إعلام النظام يتجاهل أزمات السوريين وينقل أزمات الآخرين

camera iconبناء الهيئة العام للإذاعة والتلفزيون في دمشق (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

لم يعد خفيًا على السوريين أسلوب الإعلام الرسمي في التقليل من شأن معاناتهم اليومية، بعدم المرور على ذكرها أساسًا، فصار الناس يتداولون عبارات تعني أنه إذا أردت الاعتقاد أن “الأمور بخير” عليك أن تتابع التلفزيون السوري الرسمي.

ويعيش السوريون في سوريا أزمات معيشية كبيرة، تتعلق بالمواد الأساسية من خبز ومحروقات وارتفاع في الأسعار، لا تلقى حجم التغطية المناسب لها في وسائل الإعلام السورية.

“تركيا محاصَرة بالفقر”

في تقرير بعنوان “الفقر يحاصر تركيا.. بين تضخم متوحش وحكومة لا تبالي“، في 17 من آذار الحالي، سلطت صحيفة “البعث” الحكومية الضوء على أزمة اقتصادية تعيشها تركيا، وتضمن التقرير أن 13.9% من الأتراك يعيشون تحت عتبة الفقر الوطنية المحددة بـ4.3 دولار في اليوم للشخص الواحد.

ويأتي ذلك في حين يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.

وأثار التقرير جدلًا بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ “كان من الأولى أن يسلّط الضوء على أزماتهم لا أزمات الجيران”، بحسب رأيهم.

“تردي الأوضاع المعيشية في لبنان”

يشهد لبنان احتجاجات واسعة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، الوضع الذي تعانيه سوريا أيضًا.

ونقلت صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، تفاصيل الاحتجاجات ومطالب الشعب اللبناني في الشارع.

وذلك في ظل ما يعيشه السوريون من اعتقالات بتهم عديدة، منها “وهن نفسية الامة”، أو التواصل مع “صفحات مشبوهة”، إذا ما انتقدوا تردي الأوضاع عبر صفحاتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، دون تمييز بين مواطن عادي أو صحفي موالٍ.

وتكتفي ذات الصحيفة بالحديث عن وعود لا متناهية بحل أزمات الوقود والخبز، ودعوات لدعم الليرة لمحاربة مضاربتها على الدولار.

“تراجع الدولار أهم من الليرة”

تناولت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 25 من شباط الماضي، خبر تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، متجاهلة الحديث عن قيمة الليرة السورية، التي تواصل التراجع إلى مستويات تاريخية.

ونقلت “سانا” عن وكالة “رويترز” أن الدولار الأمريكي “هبط إلى مستويات متدنية جديدة مقابل الدولار الأسترالي والكندي، وقبع قرب مستويات منخفضة سجلها خلال الليل مقابل العملتين البريطانية والنيوزيلندية”.

وبحسب موقع “الليرة اليوم“، المختص بأسعار صرف العملات الأجنبية، بلغ سعر صرف الليرة اليوم، 4500 للمبيع و4580 للشراء.

بينما يثبّت “المصرف المركزي” في سوريا سعر صرف الدولار الواحد عند 1256 ليرة سورية، بحسب النشرة الرسمية للمصرف.

ويميل إعلام النظام إلى اللامنطقية، من حيث اختيار المواضيع التي قد تهم جمهوره الأول (السوري).

وتحتل سوريا المرتبة 174 من 180 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2020، الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة