لتخفيض الوزن.. ما الذي نعرفه عن حقن ساكسيندا

ساكسيندا لتخفيض الوزن
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

“ساكسيندا” (Saxenda) هو دواء حديث معدّ للحقن يُستعمل لعلاج البدانة، ويحتوي على المادة الفعالة “ليراغلوتايد” (liraglutide)، وهو عقار يُستخدم لعلاج مرضى السكري من النمط الثاني ويُصنع على شكل حقن باسم “فيكتوزا” (Victoza)، وقد لوحظ أن المرضى الذين استخدموا هذا العقار سجلت نسبة منهم انخفاضًا ملحوظًا في الوزن، ما دفع إلى استخدامه لتخفيض الوزن لدى غير المصابين بالسكري، وأصبح يُنتج بجرعات خاصة لتخفيض الوزن باسم “ساكسيندا”، وصار هذا الدواء معتمدًا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لتخفيض الوزن، ولكن لا يعتبر علاجًا لمرضى السكري من النمطين الأول أو الثاني، ويجب عدم استخدامه مع أي من أدوية السكري أو الأنسولين.

كيف يعمل دواء ساكسيندا

يشبه دواء ساكسيندا هرمونًا يوجد بشكل طبيعي في الجسم يسمى “GLP-1” يتم إفرازه من الأمعاء الدقيقة بعد الأكل استجابة لوجود النشويات والدهون والبروتينات، هذا الهرمون عندما يصل إلى مجرى الدم فإنه يساعد على إنقاص مستوى السكر بالدم، ولكن لا يستطيع إنقاص مستوى السكر بالدم مباشرة كما يفعل الأنسولين، وإنما يقوم بذلك بطريقة غير مباشرة، إذ إنه يقوم بالآتي:

  • يقوم بتحفيز خلايا بيتا في البنكرياس لإفراز الأنسولين.
  • يؤخر تفريغ المعدة من محتوياتها (وهذا يحد من الارتفاع العالي لسكر الدم بعد الوجبة الرئيسة).
  • يمنع إفراز هرمون الجلوكاجون (Glucagon) من البنكرياس (وهو هرمون يعطي مفعولًا عكس الأنسولين، أي يزيد السكر في الدم، فهذا الهرمون يُمنع إفرازه، وبالتالي يعمل على إنقاص السكر بالدم).

كل هذه العوامل تجعل هذا الهرمون هرمونًا جيدًا في إنقاص السكر بالدم، لكنه أيضًا يعمل على مستقبلات في الدماغ تتحكم في الشهية وتنقصها.

يعمل دواء ساكسيندا بما يشبه الهرمون “GLP-1″، وذلك الارتباط بمستقبلات هرمون “GLP-1” وتنشيطها، لتقليل الشعور بالجوع مع زيادة الشعور بالشبع، ما يساعد على تناول كميات أقل من الطعام وتقليل وزن الجسم.

هل يكفي حقن دواء ساكسيندا لوحده لتخفيض الوزن

ليعطي هذا الدواء فعاليته يجب أن يُستخدم مع حمية غذائية صحية منخفضة السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني.

تناول الطعام الصحي يعني:

  • الأكل عند الجوع فقط.
  • تناول وجبة مقسمة: 1/2 من الخضراوات والفواكه، 1/4 من الحبوب الكاملة، و1/4 من البروتينات.
  • تقليل الكميات، وذلك أفضل من التوقف عن تناول أطعمتك المفضلة.
  • تحديد مواعيد منتظمة للوجبات لتجنب الإفراط في تناول الطعام بوقت متأخر في اليوم.
  • وضع وجبات خفيفة جانبًا مقسمة بكمية صغيرة لتناولها عند الشعور بشهية للطعام.

زيادة النشاط البدني تشمل:

ممارسة المشي، واحدة من أسهل الطرق لتكون أكثر نشاطًا، وتبدأ بالمشي من 5 إلى 10 دقائق يوميًا، ثم تُزاد المدة بشكل تدريجي 10 دقائق كل أسبوع حتى تصل إلى 30 دقيقة يوميًا على الأقل.

وتشمل الأنشطة الأخرى:

  • صعود الدرج في أي مكان تستطيع فيه ذلك.
  • في حال الذهاب بالحافلة أو القطار إلى العمل، مغادرة وسيلة النقل قبل أول أو ثاني محطة توقف قريبة، والسير بقية الطريق.
  • في حال الذهاب بالسيارة إلى العمل، إيقاف السيارة بعيدًا عن المدخل.
  • ممارسة تمارين التمدد لشد الجسم.
  • السباحة.
  • القيام بأعمال فناء المنزل أو زراعة الحديقة.
  • ركوب الدراجة خارج المنزل أو الدراجة الثابتة بداخله.

مَن الأشخاص المرشحون لاستخدام حقن ساكسيندا

توصف حقن ساكسيندا عادة للأشخاص البالغين بعمر 18 سنة أو أكبر الذين لم يتمكنوا من فقدان الوزن من خلال نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، وأيضًا الذين يعانون من مشكلات صحية بسبب أوزانهم، لكنها ليست مناسبة للذين يريدون فقدان بضعة كيلوغرامات فقط لأسباب تجميلية، قد يصف الطبيب إبرة ساكسيندا في الحالات التالية:

  • مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم 30 أو أكثر (بدانة) .
  • مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديهم 27 أو أكثر (زيادة وزن)، ولديهم أيضًا مشكلات صحية متعلقة بزيادة الوزن، مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الدهون في الدم، أو مشكلات بالتنفس خلال النوم، وهو ما يُعرف بمرض “توقف التنفس في أثناء النوم”.

علمًا أن مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو عبارة عن مقياس للوزن بالعلاقة مع طول الشخص، ويتم حسابه عن طريق تقسيم الوزن (مقدرًا بالكيلوغرام) على مربع الطول (مقدرًا بالمتر).

وإذا كان الدواء فعالًا فينبغي خسارة على الأقل 5% من الوزن الأساسي بعد 16 أسبوعًا من البدء باستخدامه، وحسب إرشادات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، إذا لم يخسر الشخص 4% من وزنه بعد 16 أسبوعًا من البدء بحقن ساكسيندا يجب أن يوقف استخدامها لأن ذلك يعني أنها غير فعالة بالنسبة له.

ما الجرعات المنصوح بها

عند البدء باستخدام ساكسيندا لأول مرة تكون جرعة البداية 0.6 ملغ مرة واحدة في اليوم، ويجب الاستمرار باستخدام هذه الجرعة لمدة أسبوع على الأقل، ثم تُزاد الجرعة بنسبة 0.6 ملغ كل أسبوع حتى تصل إلى الجرعة الموصى بها وهي 3 ملغ مرة واحدة في اليوم، أي أن الجرعات ستكون وفق الجدول:

  • الأسبوع الأول: 0.6 ملغ يوميًا
  • الأسبوع الثاني: 1.2 ملغ يوميًا
  • الأسبوع الثالث: 1.8 ملغ يوميًا
  • الأسبوع الرابع: 2.4 ملغ يوميًا
  • الأسبوع الخامس: 3.0 ملغ يوميًا

وبعد الوصول إلى الجرعة الموصى بها والتي تبلغ 3 ملغ يوميًا في الأسبوع الخامس من العلاج، تثبت هذه الجرعة حتى تنتهي فترة العلاج التي تبلغ 16 أسبوعًا على الأقل (4 أسابيع تدرج الجرعة، و12 أسبوعًا بجرعة 3 ملغ يوميًا).

كيف تُستخدم حقن ساكسيندا

يأتي ساكسيندا على شكل قلم حقن، ويتم الحقن مرة يوميًا في أي وقت، بغض النظر عن وقت تناول الوجبات، ولكن يُنصح بالحقن في نفس الوقت كل يوم، وقبل استعمال القلم في المرة الأولى يجب استشارة الطبيب أو الممرضة عن كيفية الاستعمال.

ويتم الحقن تحت الجلد في الأماكن التالية: أعلى الذراع، الجزء الأمامي للبطن، مقدمة الفخذين.

يجب الانتباه والحذر لعدم حقن ساكسيندا في الأوردة أو العضلات، ويُنصح بالقيام بتغيير مكان الحقن بشكل دوري (عدم القيام بالحقن بنفس المنطقة يوميًا).

ما مواصفات قلم حقن ساكسيندا

يتم توفير ساكسيندا كمحلول صافٍ وعديم اللون معدّ للحقن في قلم مملوء مسبقًا، وكل قلم يحتوي على محلول بحجم 3 مل، وكل 1 مل من محلول الحقن يحتوي على 6 ملغ من المادة الفعالة (Liraglutide)، وللقلم محدد يمكن تحديد الجرعة بواسطته من 0.6 ملغ، 1.2 ملغ، 1.8 ملغ، 2.4 ملغ، 3.0 ملغ.

يجب وضع إبرة جديدة لكل عملية حقن، ويجب وضع غطاء القلم بعد الانتهاء من كل عملية حقن من أجل حماية المادة الدوائية من الضوء.

ويجب عدم استخدام هذا الدواء إذا كان المحلول في القلم غير صافٍ أو إذا كان المحلول غير شفاف أو لم يكن عديم اللون تقريبًا.

كيف يجب حفظ قلم حقن ساكسيندا

قبل الاستخدام الأول: يحفظ قلم الحقن في الثلاجة (2- 8 درجة مئوية)، بعيدًا عن مقصورة التجميد، إذ يجب ألا يتجمد الدواء فيه حتى لا يفقد فعاليته.

بمجرد البدء باستخدام قلم الحقن: يمكن الاحتفاظ بالقلم لمدة 30 يومًا عند تخزينه في درجة حرارة تقل عن 30 درجة مئوية أو في الثلاجة (2 إلى 8 درجة مئوية).

ما الأعراض الجانبية التي يمكن أن تنتج عن استخدام ساكسيندا

أكثر الأعراض الجانبية الشائعة لحقن ساكسيندا عند البدء بالعلاج هي الاضطرابات الهضمية (الغثيان، والإسهال، والإمساك، والقيء)، وعادة ما تنتهي هذه الأعراض بعد أيام أو أسابيع قليلة.

وهناك آثار جانبية نادرة لكنها خطيرة، تشمل:

  • الإصابة بأورام في الغدة الدرقية بما في ذلك السرطان، لذا يجب التبليغ فورًا في حال حدوث تورم في الرقبة أو بحة في الصوت أو صعوبة في البلع أو ضيق في التنفس.
  • حدوث التهاب بالبنكرياس، لذا يجب التوقف فورًا عن استخدام الحقن ومراجعة الطبيب في حالة الشعور بألم شديد في منطقة البطن مع قيء أو من دونه، وقد يمتد الألم من البطن إلى الظهر.
  • مشكلات في المرارة، مثل ظهور حصى في المرارة وبعض مشكلات المرارة التي تحتاج إلى إجراء عملية جراحية، لذا يجب استشارة الطبيب في حال وجود ألم في الجزء العلوي من البطن أو حمى أو اصفرار في الجلد أو العينين.
  • انخفاض نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري من النوع الثاني لأنهم يتناولون أدوية لعلاج ارتفاع السكر في الدم، لذلك يجب المتابعة مع الطبيب والتحقق من نسبة السكر في الدم قبل البدء باستخدام الدواء وفي أثناء استخدامه.
  • نوب ازدياد معدل ضربات القلب واستمراره لعدة دقائق، لذلك لا بد من التحقق من معدل ضربات القلب في أثناء استخدام ساكسيندا.
  • مشكلات بالكلى وقد تصل إلى الفشل الكلوي.
  • الاكتئاب أو ظهور أفكار انتحارية، لذا لا بد من الانتباه إلى أي تغيرات مفاجئة في المزاج أو السلوك أو الأفكار.

ما الحالات التي يُمنع فيها استخدام حقن ساكسيندا

  • حدوث حساسية عند حقن ساكسيندا.
  • الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي (MTC)، أو إصابة أحد أفراد العائلة به، أو الإصابة بحالة من الغدد الصماء تسمى “متلازمة الغدد الصماء متعددة الأنماط 2” (MEN 2).
  • فشل قلب حاد.
  • مشكلات كلوية أو فشل كلوي.
  • مشكلات كبدية.
  • التهاب المرارة أو حصيات مرارية.
  • التهاب بنكرياس (في الوقت الحاضر أو في الماضي).
  • مشكلات حادة في المعدة أو الجهاز الهضمي قد تسبب تأخيرًا في إفراغ المعدة، أو أي مرض التهابي معوي.
  • الأشخاص المصابون بمرض السكري.
  • خفقان (زيادة معدل ضربات القلب).
  • الأطفال والمراهقون تحت عمر 18 سنة، لأنه لم تتم دراسة آثار هذا الدواء في هذه الفئة العمرية.
  • بار السن بعمر 75 سنة أو أكثر، هناك قليل من الخبرة مع استخدام هذا الدواء لهؤلاء الأشخاص.
  • الحمل والرضاعة الطبيعية، لأنه من غير المعروف ما إذا كان هذا الدواء قد يؤثر على الجنين، أو أنه يفرز في حليب الأم ويصل إلى الرضيع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة