تحقيق: مقربون من عائلة الأسد ضالعون في تجارة المخدرات بين سوريا وليبيا

camera iconمحققون إيطاليون يعاينون أكبر شحنة مخدرات في العالم قادمة من سوريا - 1 من تموز (دير شبيغل)

tag icon ع ع ع

اتهم تحقيق استقصائي شخصيات مقربة من عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالضلوع في تجارة المخدرات بالتنسيق مع عصابة في ليبيا.

ووفقًا لتحقيق نشره موقع “الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP)، في 16 من حزيران الحالي، فإن تجارة المخدرات ازدهرت في سوريا بالآونة الأخيرة على يد مرتبطين بعائلة الأسد.

وبيّن التحقيق أنه في عام 2018 ضبطت الحكومة اليونانية شحنة من الحشيش ومخدر “الكبتاغون”، تزيد قيمتها على مئة مليون دولار، مشيرًا إلى ضلوع مجرمين ذوي صلة بعائلة الأسد، وعصابة في ليبيا، إلى جانب شركات وهمية مسجلة في العاصمة البريطانية، لندن.

وأوضح التحقيق أن الشحنة كانت على متن سفينة تدعى “نوكا”، أبحرت من ميناء “اللاذقية”، في 2 من كانون الأول 2018، في طريقها إلى شرقي ليبيا، وخُبئت المخدرات وسط التوابل والقهوة ونشارة الخشب.

ولفت إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية ضُبطت العديد من شحنات “الكبتاغون” قادمة من ميناء “اللاذقية”، في موانئ ليبيا وإيطاليا ورومانيا واليونان.

وخلص التحقيق بعد فحصه وثائق محاكم في ليبيا وإيطاليا واليونان، وبيانات تتبّع السفن وتسجيل الشركات إلى جانب مقابلات مع مسؤولي وخبراء إنفاذ القانون، إلى وجود شبكة من مجرمين مرتبطين بالنظام السوري وشركات وهمية مرتبطة بتجارة المخدرات، لم يتم الكشف عنها سابقًا.

وأشار التحقيق إلى أن مالك سفينة “نوكا” يدعى (ط. ك.)، وهو سوري الجنسية يقيم حاليًا في مدينة اللاذقية، وكان قد أُدين عام 2015 بسرقة وتهريب يخوت فاخرة في إيطاليا.

تربط المتهم علاقات مع ابن عم بشار الأسد، مضر، وهو يدير مقهى في مجمع سياحي يملكه الأخير في اللاذقية، التي تخضع لرقابة حكومية مشددة تحت هيمنة “الفرقة الرابعة” في جيش النظام السوري، التي يديرها شقيق بشار الأسد، ماهر.

وقد حُكم على أربعة أعضاء من العصابة الليبية التي كان من المفترض أن تتسلّم شحنة المخدرات عام  2018، قبل أن يتم إيقافها من قبل السلطات اليونانية، بالقتل رميًا بالرصاص لضلوعهم في هذه الشحنة وغيرها من الشحنات القادمة إلى ليبيا.

وكانت تجارة الحبوب المخدرة انتشرت بشكل كبير في سوريا خلال السنوات الماضية، وتعتبر سوريا بلدًا لعبور المخدرات إلى دول الجوار وخاصة تركيا ودول الخليج عبر الأردن.

نقل مخدرات ومرتزقة إلى ليبيا 

في نيسان الماضي، رصد موقع “the africa report” في تقرير له ازدياد الرحلات الجوية بين سوريا وليبيا خلال الأشهر الأخيرة، متوقعًا أن يكون هدف هذه الرحلات إرسال المزيد من المرتزقة والمخدرات إلى ليبيا.

وبيّن الموقع أن شركة “أجنحة الشام” السورية للطيران قامت منذ بداية نيسان الماضي، بما لا يقل عن تسع رحلات ذهابًا وإيابًا بين دمشق وبنغازي، كانت آخرها في 19 من الشهر نفسه.

ولفت التقرير إلى أن العلاقات بين دمشق واللاذقية من جهة، وبنغازي من جهة أخرى، بدأت منذ عام 2018، بإرسال مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب “الجيش الوطني الليبي” بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ونقل الموقع عن خبير في الشأن الليبي قوله، إن “تجنيد هؤلاء المرتزقة تقوده روسيا، ويتم تمويله جزئيًا بأموال تدفعها الإمارات العربية المتحدة، حليفة حفتر”.

تبييض أموال

وكان المحلل الاقتصادي جلال بكار، أوضح في حديث سابق إلى عنب بلدي، أن النظام السوري استخدم التجارة غير الشرعية ومنها المخدرات، للحصول على أموال مجمدة، لتدخل هذه الأموال في تجارات شرعية، كالأغذية والنفط، لأن أرقام هذه الأموال كبيرة جدًا.

كما تمكّن الأموال المجنية من تجار المخدرات من دفع رواتب مقاتلي النظام والميليشيات التي استقدمها، وحاول من خلالها أيضًا دعم الليرة، بينما لم تُستخدم في أي صناعة حقيقية سورية أو في دعم قطاع خدمي، كالقطاع الصحي، بل حافظ عليها كأداة من أدوات الحرب، وفق بكار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة