لعلاج البلوغ المبكر.. ما الذي نعرفه عن حقن ليوبروليد

لعلاج البلوغ المبكر.. ما الذي نعرفه عن حقن ليوبروليد
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

حقن ليوبروليد (Leuprolide) توزع تجاريًا بعدة أسماء مثل “Lucrin Depot” و”Lupron Depo” و”Eligard” وغيرها، وليوبروليد هو مثيل اصطناعي للهرمون المنشط للأعضاء التناسلية gonadotropin releasing hormone (GnRH) ، الذي تفرزه منطقة تحت المهاد (هيبوتالاموس) في الدماغ.

لكن تأثير تلقي حقن ليوبروليد يختلف تمامًا عن وظيفة الهرمون الطبيعي في الجسم (GnRH)، إذ يتمثل العمل الطبيعي للهرمون “GnRH” في تحفيز الغدة النخامية الموجودة أسفل المخ لإفراز نوعين آخرين من الهرمونات تسمى موجهات الغدد التناسلية، هذان الهرمونان هما الهرمون المحفز للجريب (FSH)  والهرمون الملوتن (LH)، حيث يحفزان نمو الغدد الجنسية (الخصيتان عند الذكر والمبيضان عند الأنثى).

وتفرز هذه الغدد الجنسية الهرمونات الجنسية، هرمون الذكورة (التستوستيرون) وهرمون الأنوثة (الإستروجين)، بينما يعمل ليوبروليد على تقليل إفراز هرموني “FSH” و”LH” من الغدة النخامية الأمامية، ومن ثم عرقلة إفراز الهرمونات الجنسية من المبيضين والخصيتين.

ويعود اختلاف التأثير إلى أن الهرمون الطبيعي يتم إفرازه في الجسم من منطقة تحت المهاد بطريقة متقطعة، أما حقن ليوبروليد فتمنح تعرضًا مستمرًا لتأثير هذا الدواء، ما يؤدي إلى استهلاك الغدة النخامية وتناقص إفراز الهرمونين المحفزين للغدد التناسلية “LH” و”FSH”، لذلك يستخدم ليوبروليد في الحالات التالية المعتمدة على الهرمونات:

  • علاج الأعراض المرتبطة بسرطان البروستات المتقدم لدى الرجال، وذلك من خلال تقليل مستوى هرمون التستوستيرون، ما ينتج عنه تثبيط أو وقف نمو الخلايا السرطانية ومنع تفاقم المرض، لكنه لا يعالج السرطان بحد ذاته.
  • علاج بعض أمراض الرحم عند النساء مثل علاج انتباذ بطانة الرحم (إندوميتريوز) وتخفيف الألم المرافق له، وعلاج التهاب بطانة الرحم، وفقر الدم الناجم عن الأورام الليفية الرحمية عن طريق انكماش الورم وتقليل النزيف المهبلي.
  • علاج البلوغ المبكر لدى كل من الأطفال الذكور والإناث فوق عمر السنتين، علمًا أن تأثير هذا الدواء قابل للعكس، أي أنه يمكن أن يوقف ليوبروليد إنتاج الهرمونات الجنسية (التستوستيرون والإستروجين)، ولكن عندما يتوقف الشخص عن أخذ هذا الدواء يمكن للجسم أن يقوم بإنتاج هذه الهرمونات مجددًا، وهذا يؤدي إلى تطور البلوغ بشكل طبيعي.

معلومات صيدلانية

يتوفر ليوبروليد على شكل حقن بعيارات (3.75، 7.5، 11.25، 22.5، 30 ملغ) تحقن تحت الجلد أو في العضل، وتختلف شروط الحفظ حسب المنتج، فبعض المنتجات تحفظ بحرارة الغرفة (أقل من 25 درجة مئوية) وبعضها يحتاج إلى الحفظ في الثلاجة (2-8 درجات مئوية) مع تجنب تجمده.

أما الجرعات فعادة ما تكون كالتالي:

  • علاج سرطان البروستات المتقدم: 7.5 ملغ شهريًا، أو 22.5 ملغ كل 3 أشهر، أو 30 ملغ كل 4 أشهر، أو 45 ملغ كل 6 أشهر سواء حقن في العضل أو تحت الجلد.
  • علاج الانتباذ البطاني الرحمي: 3.75 ملغ شهريًا لمدة تصل إلى 6 أشهر، أو 11.25 ملغ كل 3 أشهر لجرعتين بمدة إجمالية تكافئ 6 أشهر.
  • علاج الأورام الليفية في الرحم: 3.75 ملغ شهريًا لمدة تصل إلى 3 أشهر، أو 11.25 ملغ مرة واحدة بالحقن في العضل.
  • علاج البلوغ المبكر: تختلف الجرعة بحسب نوع مستحضر الدواء المستخدم والوزن، وعادة ما تكون من 0.15 حتى 0.35 ملغ/كغ تحقن في العضل مرة واحدة في الشهر، ويفضل أن يتم إيقاف العلاج من قبل الطبيب قبل عمر 11 عامًا للفتيات و12 عامًا للأولاد.

 

ملاحظات

يمكن لليوبروليد أن يسبب بعض الآثار الجانبية وتتضمن:

عند الأطفال:

  • ردود الفعل في موقع الحقن، ألم عام في موقع الحقن، توسع الأوعية الدموية ما قد يسبب صداعًا وانخفاض ضغط الدم، حب الشباب، ازدياد إفراز الغدد الدهنية، نزيف مهبلي بسيط، إفرازات مهبلية، التهاب المهبل، تغيرات مزاجية.

عند البالغين:

  • زيادة الوزن نتيجة احتباس السوائل، الهبات الساخنة، البرود الجنسي أو انخفاض الرغبة الجنسية، دوخة، نزف مهلبي، صداع، أعراض نزلات البرد، غثيان، إسهال، زيادة التعرق، صغر حجم الخصيتين، تورم الثدي، اضطرابات في المعدة، تورم في الساقين، اضطرابات النوم، قلة التركيز، تشوش الرؤية، تساقط الشعر، هشاشة العظام، ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
  • يمنع استخدام حقن ليوبروليد من قبل المرأة الحامل لأنه مشوه للجنين (فئة X).

يستخدم بحذر في حالات:

  • المرأة المرضعة، مرضى السكري وضغط الدم، المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، من لديه مشكلات في الكبد والكلى، المصابون بالاكتئاب أو الصرع أو السكتة الدماغية، ومن لديه هشاشة في العظام.

أخيرًا ننبه إلى أنه يمكن لليوبروليد أن يزيد من هرمونات البلوغ في البداية، وقد لاحظت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية زيادة في أعراض البلوغ لمدة 2-4 أسابيع، ولكن لاحقًا سينخفض إفراز الهرمونات الجنسية بشكل كبير، وقد لاحظ الأشخاص توقف أعراض البلوغ بعد 4 أسابيع من العلاج.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة