“أطباء بلا حدود”: الملايين مهددون بالخطر في حال إغلاق معبر “باب الهوى”

camera iconمشفى لمنظمة أطباء بلا حدود في سوريا (MSF/Meldrum Robin)

tag icon ع ع ع

طالبت منظمة “أطباء بلا حدود” الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في مجلس الأمن الدولي بتجديد الآلية العابرة للحدود، وإعادة نقاط العبور الحدودية من معبر “باب السلامة” إلى الشمال الغربي ومعبر “اليعربية” إلى الشمال الشرقي.

وأصدرت المنظمة اليوم، السبت 19 من حزيران، بيانًا جاء فيه أن أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غربي سوريا، سيفقدون إمكانية الوصول إلى المساعدات الطبية والإنسانية التي يحتاجون إليها، إذا فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في تجديد تفويضه للمساعدات عبر الحدود بحلول 10 من تموز المقبل.

شهدت منظمة “أطباء بلا حدود” خلال عام 2020، خاصة في أثناء جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، كيف يؤثر تقليص الوصول إلى المساعدات على حياة الناس وصحتهم.

بموجب قرار مجلس الأمن “رقم 2533″، يعتبر معبر “باب الهوى” شريان حياة لدخول الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات إلى إدلب، بعد نزوح أكثر من نصف السكان بعد عقد من الحرب.

وقال المنسق الميداني لمنظمة “أطباء بلا حدود” في سوريا، “إذا تم قطع شريان الحياة هذا، فسنشهد المزيد من الوفيات”.

وأضاف، “إذا توقف تدفق الإمدادات الطبية عبر (باب الهوى)، فقد نفقد قدرتنا على علاج المرضى، فمخزوننا الحالي يمكن أن يستمر لمدة ثلاثة أشهر فقط. وإذا انخفض الإمداد بالغذاء ومياه الشرب، ستؤثر الأمراض والأوبئة على النازحين داخليًا وعلى السكان المحليين.

ونزح العديد من السوريين في هذه المنطقة أكثر من 14 مرة منذ بداية النزاع، وهم يعتمدون كليًا على المساعدات الإنسانية.

تحديات في حال الإغلاق

وبحسب البيان، سيؤدي فشل مجلس الأمن في إعادة تفويض هذه الآلية العابرة للحدود إلى تفاقم الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا.

وسيتم تخفيض المساعدات الإنسانية والطبية وتأخيرها بشكل كبير، على اعتبارها واحدة من القلائل المتبقية من مقدمي الخدمات الطبية في المنطقة.

ستواجه منظمة “أطباء بلا حدود” تحديات متزايدة في الوصول إلى السكان الأكثر ضعفًا في شمال غربي سوريا، مع افتقار معظم المستشفيات والمرافق الصحية إلى الإمدادات الطبية اللازمة للعمل.

وستتعرض حياة المرضى وحملة الاستجابة والتطعيم لفيروس “كورونا” في المنطقة للخطر، بسبب إغلاق آخر نقطة عبور حدودية متبقية، بما في ذلك تدفق معدات الحماية الشخصية وخزانات الأكسجين وأجهزة التنفس والأدوية الأساسية واللقاحات.

كما قال رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في سوريا، فيصل عمر، “بعد عقد من الحرب، أصبح تجديد آلية مجلس الأمن الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى”.

وأضاف عمر، “تعتمد حياة الملايين من الناس (أغلبيتهم من النساء والأطفال)، على المساعدات التي تدخل عبر المعابر الحدودية”.

وستشعر فرق منظمة “أطباء بلا حدود” بعبء أي إغلاق على الفور، ولن تكون قادرة على ملء الفراغ إذا خفضت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى بشكل حاد مساعداتها في شمال غربي سوريا، بحسب عمر.

أدت الأزمة الاقتصادية في سوريا، وانخفاض قيمة العملة في العام الحالي، إلى تدهور كبير في الظروف المعيشية للمجتمعات في جميع المناطق.

وبحسب وكالات الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 220%، بينما لا يزال 80% من السكان تحت خط الفقر، ويعتمد 90% من الأطفال الآن على المساعدات الإنسانية.

وكان لقرار مجلس الأمن الدولي بعدم تجديد آلية الأمم المتحدة لوصول المساعدات المنقذة للحياة عبر معبر “اليعربية” الحدودي إلى شمال شرقي سوريا عبر العراق، عواقب وخيمة.

منظمات تندد

أصدرت “لجنة الإنقاذ الدولية” بيانًا موقّعًا من 42 منظمة غير حكومية، تحذر فيه من أن كارثة إنسانية تلوح في الأفق إذا فشل مجلس الأمن الدولي في تجديد قرار يسمح بوصول المساعدات المنقذة للحياة التي يتم تسليمها عبر الحدود إلى سوريا.

ويزوّد “برنامج الغذاء العالمي” 1.4 مليون سوري بالسلال الغذائية شهريًا عبر معبر “باب الهوى”، وإذا فشل مجلس الأمن في دعم التجديد، وفي حال عدم دخول المساعدات، ستنفد هذه الإمدادات بحلول أيلول المقبل، وفق ما ذكره البيان.

وتقدر المنظمات غير الحكومية أن لديها القدرة على تلبية احتياجات 300 ألف شخص فقط، ما يترك أكثر من مليون آخرين دون مساعدة غذائية.

وطالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، في 10 من حزيران الحالي، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن يجدد خلال جلسته المقررة في 10 من تموز المقبل، الإذن بمرور المساعدات عبر الحدود السورية، واستئناف مرور المساعدات عبر المعابر من العراق إلى شمال شرقي سوريا.

وتريد روسيا حصر إدخال المساعدات الدولية إلى سوريا عبر مناطق سيطرة النظام، وتتهم الدول الغربية بتجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الإمدادات التي تأتي عبر الخطوط من دمشق.

والغرض من الإغلاق هو تسليم المساعدات للنظام السوري، واللجوء إلى فتح معابر داخلية لإيصال المساعدات وسط مخاوف من استعمال النظام لهذه المساعدات كوسيلة للانتقام من السوريين، أو لأغراض تجارية في ظل واقع اقتصادي هش تعيشه المناطق التي يسيطر عليها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة