أقساط الجامعات التركية الحكومية تنافس الخاصة.. السوريون ضحيتها

tag icon ع ع ع

برنامج “مارِس” التدريبي- لجين مراد

“أحلامنا تضيع، إذا عملنا لسنوات لن نستطيع تأمين هذه المبالغ الخيالية”، قال محمد واصفًا حالة الطلاب السوريين في تركيا إثر فرض أقساط “خيالية” للجامعات الحكومية.

قبل أسابيع قليلة من موعد استكمال إجراءات التسجيل في الجامعات التركية، أصدرت رئاسة الجمهورية قرارًا برفع رسوم أقساط الجامعات الحكومية للعام الدراسي 2021- 2022، وتركت خيار تحديد القسط للجامعات، دون أن تضع سقفًا ثابتًا لها.

وجاء ذلك بعد عام من إنهاء قرار إعفاء الطلاب السوريين من رسوم الجامعات الحكومية، الصادر في شباط 2014.

محمد الفرحات (19 عامًا) يعيش مع أبيه المريض وإخوته الصغار بدخل محدود لا يسمح لهم بتحمل عبء الرسوم الجامعية لدراسة الهندسة، وقال لعنب بلدي، “لا أريد أن تفرض عليَّ الحياة دراسة فرع لا أحبه، فقط لأنني لا أستطيع دفع الأقساط”.

الطلاب السوريون والمزيد من الأحلام الضائعة

عانى الكثير من الطلاب السوريين من الانقطاع عن التعليم نتيجة الظروف التي فرضها النزاع في سوريا، وبعد أن لجأ الآلاف منهم إلى تركيا بحثًا عن حياة مستقرة وآمنة تعطيهم حق إكمال مسيرتهم التعليمية، شكّلت قرارات الحكومة التركية في العام الحالي حاجزًا جديدًا بين الطلبة وأحلامهم.

علا إبراهيم (22 عامًا) اقتربت من تحقيق حلمها، وحصلت على القبول في تخصص الطب البشري، لكن عجزها عن دفع الرسوم التي وصلت إلى 37 ألف ليرة سنويًا حرمها من حلمها.

قالت علا لعنب بلدي، “صور الجرحى وحالة العجز التي عشتها خلال سنوات الحرب في سوريا، كانت دافعي الدائم لدراسة الطب، والآن مرة أخرى أجد نفسي عاجزة عن تحقيق حلمي”.

وأطلق الطلاب السوريون، في أيلول الحالي، حملة “أريد أن أتعلم”، محاولين إيصال صوتهم لتخفيض رسوم الجامعات.

ولاقى “الهاشتاغ” التابع للحملة “#okumakistiyorum” تفاعلًا كبيرًا من الطلاب والعديد من الناشطين السوريين في موقع “تويتر”.

الطلاب السوريون في سوق العمل

يُجبَر الكثير من الطلاب السوريين على العمل خلال دراستهم الجامعية، وإلى جانب فرص العمل المحدودة، غالبًا تكون ساعات العمل طويلة ولا تُراعي ظروف الطالب وحاجته إلى الالتزام بمواعيد دروسه، فيضطر للتغيب عن الجامعة والتقصير في دراسته ليحافظ على مورد رزقه.

ويلجأ معظم الطلاب السوريين إلى العمل في المقاهي، والمطاعم، والمشاغل الحرفية كالخياطة، ويستطيع قلة منهم تأمين عمل بمجهود أقل كالترجمة، ومكاتب الخدمات الطلابية، وفي معظم الأحيان يكون عمل الطالب بشكل غير نظامي، فيتقاضى عليه أجرًا زهيدًا ولا يحصل على إذن عمل أو تأمين اجتماعي.

يعمل مصطفى في مشغل خياطة 12 ساعة يوميًا ليستطيع تأمين مصروف عائلته، وإيجار المنزل، وقال لعنب بلدي، “كنت سأتحمل هذا الضغط لأحقق حلمي، ولكن الآن أعرف استحالة قدرتي على دفع الرسوم”.

بينما قالت المنار فليفل (19 عامًا)، “والدي مسنّ ولدي أربع أخوات، عائلتي بحاجة إلي ولا أملك خيار التوقف عن العمل”.

كان تخصص الصحافة والإعلام حلم المنار، وبعد عام من تحمل ضغط العمل في محل ألبسة لقرابة عشر ساعات يوميًا، إلى جانب دراستها الجامعية، قررت التوقف عن الدراسة، والتخلي عن حلمها إثر رفع الأقساط للعام الحالي.

طريق دخول الجامعة

تشترط الجامعات الحكومية على غير الأتراك اختبار القبول الجامعي “YÖS”، ويتطلب التحضير للاختبار التسجيل بمعاهد تعتبر تكلفتها “باهظة” بالنسبة للكثير من اللاجئين السوريين.

والـ”YÖS” اختبار للطلاب الأجانب يحتوي 80 سؤالًا رياضيًا في الهندسة والجبر واختبار الذكاء (IQ)، يجب حلها خلال 135 دقيقة، وتأتي الأسئلة باللغتين التركية والإنجليزية.

لم تستطع المنار دفع رسوم معهد الـ”YÖS” فاضطرت للاعتماد على نفسها، ولم تنجح في محاولتها الأولى العام الماضي، لكنها حاولت مجددًا هذا العام وحصلت على قبول في جامعات عدة، لتجد الرسوم الدراسية عائقًا جديدًا بينها وبين حلمها.

وبلغ عدد الطلاب السوريين في العام الدراسي 2018- 2019، 27 ألفًا و34 طالبًا سوريًا في مختلف الجامعات التركية، بحسب بيانات موقع وزارة التربية والتعليم التركية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة