الحسكة.. “قسد” تعلن تفاصيل حملة “مطرقة الشعوب” ضد تنظيم “الدولة”

القيادة العامة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في مؤتمر صحفي حول حملة "مطرقة الشعوب" للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"- 31 كانون الثاني 2022 (نورث برس)

camera iconالقيادة العامة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" في مؤتمر صحفي حول حملة "مطرقة الشعوب" للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"- 31 من كانون الثاني 2022 (نورث برس)

tag icon ع ع ع

أصدرت القيادة العامة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بيانًا اليوم، الاثنين 31 من كانون الثاني، تحدثت فيه عن تفاصيل هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” على سجن “الصناعة” بحي غويران في مدينة الحسكة، وتفاصيل تصدي قواتها لهذا الهجوم، وملاحقة فلول التنظيم تحت مسمى حملة “مطرقة الشعوب”.

وقتل عناصر تنظيم “الدولة” 77 شخصًا من العاملين في مؤسسات السجن والحراس، كما قتل 40 مقاتلًا من “قسد”، وأربعة مواطنين، بحسب البيان.

وقال البيان، إن عناصر التنظيم شنّوا، عبر تخطيط مسبق، هجومًا على سجن “الصناعة” الذي يُحتجز فيه الآلاف من عناصر تنظيم “الدولة”، وانضمت إلى الهجوم العديد من المجموعات الانتحارية، في 20 من كانون الثاني الحالي، بحدود الساعة السابعة مساء.

وأضاف أن عناصر التنظيم عمدوا، في بداية الهجوم، إلى تفجير سيارة مفخخة عند البوابة الرئيسة للسجن، وشنّوا الهجوم على السجن من ثلاثة محاور، في مسعى للسيطرة عليه، ولتوجيه ضربات إلى القوات التي تدخلت لإنهاء هذا الوضع.

وبالتزامن مع ذلك، شنّ الآلاف من المعتقلين في السجن هجومًا على العاملين فيه، كقوى الأمن الداخلي والعاملين في المؤسسات، كما اقتربت سيارة شحن كبيرة محملة بالأسلحة والذخيرة من بوابة السجن، ليتمكّن العناصر المعتقلون من الحصول على السلاح حين هروبهم من السجن.

وأشار إلى أنفاق حُفرت داخل بعض المنازل في أحياء غويران والزهور لتقديم الدعم للهجوم، لكن قوات “قسد” و”قوى الأمن الداخلي” (أسايش) تدخلت وفرضت حصارًا على السجن.

كما حاصرت مبنى الجامعة الذي يفصله جدار فقط عن السجن، وبعد فرض السيطرة على محيط ذاك الجدار، تبيّن بأن بعض عناصر التنظيم ممن تمكنوا من الفرار من مهاجع السجن قد وصلوا إلى تلك الأبنية وتحصنوا فيها، لذلك فُرض طوق محكم حول تلك الأبنية أيضًا.

من جهة أخرى، فُرض طوق أمني على محيط حي غويران بالكامل وكذلك الأحياء المحيطة به. بعدها دخلت “قسد” في مرحلة الهجوم.

وأوضح البيان أن “قسد” بدأت حملة تمشيط ضد عناصر تنظيم “الدولة” في محيط السجن وفي أحياء الحسكة وبمناطق دير الزور والرقة أيضًا، في إطار حملة “مطرقة الشعوب”، ونتيجة لذلك، ضُبط جميع العناصر المعتقلين، وحُوّلوا إلى سجون أخرى.

ولم يكن الهجوم على سجن “الصناعة” محليًا ولا يمكن حصره بالهجوم على السجن فقط، ولم يستهدف تحرير عدد من المعتقلين فقط، بحسب البيان، بل أراد التنظيم شن هجوم واسع على المنطقة، ووفق المعلومات، واعترافات المُهاجمين الذين اعتُقلوا، فإن قسمًا من المهاجمين قَدِم من رأس العين وتل أبيض، وقسمًا آخر قَدِم من العراق كمؤازرة لهم.

لكن أساس المخطط وإدارة الهجوم (غرفة العمليات)، ووفق الوثائق، تم الإعداد لها خارج الحدود السورية.

ولفت البيان إلى أن عمليات التمشيط المحلية مستمرة في مناطق دير الزور والرقة، وفي نقاط محدّدة، وكذلك مستمرة على صعيد تلك المناطق بشكل أوسع، وذلك ضد بقايا التنظيم وخلاياه النائمة.

دعم أمريكي

وكان مستشار الأمن الوطني الأمريكي، جاك سوليفان، قال في بيان، الأحد 30 من كانون الثاني، إن الولايات المتحدة تشيد بـ”قسد” التي أكملت مع قوات التحالف الدولي عملياتها لإعادة السيطرة على سجن “غويران”.

وأكدت الولايات المتحدة أن تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال يشكّل تهديدًا عالميًا، داعية إلى حل عالمي لمواجهة هذا التهديد.

من جانبها، قالت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) في بيان حول الوضع في الحسكة أمس، الأحد، إنه “عقب الهجوم الأولي في 20 من كانون الثاني 2022، نفذت (قسد) عمليات لاستعادة المحتجزين الفارين، وقامت بتطهير المعتقل القديم (سجن غويران) من مقاتلي التنظيم الناشطين بعد الهجوم”.

وذكر البيان أن “قسد” تقوم بعمليات “استعادة وجعل المنطقة آمنة بالكامل، مشيرًا إلى أنه تم نقل المعتقلين إلى منشأة محسّنة ومحصّنة لمنع المزيد من تدمير التنظيم.

قائد قوة المهام المشتركة للعمليات الخاصة- الشرق الأدنى، إسحاق بيلتيير، قال إن الهجوم الأخير كان إخفاقًا كبيرًا للتنظيم، إذ أدى في النهاية إلى تسريع الساعة لضمان وجود المعتقلين في منشأة محصّنة لن يهربوا منها أبدًا.

وبحسب البيان، تمكّنت “قسد” بدعم من التحالف من احتواء التهديد من خلال إنشاء محيط حول السجن، كما أن رد الفعل السريع لـ”قسد” على الهجوم وجهودها طوال فترة القتال خفّف من الخسائر في الأرواح.

اقرأ أيضًا: سجن “غويران” يوسّع أسواره في محافظة الحسكة

ما رواية التنظيم؟

في 23 من كانون الثاني الحالي، صرّح مصدر عسكري من تنظيم “الدولة” لوكالة “أعماق” التابعة للتنظيم، أن عناصر التنظيم قتلوا العشرات من عناصر “قسد”، وأخرجوا أكثر من 800 أسير على دفعات خلال اليومين الماضيين، من أسرى التنظيم من السجن، خلال الأيام الثلاثة الأولى من الهجوم.

وقال المصدر، إن الهجوم بدأ بانطلاق من وصفهما بـ”استشهاديين” اثنين هما “أبو عبد الرحمن”، و”أبو الفاروق المهاجرَين” بشاحنتين مفخختين قاما بتفجيرهما عند بوابة السجن وأسواره، ما تسبب بدمار كبير في المكان ومقتل وإصابة العديد من العناصر”.

وعند وقوع التفجيرين، انطلقت مفارز “الانغماسيين” بعد أن جرى توزيعهم على أربعة محاور، بحسب رواية التنظيم، فهاجم المحور الأول أبراج السجن ومديرية المحروقات الحكومية القريبة منه، وأحرق صهاريج النفط فيها لمنع طيران التحالف الدولي من رؤيتهم.

وهاجم التنظيم مقر فوج قريب لـ”قسد”، لقطع إمداده عن السجن من المحور الثاني، وقطع طريقي الإمداد المتبقيين عن السجن، والاشتباك مع دوريات المؤازرة التي حاولت الوصول إلى المكان من المحورين الثالث والرابع.

وبلغت حصيلة المعارك الدائرة، خلال الأيام الثلاثة الأولى، أكثر من 200 قتيل في صفوف القوات من بينهم مدير السجن وعدد من قادتها الميدانيين، بحسب رواية التنظيم.

وشهدت مدينة الحسكة حركة نزوح لأغلبية العائلات من الأحياء التي تشهد اشتباكات إلى الأحياء المجاورة، إذ سمحت “قسد” فقط للنساء والأطفال وكبار السن بالخروج، وبقيت بعض العائلات عالقة داخل الأحياء.

ويقع سجن “غويران” في أطراف حي غويران عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وهو أحد السجون التي تحتجز فيها  “قسد” آلاف المعتقلين الذين ينتمون لتنظيم “الدولة”، وبينهم قرابة أربعة آلاف أجنبي من حوالي 50 دولة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة