لمدة شهر.. الولايات المتحدة توافق على صفقات “الحوثيين” في اليمن

"أنصار الله"التابعون لـ "جماعة الحوثيين" يرددون هتافات أثناء مشاركتهم في تجمع لإحياء الذكرى الرابعة للتدخل العسكري بقيادة السعودية في حرب اليمن- 26 من آذار 2019 (رويترز)

camera icon"أنصار الله"التابعون لـ "جماعة الحوثيين" يرددون هتافات أثناء مشاركتهم في تجمع لإحياء الذكرى الرابعة للتدخل العسكري بقيادة السعودية في حرب اليمن- 26 من آذار 2019 (رويترز)

tag icon ع ع ع

وافقت الولايات المتحدة الأمريكية على جميع المعاملات المتعلقة بجماعة “الحوثيين” في اليمن، حتى 26 من شباط المقبل، بينما تراجع واشنطن تصنيف إدارة ترامب للجماعة المتحالفة مع إيران “منظمة إرهابية أجنبية”.

وقالت وزارة الخزانة في بيان لها، الاثنين 25 من كانون الثاني، إنها ستعفي بعض المعاملات المتعلقة بجماعة “الحوثيين”، حتى تاريخ 26 من شباط المقبل، من العقوبات الناتجة عن تصنيف بومبيو الجماعة “منظمة إرهابية أجنبية”، في 10 من كانون الثاني الحالي.

وبحسب ما أفادت وكالة “رويترز“، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تهدئة مخاوف الشركات والبنوك المتورطة في التجارة إلى اليمن، الذي يعتمد بشكل شبه كامل على الواردات.

وصرحت وزارة الخزانة أن البنوك الأجنبية لن تتعرض للعقوبات “إذا قامت بإجراء معاملة أو تسهيلها”، لـ”الحوثيين” بعلم الخزانة.

ودخلت العقوبات التي فرضها بومبيو حيز التنفيذ في 19 من كانون الثاني الحالي، قبل يوم واحد فقط من تنصيب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وتعرضت لانتقادات شديدة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، لأنها ستؤدي إلى تفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم من خلال منع وصول المساعدات إلى المدنيين في الدولة.

ولا ينطبق ترخيص وزارة الخزانة على أعضاء محددين من جماعة “الحوثي” الذين عوقبوا بطريقة أخرى (عدا التصنيف الأخير للجماعة).

اقرأ أيضًا: هل تستجيب الإدارة الأمريكية للمطالب بتخفيف العقوبات عن النظام

وأثار تصنيف “الحوثيين” من إدارة ترامب “منظمة إرهابية”، ارتباك وكالات الإغاثة وتحذيرات من قبل الأمم المتحدة، مما قد تسببه العقوبات من تأثير مدمر على اليمن (الدولة التي مزقتها الصراعات وتواجه خطر المجاعة).

وكانت إدارة ترامب أعفت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة و”الصليب الأحمر” وتصدير السلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية من العقوبات المترتبة على تصنيف الجماعة، لكن مسؤولي الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة قالوا إن الاقتطاعات غير كافية، ودعوا إلى إلغاء القرار، بحسب “رويترز”.

ويحكم المتمردون “الحوثيون” المدعومون من إيران عاصمة اليمن، وشماله حيث تعيش أغلبية السكان، ما يجبر منظمات الإغاثة الدولية على العمل معهم، وتعتمد المنظمات على “الحوثيين” في إيصال المساعدات.

وبدأت الحرب في اليمن بين التحالف العربي المدعوم من الولايات المتحدة والسعودية من جهة والمتمردين “الحوثيين” مع سيطرتهم على شمالي اليمن عام 2014، الأمر الذي دفع التحالف إلى حملة جوية مدمرة، بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليًا.

وتصاعد النزاع في آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري دعمًا للقوات الحكومية.

وبينما تراجعت حدة القتال في اليمن بشكل كبير منذ أشهر، استؤنف العنف في كانون الأول 2020 بمدينة الحديدة، التي تشكّل نقطة الدخول الرئيسة للمساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وكانت السنوات الست من الحرب كارثية، إذ أسفرت عن مقتل أكثر من 112 ألف شخص، وتدمير البنية التحتية من الطرق والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء.

ويعتمد معظم سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة.

وتقول الأمم المتحدة إن 13.5 مليون يمني يواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو رقم قد يرتفع إلى 16 مليونًا بحلول حزيران المقبل.

وكانت خطوة التصنيف الأمريكية جزءًا من خطة الإدارة السابقة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في عزل إيران وشل حركتها.

من هم “الحوثيون”

حركة “الحوثيين”، هي حركة سياسية دينية مسلحة، وطرف أساسي في حرب اليمن، أُسّست عام 1992، واتخذت لنفسها اسم “أنصار الله” بشكل رسمي.

وعلى الرغم من أن الحركة لم تعلن نفسها كحزب سياسي، فإنها تسير على خطی “حزب الله” اللبناني، تحت اسم “أنصار الله”.

وسميت الجماعة بـ”الحوثيين” نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي، الذي قُتل على يد القوات الحكومية اليمنية في 2004، وتنتمي إلى الطائفة الشيعية، وتتبع إلى ولاية الإمام والعقيدة “الاثني عشرية” (تتّبع في إيران).

وتتهم صنعاء “الحوثيين” بتلقي الدعم من إيران، ومشاركة “حزب الله” في مشروع إقامة “الهلال الشيعي” بالمنطقة، الأمر الذي ينفيه “الحوثيون” الذين يؤكدون بقاءهم على المذهب “الزيدي” رغم اتفاقهم مع “الاثني عشرية” في بعض الأمور.

وخاض “الحوثيون”، ومعقلهم في محافظة صعدة شمال غربي اليمن، ست حروب مع نظام الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، في الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2010.

ظهرت الحركة دعوية في البدء، قبل أن تتحول إلى حركة مطلبية اجتماعية وسياسية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة