حلب.. “الغاز السفري” حل لتأخر وصول رسائل تبديل الأسطوانات

camera iconمواطنون يقفون في طابور للحصول على أسطوانة غاز بحي صلاح الدين في حلب (MEO)

tag icon ع ع ع

يلجأ سكان في مدينة حلب إلى تعبئة أسطوانات الغاز “السفرية” من السوق السوداء بسعر مضاعف عن سعرها الرسمي، لحل مشكلة تفاقم أزمة الغاز وتأخر وصول الرسائل الإلكترونية إلى المواطنين التي تخولهم استبدال الأسطوانات الممتلئة بالفارغة من المراكز المعتمدة، لأكثر من شهرين.

محمد من سكان حي سيف الدولة في حلب، قال لعنب بلدي، إن رسالة برنامج “وين” كانت سابقًا تصل في فترة 45 يومًا وأحيانًا 50 يومًا، ولكن الآن تصل في فترة 75 أو 85 يومًا.

قدم محمد شكوى إلكترونية عدة مرات، ولكن الشكوى تُحوّل إلى الشركة مع وعود بالرد وإيجاد حل لتأخر تبديل أسطوانة الغاز.

واستنكر محمد وجود أزمة غاز مع بدء فصل الصيف ناتجة عن تأخر وصول الرسائل، مشيرًا إلى أن أزمة الغاز تكون عادة في فصل الشتاء، لاستخدامه في التدفئة وتسخين المياه بسبب انقطاع الكهرباء.

وأوضح أن أسطوانات الغاز متوفرة في السوق السوداء لدى بائعي المحروقات، ولكن سعر تبديل الأسطوانة يصل حتى 65 ألف ليرة، وهو أضعاف سعر التبديل المعتمد لدى شركة “سادكوب” البالغ 4300 ليرة سورية.

موظف في القصر البلدي (تحفظت عنب بلدي على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، أوضح أن راتبه الشهري  (56 ألف ليرة سورية) لا يكفيه لتبديل أسطوانة غاز في حال نفاد أسطوانة الغاز في منزله، وتأخر وصول الرسالة يجعله يضطر لتعبئة الغاز “السفري” من السوق السوداء من أجل استخدامه لأيام معدودة.

ويمنع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين في مناطق سيطرة النظام السوري الناتج عن انخفاض قيمة الرواتب والأجور، العديد منهم من تبديل أسطوانة الغاز أو تعبئتها من السوق السوداء بسعر مرتفع، بحسب ما رصدته عنب بلدي من مدنيين التقتهم في مدينة حلب.

ويستغرب الأهالي من توفر الغاز في السوق السوداء ولدى محال بيع المحروقات، وخاصة في الأحياء الشعبية، في وقت تتأخر فيه وصول الرسائل التي تعلمهم بموعد الحصول على أسطوانة ممتلئة من المركز المعتمد.

اقرأ أيضًا: عشرة أضعاف السعر النظامي.. أهالي حلب يشترون الغاز من مراكز بديلة

وعن توفر أسطوانات الغاز لدى محال تعبئة أسطوانات الغاز الصغيرة المعروفة بين الأهالي بـ”الغاز السفري”، قال بائع محروقات التقت به عنب بلدي، إن بائعي المحروقات يملكون ترخيصًا من مجلس مدينة حلب بخصوص مزاولة مهنة تعبئة الغاز وبيع البنزين والمازوت.

وأوضح البائع أنه يحصل على خمس أسطوانات غاز عبر المخصصات الأسبوعية، بسعر 9350 ليرة سورية للأسطوانة، كما أن بعض المدنيين الذين تطول لديهم مدة استخدام أسطوانة الغاز يبيعون الأسطوانة الجديدة التي حصلوا عليها بتبديلها، وبائعو الغاز بدورهم يشترونها بمبلغ يتراوح بين 25 و35 ألف ليرة سورية.

ويصل سعر كيلو الغاز الذي يعبئه البائعون إلى 4500 ليرة، وفي فترة الأزمة وفقدان الغاز يصل سعر كيلو التعبئة إلى نحو 6500 ليرة، وحاليًا يعبئ البائعون الغاز بسعر 5500 ليرة سورية للكيلو الواحد.

وتعيش المناطق الخاضعة لسيطرة النظام منذ مطلع العام الحالي أزمة محروقات متجددة، بعد أزمات مشابهة عاشها المواطنون في تلك المناطق عام 2020، نتيجة عجز النظام عن تأمين الحد الأدنى من المحروقات اللازمة للقطاعات الخدمية والاستهلاك اليومي للسكان.


أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في حلب صابر الحلبي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة