا إلى أنها لم تكن قادرة على إنهاء وجود “الليشمانيا” في أرياف دير الزور، رغم إسهامها في خفض أعداد الإصابات التي عاودت اليوم الارتفاع من جديد.

شارك يوسف بحملة تطوعية لتعقيم المنازل والمدارس وتوفير العلاج للمصابين، معتبرًا أن الوضع “خطير” وبحاجة إلى “يقظة صحية” من كل العاملين بهذا القطاع لتقديم الأفضل لأهالي دير الزور وأطفالها.

وتضمنت الحملة التي شارك بها الشاب نشر الوعي بين السكان بضرورة ابتعاد الأطفال عن المناطق الملوثة، والحفاظ على النظافة الشخصية، إضافة إلى تعقيم المنازل برش المبيدات التي تقضي على “ذبابة الرمل”.

وبحسب يوسف، فإن أغلبية الحملات مدعومة من قبل المنظمات الإغاثية العاملة في المنطقة، وبالتنسيق مع “لجنة الصحة” التابعة لـ”مجلس دير الزور المدني”، وتنفذ أنشطتها على قدر الدعم المقدم، ولا تزال تعمل للقضاء على انتشار “الليشمانيا”.

وتعاني أغلبية المراكز الصحية في المنطقة من نقص في الأدوية والعلاجات، خاصة ما يتعلق بداء “الليشمانيا”، حسبما ذكرت المصادر الطبية التي تواصلت معها عنب بلدي.

ومع معاناة المنطقة من نقص في الخدمات العامة، واستمرار نزوح السكان إثر المعارك السابقة، ما زال الوضع الأمني غير مستقر مع نشاط خلايا تتبع للتنظيم، ويطالب الأهالي “الإدارة” بتحسين الأوضاع الخدمية والأمنية باستمرار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة