إغلاق المعابر يرفع أسعار الحمضيات والفواكه المستوردة في أسواق الرقة

محل لبيع الفواكه في مدينة الرقة 27 كانون الأول 2021 ( عنب بلدي/حسام العمر)

camera iconمحل لبيع الفواكه في مدينة الرقة- 27 من كانون الأول 2021 (عنب بلدي/حسام العمر)

tag icon ع ع ع

لا يبدو أن بائع الخضروات في سوق القوتلي بمدينة الرقة خالد الصالح قادر على تصريف كامل الكمية من الحمضيات والفواكه التي اشتراها ليبيعها على “بسطته” بالتجزئة لزبائنه، بسبب ارتفاع أسعارها بعد إغلاق المعابر التي تربط مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” لشمال وشرقي سوريا مع محيطها.

وقال خالد لعنب بلدي، إنه كان قبل أيام قادرًا على بيع ضعف الكمية التي يبيعها اليوم للسكان من مرتادي سوق القوتلي، لكن مبيعاته انخفضت الآن بمعدل النصف بسبب ارتفاع أسعار الحمضيات والفواكه.

وسبّب إغلاق المعابر بين مناطق شمال شرقي سوريا ومناطق الداخل السوري وإقليم كردستان العراق قبل أيام ارتفاع أسعار الحمضيات والفواكه المستوردة من الإقليم ومناطق سيطرة النظام السوري في أسواق مدينة الرقة.

شراء نصف الكمية فقط

وقال تجار فواكه وحمضيات التقت بهم عنب بلدي إنه قبل أيام فقط كان التفاح والبرتقال والليمون يُباع بألف ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، لكن بعد إغلاق معبر “سيمالكا” تضاعف السعر ليصل سعر الكيلو لنحو ألفي ليرة سورية.

وتعتمد مناطق شمال شرقي سوريا على مصدرين أساسيين في استيراد الخضار والفواكه والحمضيات، وهما معبر “الطبقة” الذي يربط شمال شرقي سوريا بمناطق سيطرة النظام ومعبر “سيمالكا” الذي يربط مناطق الإدارة الذاتية بإقليم كردستان العراق.

بشار الحسين، من سكان حي الدرعية، تفاجأ عندما ملأ عدة كيلوغرامات من البرتقال بطلب بائع الخضار سعر يضاعف السعر الذي اعتاد على دفعه خلال الأيام السابقة التي كان يشتري بها ذات الكمية.

وقال بشار، الذي يعمل سائق تكسي أجرة (عمومي) في مدينة الرقة، لعنب بلدي، إنه اضطر إلى إرجاع نصف الكمية وشراء النصف المتبقي.

ويبلغ عدد سكان مدينة الرقة وريفها ما يزيد عن 800 ألف نسمة يعيش معظمهم ظروفًا اقتصادية سيئة، سببها الظروف التي مرت بها المدينة وموجات النزوح نحوها من المناطق السورية الأخرى والانهيار الاقتصادي الذي تعيشه غالبية المدن السورية.

التجارة مرتبطة بالمعابر

وقال فتاح الجاسم وهو تاجر خضار في سوق الهال بمدينة الرقة إن الحركة التجارية بمدينة الرقة تتأثر سلبًا وبشكل مباشر بأي إغلاق للمعابر سواء مع مناطق سيطرة النظام السوري أو إقليم كردستان العراق.

ومنتصف كانون الأول الحالي، أعلنت وسائل إعلام محلية إغلاق معبر “الطبقة” من جهة النظام السوري أمام حركة المسافرين وحركة النقل التجاري بما فيها شاحنات الخضار والفواكه القادمة من الداخل السوري تجاه الرقة ومناطق شمال شرقي سوريا.

بينما أُغلق معبر “سيمالكا” الحدودي في ريف الحسكة الشمالي الشرقي على الحدود العراقية، بعد اشتباكات بين جماعة “جوانن شورشكر” (الشبيبة الثورية) وحرس المعبر على الطرف المقابل.

وفي 15 من كانون الأول الحالي، هاجم أعضاء في جماعة “جوانن شورشكر” المعبر واعتدوا على موظفيه من كرد العراق.

وأسست إدارة معبر “سيمالكا” بعد إنشاءه في العام 2012 جسرًا حديديًا على نهر “دجلة” لتسهيل مرور البضائع، وعبره سابقًا آلاف السوريين الهاربين من ظروف الحرب في سوريا، بداعي اللجوء أو العمل.

وكانت مناطق شمال شرقي سوريا تعتمد على معبر “سيمالكا” بالدرجة الأولى في استيراد البضائع وإنعاش الحركة التجارية، وفق ما قاله تجار لعنب بلدي، في ظل استمرار إغلاق معبر “اليعربية” الإنساني.

تعتمد “الإدارة الذاتية” على التجارة الخارجية مع العراق وتبادل السلع مع مناطق نفوذ قوات النظام السوري ومناطق سيطرة المعارضة عبر عدد كبير من المعابر الرسمية وغير الرسمية، كمورد اقتصادي أساسي.

اقرأ أيضًا: الجزيرة السورية.. معيشة دون الموارد الاقتصادية




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة