اعتداءات تطال ممتلكات لسوريين في إزمير غربي تركيا

camera iconصورة تظهر احتراق ممتلكات لسوريين في مدينة إزمير التركية- 30 أيلول 2021- (تويتر)

tag icon ع ع ع

هاجم مواطنون أتراك محال وممتلكات لسوريين في مدينة إزمير التركية على خلفية مقتل شاب تركي على يد آخر سوري طعنًا، في ساعات متأخرة من مساء أمس، الخميس.

وذكرت صحيفة “Sozcu” التركية أن قرابة 150 مواطنًا تركيًا توجهوا إلى منطقة توربالي التي شهدت مقتل الشاب التركي في مدينة إزمير، وهاجموا منازل سوريين بالحجارة وأحرقوا سياراتهم.

وأصدرت ولاية إزمير بعدها بيانًا، أوضحت فيه أن المواطن السوري المقيم في توربالي وخلال عودته إلى منزله، منتصف الليل، حدثت ملاسنة بينه وبين ثلاثة مواطنين أتراك مخمورين.

وتطوّرت الملاسنة إلى شجار وعراك نتجت عنه إصابة مواطن تركي بعدة طعنات بسكّين في صدره، أدّت إلى وفاته رغم إسعافه إلى المستشفى ومحاولات معالجته وإنقاذه.

كما أُصيب الشاب السوري بعدة طعنات أيضًا في يده اليسرى واعتُقل خلال مدة قصيرة، بينما لا تزال التحقيقات القضائية مستمرة حول الحادثة بوتيرة مكثفة، بحسب ما جاء في البيان.

وتأتي هذه الأحداث في حين يتصاعد خطاب الكراهية ضد السوريين والأفغان في تركيا، على لسان مسؤولين وسياسيين معارضين، وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسبق أن شهدت العاصمة التركية أنقرة اعتداءات على مواطنين سوريين، في 12 من آب الماضي، على خلفية تعرّض شابين تركيين للطعن من قبل سوريين في منطقة ألتين داغ بأنقرة.

وشهدت السنوات الماضية في العديد من المناطق بالولايات التركية اعتداءات من مواطنين أتراك على سوريين وهجوم بشكل جماعي ومتكرّر على ممتلكاتهم ومحالهم وتكسيرها، في حين تستغل المعارضة التركية الخلافات لتأجيج الرأي العام ضد اللاجئين.

ويبلغ عدد السوريين المقيمين في ولاية إزمير أكثر من 149 ألفًا و52 لاجئًا سوريًا مسجلًا، بنسبة 3.42% من سكان الولاية البالغ عددهم أربعة ملايين و365 ألفًا و22 مواطنًا، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية لعام 2021.

خطاب ينعكس في الشارع

في تموز الماضي، صرح رئيس بلدية مدينة بولو التركية، تانجو أوزجان، بنيته رفع تكاليف فواتير المياه بمقدار عشرة أضعاف للأجانب في المدينة، في محاولة منه لإجبار اللاجئين على العودة الطوعية إلى سوريا.

وتكرّس العضو في حزب “الجيد” التركي إيلاي أكسوي، حسابها عبر “تويتر” لمشاركة أخبار تتعلق بسوريين موجودين في تركيا، منها أخبار غير دقيقة وتحرض على الكراهية ضد السوريين، ما يدفع محامين أتراكًا لرفع شكاوى جنائية ضدها.

وكانت إيلاي روّجت لحملتها الانتخابية لرئاسة بلدية اسطنبول عن حزب “الجيد”، من خلال وعود أطلقتها بعدم “تسليم منطقة الفاتح في اسطنبول للسوريين”، بحسب تعبيرها.

وعادة ما يؤدي حديث المسؤولين المعارضين عن اللاجئين السوريين في تركيا، أو ترويجهم لحملاتهم الانتخابية عن طريق وعود تتعلق بإعادتهم إلى بلادهم، إلى تعرض سوريين لمواقف عنصرية، تتطور أحيانًا إلى مشادات كلامية أو عراك أو حوادث قتل.

وكان زعيم حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض، كمال كليشدار أوغلو، قال إنه سيعمل على ترحيل جميع اللاجئين السوريين من تركيا في مدة زمنية أقصاها سنتان حال وصل حزبه إلى الحكم.

لكن مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، اعتبر أن تهديدات كليشدار أوغلو “طائفية”، مؤكدًا أن إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا أمر “مستحيل”.

وبموجب قانون الهجرة الدولي، لا يمكن إرسال اللاجئين إلى بلادهم إلا في حال ارتكاب جريمة دون مبرر، لأن اللاجئين، بحسب أقطاي، لجؤوا بسبب الاضطرابات وانعدام الأمن والضغوط السياسية في بلادهم، ولأن حياتهم في خطر، وعليه حصلوا على حقهم في اللجوء، وهم ليسوا سائحين، وأمر إعادتهم لا يتعلق بحب كليشدار أوغلو أو كرهه لهم.

ويبلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا ثلاثة ملايين و690 ألفًا و896 نسمة، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة لعام 2021.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة