جراء سوء التنفيذ

جسر “المراشدة” يمنع ري 70 ألف هكتار شرقي دير الزور

جسر "المراشدة" يمنع ري 70 ألف هكتار شرقي دير الزور

camera iconجسر المراشدة- السوسة بريف ديرالزور الشرقي - 25 من تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي / عبادة الشيخ)

tag icon ع ع ع

دير الزور – عبادة الشيخ

تشهد قرى وبلدات في الريف الشرقي لدير الزور، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، نقصًا في المياه، ما أدى إلى انتشار الأمراض المعدية.

وتعاني قرى السوسة والباغوز وموزان والسفافنة وحويجة المشاهدة جفافًا تامًا لمياه نهر فرعي يمد البلدات، ويستمد مياهه من نهر “الفرات”، بسبب ارتفاع قاعدة جسر “المراشدة- السوسة” عن سطح المياه نحو مترين ما يعوق مرورها.

عدم وصول المياه يعرّض مساحات زراعية تقدّر بحوالي 70 ألف هكتار للجفاف، ويشكل مستنقعات تمثل بيئة خصبة للحشرات المسببة للأمراض مثل ذبابة الرمل وغيرها، وفق مزارعين ووجهاء قابلتهم عنب بلدي.

ارتفاع قاعدة الجسر يعوق مرور المياه

شيخ عشيرة “المراسمة”، أحمد العبود، قال لعنب بلدي، إن جسرًا بُني على النهر الفرعي قبل عام 2011، وفيه فتحات لمرور المياه ويعتمد عليه مزارعون لسقاية الأراضي في السوسة والمراشدة وموزان وجزء كبير من الباغوز، وأجزاء من حويجة المشاهدة والسفافنة.

وأوضح أنه خلال فترة معارك قوات التحالف وتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف دير الزور، تعرّض الجسر لقصف من قبل طائرات التحالف وتم تدميره عام 2019.

بعد توقف المعارك أُعيد بناء الجسر من قبل أحد المتعهدين، ووُضعت قاعدة جديدة فوق القديمة ما عاق مرور المياه من خلال الفتحات، وأدى ارتفاع سطح الجسر إلى انحسار المياه خلفه، ما أرهق المزارعين وألحق الضرر بالمحاصيل الزراعية، وفق العبود.

ويرتفع منسوب المياه في النهر الفرعي بعد هطول الأمطار في فصل الشتاء، لكنها تنحسر في الصيف ويصبح الجسر سدًا تتوقف المياه خلفه.

الرئيس السابق لجمعية الباغوز الزراعية، أحمد الشهاب، قال إن المزروعات لا تحصل على الكمية الكافية من المياه، ما يؤثر سلبًا على إنتاجية وجودة المحاصيل.

وذكر أن ارتفاع منسوب المياه قبل الجسر أدى إلى تكوّن المستنقعات، ما زاد من انتشار الأمراض مثل الليشمانيا وغيره، بالإضافة إلى تلوث مياه النهر بنسبة عالية، وباتت غير صالحة للاستخدام.

لا حلول

محمد الختلان، الرئيس السابق للجنة الخدمات في بلدة الباغوز، قال إن ضعف خبرة المتعهدين والمهندسين الذين قاموا بإصلاح تلك المنشأة تسبب في عوائق للمزارعين.

وأوضح لعنب بلدي أن عملية إصلاح الجسر لم تأخذ بعين الاعتبار مشكلة نقص المياه، لتتحول إلى مشكلة كبيرة للفلاحين.

وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، تغيب الحلول من قبل الجهات المسؤولة في “الإدارة الذاتية” وحتى من المنظمات المعنية، وطُرحت اقتراحات مثل إنشاء عبارات بجوار الجسر، لكن هذه الحلول لم تُنفذ.

وتواجه الزراعة في شمال شرقي سوريا وخاصة في دير الزور صعوبات عدة، منها غياب الدعم وارتفاع أسعار المحروقات، ومن أحدث المشكلات التي واجهت الفلاحين، انتشار ظاهرة “ملوحة التربة” في أراضي الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

وأرجع فلاحون أسبابها إلى البطء في تنظيف وتأهيل مصارف المياه الزائدة، إذ يسبب تراكمها لأوقات طويلة ملوحة التربة.

وبحسب إحصائية قامت بها لجنة الري التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في المنطقة، فإن ما بين 2300 و2500 هكتار تعرضت للتملح، وصارت تربتها غير صالحة للزراعة.

ويعاني فلاحو سوريا في مناطق السيطرة الأربع نقصًا في الدعم وارتفاعًا في أسعار مستلزماتهم الزراعية، وعدم وجود أسواق لتصريف منتجاتهم، وتحديد الجهات المسيطرة أسعارًا للمحاصيل لا تتناسب مع تكاليف الزراعة ولا تترك هامش ربح للفلاح، وتنعكس زيادة الإنتاج خسارة على المزارع، فالإنتاج الوفير يعني أسعار محاصيل أقل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة