“رايتس ووتش”: “الفيتو” الروسي سيُغلق شريان الإغاثة الأخير في شمال غربي سوريا

camera iconوصول الدفعة الأولى من لقاح "كورونا" إلى الشمال السوري عبر باب الهوى، 21 من نيسان 2021 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية تعرّض الملايين من السوريين المقيمين في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا لخطر فقدان الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة، إذا استخدمت روسيا حق “النقض” (الفيتو) ضد إعادة تفويض معبر “باب الهوى” ممر المساعدات الوحيد إلى المنطقة.

وطالبت المنظمة في تقرير لها، الخميس 10 من حزيران، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن يجدد خلال جلسته المقررة في 10 من تموز المقبل، الإذن بمرور المساعدات عبر الحدود السورية، واستئناف مرور المساعدات عبر المعابر من العراق إلى شمال شرقي سوريا.

وبحسب التقرير، قالت الأمم المتحدة إنه من غير الواضح معرفة آلية وصول المزيد من اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، التي وصلت في نيسان الماضي عبر معبر “باب الهوى”، إذا لم يجدد مجلس الأمن تفويض مرور المساعدات عبره.

وذكر التقرير أنه بموجب قوانين الحرب، فإن حكومة النظام السوري وجميع أطراف النزاع الأخرى بمن فيهم روسيا والدول المعنية الأخرى، مُلزمون بالسماح بالمرور السريع للمساعدات وتسهيل وصولها إلى محتاجيها دون إظهار أي عوائق، إذ لا يجوز لهم حجب الموافقة عليها لأسباب تعسفية.

وبموجب قانون حقوق الإنسان، لا تزال حكومة النظام مُلزمة بضمان حقوق السوريين في الصحة، وعدم التمييز بين السكان، وضمان “الحد الأدنى الأساسي” من مستوى المعيشة للجميع وفي جميع الأوقات.

ورفض المدير المساعد لقسم شؤون الأزمات والنزاعات في المنظمة، جيري سيمبسون، أن تكون فكرة التخلي عن ملايين السوريين الذين يعتمدون على المساعدات مطروحة حتى على طاولة مجلس الأمن، مضيفًا أن “على جميع الأعضاء في مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، التركيز على إنقاذ الأرواح، لا التضحية بها لتحقيق مكاسب سياسية”.

احتياجات شمال شرقي سوريا تتزايد منذ إغلاق “اليعربية”

أوضح تقرير “رايتس ووتش”، أن الاحتياجات الإنسانية ازدادت بشكل كبير في شمال شرقي سوريا، لا سيما مع تفشي فيروس “كورونا”، بعد إغلاق معبر “اليعربية” بين العراق ومناطق شمال شرقي سوريا، بضغط من روسيا والصين في كانون الثاني 2020.

وأضافت المنظمة أنه لم يصل إلى تلك المناطق سوى 17 ألفًا و500 جرعة من لقاحات الفيروس، كانت قد أرسلتها حكومة النظام السوري، تزامنًا مع تحذيرات أممية من خطر يلاحق أهالي المنطقة إثر نقص الإمدادات الطبية وفحوصات الكشف عن الفيروس، والأكسجين، والمعدات الطبية والواقية من الفيروس.

ووفقًا للتقرير، فإن مليونًا و800 ألف شخص من الأهالي في شمال شرقي سوريا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، وأكثر من 70% منهم بحاجة “ماسة” إليها.

الأمم المتحدة تسعى لفتح معابر إضافية

في 6 من حزيران الحالي، قال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، جيفري بريسكوت، إن خطة عمل الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة ستركز على توسيع وإضافة معابر إضافية لإيصال المساعدات إلى سوريا، وليس فقط على تجديد إدخال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” المُصرح به.

وأضاف بريسكوت، أن ما رأته السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، خلال رحلتها إلى الحدود التركية- السورية في مطلع الشهر الحالي، أكد مدى أهمية استمرار وصول المساعدات لتلبية احتياجات السوريين التي ازدادت بنسبة 20% على احتياجات العام الماضي.

ووصف بريسكوت معبر “باب الهوى” بأنه “حرفيًا شريان حياة لملايين السوريين”، الذي تتوفر عبره المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة الملايين، موضحًا أن الأمم المتحدة ستظل مُركّزة حتى يفهم الجميع مخاطر إغلاقه التي ستؤدي بالمحصلة النهائية إلى موت الناس.

وكانت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة أجرت زيارة إلى الحدود السورية- التركية، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية في 2 من حزيران الحالي.

وحذرت غرينفيلد من إغلاق آخر المعابر الإنسانية إلى سوريا الذي يمكن أن يتسبب في “قسوة لا معنى لها” لملايين السوريين، مجددة الدعوة إلى مجلس الأمن الدولي لتمديد الإذن بتسليم المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وفي 7 من حزيران الحالي، وجه رؤساء من لجان العلاقات الخارجية في مجلس النواب والشيوخ الأمريكي من الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري”، رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، طالبوا فيها بالضغط على روسيا لتمديد فتح معبر “باب الهوى” لدخول المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، والتطبيق الكامل لقانون “قيصر” على النظام السوري.

ويوجد دعم قوي في المجلس المكوّن من 15 عضوًا للحفاظ على المعابر الحدودية، لكن روسيا من الممكن أن تعترض ويصطدم قرار الدول بحق “النقض” (الفيتو).

وتريد روسيا حصر إدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر مناطق سيطرة النظام، وتتهم الدول الغربية بتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمدادات التي تأتي عبر الخطوط من دمشق.

والغرض من الإغلاق هو تسليم المساعدات للنظام السوري، واللجوء إلى فتح معابر داخلية لإيصال المساعدات وسط مخاوف من استعمال النظام لهذه المساعدات كوسيلة للانتقام من السوريين، أو لأغراض تجارية في ظل واقع اقتصادي هش تعيشه المناطق التي يسيطر عليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة