بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة

انقطاع الكهرباء يرفع أسعار الثلج في الحسكة

camera iconطوابير أشخاص سوريين على أحد معامل إنتاج الثلج وسط انقطاع التيار الكهربائي في مدينة الحسكة- أيار 2021 (نورث برس)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- الحسكة

بشكل شبه يومي، يأتي عدنان الحياوي، البالغ من العمر 31 عامًا، صباحًا إلى مدينة القامشلي، قادمًا من قريته التي تبعد حوالي 12 كيلومترًا بدراجته النارية لا لأجل شيء سوى لشراء عدة قوالب من الثلج (البوظ) لعائلته وجيرانه.

انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، بلغت 20 ساعة في اليوم ببعض الأحيان، عن قرية عدنان الحياوي والقرى المحيطة بها في ريف القامشلي الجنوبي، أدى إلى عدم قدرة البرادات وغيرها من وسائل التبريد على العمل، وفق ما قاله الشاب لعنب بلدي.

وصار الحصول على ماء بارد يطفئ حر الصيف خلال النهار الطويل، الشغل الشاغل لأهالي تلك القرى.

صعوبة في تأمين الكهرباء

يزداد الأمر صعوبة عند حدوث أي مناسبة اجتماعية في مناطق الحسكة، حيث يجب توفير المياه الباردة لعدد كبير من الحضور، وذلك يتطلب عشرات القوالب من الثلج التي يصعب تأمينها.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي في المنطقة، فإن ندرة وجود مولدات خاصة لـتأمين الكهرباء في القرى بموجب اشتراك شهري كما في المدن، يزيد من معاناة الريف في تأمين مصدر كهربائي من أجل تشغيل البرادات والثلاجات.

ويعود سبب صعوبة تأمين الكهرباء عن طريق المولدات إلى قلة المشتركين بـ”الأمبيرات” في حال وضع مولدات خاصة في القرى، ما يجعل مثل هذا المشروع خاسرًا ولا يغطي تكاليف المحروقات من مازوت وزيت، عدا عن مصاريف الصيانة، فعدد المنازل في معظم القرى يتراوح بين 30 و100 منزل.

موجة حر تزيد الطلب على قوالب الثلج

أدت موجة الحرارة التي تعيشها المنطقة منذ نحو أسبوع وتوقع استمرارها حتى نهاية تموز الحالي، وفق ما نشره “المركز السوري للطقس والمناخ”، إلى زيادة الطلب على قوالب الثلج.

وصار هناك طابور آخر يضاف إلى طوابير الخبز والغاز في القامشلي، إذ ينتظر بعض سكان المدينة عدة ساعات للحصول على قالب ثلج واحد، حسبما قال لؤي سليمان أحد سكان حي الهلالية لعنب بلدي، الذي يعاني مع 400 عائلة أخرى في الحي من انقطاع التيار الكهربائي منذ نحو شهرين.

وبلغ سعر قالب الثلج الواحد 2000 ليرة (62 سنتًا أمريكيًا) من المعمل مباشرة، لكن سعره يرتفع إلى نحو 3500 ليرة (حوالي دولار واحد) عندما يُباع في الريف من قبل بعض الباعة بسيارات خاصة، الذين وجدوا في انعدام التيار الكهربائي لساعات طويلة فرصة لتحقيق الأرباح من بيع قوالب الثلج بأسعار مضاعفة، على الرغم من تحديد سعر قالب الثلج من قبل “الإدارة الذاتية” العاملة في المدينة بـ1800 ليرة (55 سنتًا).

وتصنّع ألواح الثلج بوضع قوالب معبّأة بالماء والملح ومواد أخرى في حوض كبير مصنّع من الصفيح المعدني مملوء بماء ومانع للتجمد.

ثم يُصعَق الماء في الحوض الكبير بالكهرباء لمدة أربع أو خمس ساعات حسب حرارة الجو، ما يؤدي إلى تجمّد الماء داخل القوالب، وبعد ذلك، تحفظ على برودتها في مبردات كبيرة تعمل على الكهرباء.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة