متوقعين ارتفاع سعره.. مزارعون في الرقة يتحفظون على بيع محصول القمح

حقول القمح في ريف الرقة - آذار 2021 (عنب بلدي \ حسام العمر)

camera iconحقول القمح في ريف الرقة - آذار 2021 (عنب بلدي حسام العمر)

tag icon ع ع ع

يعمل حسين الشيخ، البالغ 40 عامًا، على تنظيف إحدى غرف منزله لتجهيزها من أجل تخزين إنتاج أرضه من القمح، بعد أن بدأ بحصاد محصوله الخاص، في قرية الخاتونية بريف الرقة الغربي، إذ قرر عدم توريد الإنتاج إلى المراكز التي افتتحتها “الإدارة الذاتية” للمناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال شرقي سوريا.

على غرار حسين، يتجه بعض مزارعي القمح في أرياف الرقة لتخزين محصولهم، بعد توقعات بارتفاع سعره بشكل أكبر خلال الفترة التي تلي موسم حصاد القمح، الذي انطلق قبل أيام في الرقة، بسبب خوفهم من أي تغييرات قد تطرأ على الأسعار من قبل “الإدارة الذاتية”.

وحددت “الإدارة الذاتية”، في أيار الماضي، تسعيرة شراء القمح لعام 2021 بـ1150 ليرة سورية (36 سنتًا أمريكيًا)، بعد أن حددته العام الماضي بـ17 سنتًا للكيلوغرام الواحد.

تجارب سابقة

وعلى الرغم من تسعيرة القمح التي حددتها “الإدارة” هذا العام، والتي وصفها حسين الشيخ بـ”الجيدة”، فإنه يتوقع تغيرًا في السعر بعد انتهاء فترة الحصاد بالمقارنة مع الأعوام السابقة.

لأن السعر الذي حددته “الإدارة” العام الماضي ما لبث أن تغير بمجرد انتهاء الموسم، ليتضاعف بعد عدة شهور ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من القمح إلى 1000 ليرة (31 سنتًا أمريكيًا)، على حد قول المزارع حسين الشيخ.

وخصصت “الإدارة الذاتية” 26 مركزًا لتسلّم القمح، تتوزع على المناطق الخاضعة لسيطرتها في محافظات الجزيرة السورية، بطاقة استيعابية تقدر بـ900 ألف طن من القمح.

مخاطر التخزين

يحتاج تخزين القمح إلى ظروف مناسبة يجهلها كثير من المزارعين، وقد يؤدي إلى تلف كميات كبيرة من المحصول، وفق ما قاله المهندس الزراعي من ريف الرقة الجنوبي حسين الرجب، لعنب بلدي.

وتُستخدَم في تخزين القمح عوازل بلاستيكية (رقائق)، لعزل أكياس القمح عن الرطوبة التي تتسبب بتعفن المحصول، كما توضع السموم للقوارض (فئران وجرذان) لمنعها من تمزيق الأكياس، وفقًا للمهندس الزراعي.

تسهيلات زراعية بتوصيات عسكرية

قال مسؤول أحد مراكز تسلّم القمح في الرقة لعنب بلدي (تحفظ على نشر اسمه)، إن توريد المزارعين إلى مركز التسلّم قد تدنى فعلًا بالمقارنة مع العام السابق، لكنه أرجع هذا التدني إلى “قلة الإنتاج الزراعي وليس لرغبة أحد بتخزينه وبيعه لاحقًا”.

وتبدي مراكز تسلّم القمح التابعة لـ”الإدارة الذاتية” نوعًا من التساهل في تحديد درجات القمح المسوّق من قبل المزارعين على مراكزها، وفقًا لما ذكره مسؤولون في “الإدارة” لوكالة “نورث برس” المحلية، المقربة من “الإدارة الذاتية”.

وفي 11 من أيار الماضي، قال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في “الإدارة”، سلمان بارودو، إنه خلال زيارة قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، إلى مقر “الإدارة” في الرقة أوائل الشهر نفسه، أكد على ضرورة تقديم جميع التسهيلات للمزارعين خلال هذا الموسم.

وأضاف بارودو أن لجان التسلّم تتساهل مع نوعيات القمح المسوّقة من حيث جودة الحبوب ونسبة الشوائب.

وتصل نسبة الشوائب المسموح بها خلال هذا العام إلى 23%، بينما كانت دون 15% في الأعوام السابقة، بحسب “هيئة الاقتصاد والزراعة” في “الإدارة الذاتية”.

ووفقًا لـ”الإدارة”، تحتاج مناطق شمالي وشرقي سوريا إلى ما يتراوح بين 500 و600 ألف طن من القمح سنويًا كمخزون مخصص للطحين والبذار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة