ردود فعل متباينة على عملية الإنزال الجوي شمالي إدلب

camera iconآثار استهداف منزل زعيم تنظيم "الدولة"، عبد الله قرداش الملقب بـ"أبو ابراهيم الهاشمي القرشي"- 3 من شباط 2022 (gazette)

tag icon ع ع ع

أثارت عملية الإنزال الجوي التي نفذتها القوات الأمريكية على منطقة أطمة شمالي إدلب، ردود فعل دولية عديدة.

ونفّذ الجيش الأمريكي عملية إنزال جوي على منزل في قرية أطمة الحدودية، تبعها اشتباك استمر لنحو ساعتين بين القوات المهاجمة والمجموعة التي كانت في المنزل.

وقُتل في العملية زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبد الله قرداش، الملقب بـ”أبو ابراهيم الهاشمي القرشي”، وأسفرت العملية عن مقتل 13 شخصًا على الأقل بينهم ستة أطفال وأربع نساء.

الموقف التركي يدعم

في 3 من شباط الحالي، أوضحت وزارة الخارجية التركية، في بيان للمتحدث الرسمي باسمها، تانجو بيلغيتش، ردًا على سؤال حول مقتل زعيم التنظيم، أن موقف تركيا معروف بالحزم في محاربة تنظيم “الدولة الإرهابي”، ومساهمتها في جهود المجتمع الدولي في هذا المجال.

وأضاف أن تركيا تلعب دورًا نشطًا في مكافحة “تنظيم (الدولة) والعقلية المنحرفة التي يمثلها”، وأن تركيا عضو نشط في التحالف الدولي ضد التنظيم.

وأكد أنه يجب محاربة جميع “المنظمات الإرهابية”، بما في ذلك تنظيم “الدولة”، وحزب “العمال الكردستاني” (PKK)، و”وحدات حماية الشعب” (YPG)، وحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، ومنظمة “غولن” (FETO)، وأن من غير المقبول المشاركة مع منظمة “إرهابية” أخرى في مكافحة منظمة “إرهابية”.

موسكو تدعم العملية

الموقف الروسي دعم جميع جهود محاربة “الإرهاب” في سوريا، ودعا إلى التحقيق في وجود محتمل لضحايا مدنيين في أثناء العملية الأمريكية، وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تعليقًا على إعلان واشنطن تصفية القيادي “قرداش”، مساهمة روسيا بدور حاسم في “دحر بؤرة الإرهاب” الدولي على الأراضي السورية، ودعمها جهود الدول الأخرى، “لمحاربة الإرهاب”.

ونوّهت المتحدثة إلى ضرورة التأكد من الأهداف بدقة في أثناء التخطيط للعمليات الدقيقة باستخدام القوة وتنفيذها، لاستبعاد سقوط ضحايا بين المدنيين، وأشارت إلى أنه في حال تأكد المعلومات بشأن مقتل مدنيين في أثناء العملية الأمريكية، فهذا يجب أن يتطلب “إجراء تحقيق دقيق”.

أشارت زاخاروفا إلى أن وجود زعيم التنظيم في منطقة إدلب يعتبر دليلًا آخر على أن هذه المنطقة لا تزال مستخدمة من قبل “الإرهابيين” الدوليين بمنزلة “الملاذ الآمن”، وشددت على ضرورة القضاء على معقل المسلحين في إدلب بأسرع ما يمكن مثلما تنص عليه الاتفاقيات مع تركيا.

وتتعرض مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، حيث قُتل زعيم التنظيم، لقصف شبه يومي من غارات جوية لقوات النظام وروسيا، وفي كانون الثاني الماضي ،أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريرًا، وثّقت فيه مقتل ألف و271 مدنيًا بينهم 299 طفلًا و134 سيدة (أنثى بالغة) على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، في عام 2021.

النظام السوري قتل 261 مدنيًا بينهم 68 طفلًا و32 سيدة، في حين قتلت القوات الروسية 65 مدنيًا بينهم 32 طفلًا وسبع سيدات.

“يونيسف” تندد واليابان تؤيد

من جهتها، دعمت اليابان عملية الإنزال الأمريكية، واعتبرتها خطوة جيدة، وقال كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية اليوم، الجمعة 4 من شباط، إن عملية الإنزال الأمريكية تمثل خطوة مهمة نحو السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.

بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسف)، إنها تحققت من مقتل ستة أطفال على الأقل وإصابة طفلة بجروح بالغة بسبب “العنف الشديد” خلال العملية الأمريكية في بلدة أطمة بإدلب، شمال غربي سوريا.

وأضافت “يونيسف”، في بيان صادر عن القائم بأعمال المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بيرتراند بينفيل، الخميس 3 من شباط، أنه “وبحسب التقارير، تسبب العنف بإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق المأهولة بالمدنيين”.

وفي السنوات الماضية، خفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عدد القوات البرية المنتشرة خارج أراضيها خلال حروبها ضد “الإرهاب”، وتحولوا بدلًا من ذلك إلى الضربات الجوية، بينما ينفذ شركاؤهم المحليون عمليات برية.

الاعتماد المتزايد على الحرب الجوية زاد إمكانية تسجيل إصابات في صفوف المدنيين، وفي آخر غارة جوية زُعم أنها استهدفت قياديًا في تنظيم “القاعدة” بالقرب من مدينة إدلب شمالي سوريا، في 3 من كانون الأول 2021، أشارت القيادة المركزية الأمريكية إلى أن المعطيات الأولية للغارة تشير إلى احتمالية إصابة ضحايا مدنيين.

بينما وثّق “الدفاع المدني السوري” حينها مقتل شخص كان يستقل دراجة نارية بالقرب من قرية كفربطيخ جنوبي إدلب، جرّاء قصف بطائرة مسيّرة أمريكية استهدفه بشكل مباشر، بينما أُصيب سبعة مدنيين من عائلة واحدة في أثناء مرورهم بسيارة عبر الطريق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة