فايز النوري العرب.. “قراقوش البعث” الحاكم بالإعدام على معارضيه

camera iconرئيس محكمة "أمن الدولة" سابقًا، فايز النوري العرب (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تناقل ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي نبأ وفاة رئيس محكمة “أمن الدولة” سابقًا، فايز النوري العرب، الخميس 10 من شباط، بعد إصابته بالشلل لسنوات وفقدانه القدرة على الحركة والكلام.

https://twitter.com/thawra_sy/status/1491818003129896969

وبحسب ورقة النعي التي تناقلها الناشطون، فالنوري من مواليد دير الزور، وهو عضو لجنة مركزية ضمن القيادة القطرية السابقة لحزب “البعث”، كما شغل منصب رئيس محكمة “أمن الدولة” العليا قبل حل المحكمة عام 2011.

ورقة النعي لفايز النوري العرب

“قراقوش” حزب “البعث”

عمل “قراقوش” قاضيًا لنحو 30 عامًا زمن الدولة الأيوبية، مصدرًا الكثير من الأحكام غير العقلانية والتي لا تستند إلى مرجعية قانونية، وفق ما ورد في كتاب “الفافوش في أحكام قراقوش” للأسعد بن مماتاي.

ومثله شغل النوري منصب الرئيس الوحيد لمحكمة “أمن الدولة”، إحدى البوابات الأمنية الأكثر إثارة للرعب في نفوس السوريين، في الفترة الممتدة بين عامي 1979 و2011، حتى إلغائها واستبدال محكمة الإرهاب بها، التي حظيت بالهالة ذاتها من الرعب والصورة القمعية.

وقبل السلك القضائي، عمل النوري معلمًا لطلاب المرحلة الابتدائية، وحاز إجازة في الحقوق حين كان على رأس منصبه دون تقديم أي امتحانات جامعية، وفق تقرير نشرته “اللجنة السورية لحقوق الإنسان“.

خرق النوري خلال توليه رئاسة المحكمة البروتوكالات القضائية وأصول المحاكمات، عبر إصداره أحكامًا قضائية دون الاستماع إلى أقوال المتهمين أو الاطلاع على ملفاتهم، ضمن محاكمات كانت تجري ضمن مدة زمنية قياسية قد لا تتعدى دقائق.

ولفت التقرير إلى 19 حكمًا بالإعدام أصدرها النوري دفعة واحدة عام 1979.

إعدامات بالجملة

تحدث النوري في وقت سابق عبر تسجيل مصوّر بثّه “تلفزيون سوريا” عام 2019، عن قرارات إعدامات جماعية أصدرها بحق معارضي أهداف حزب “البعث”.

وقال النوري “أعدمت بفترة 19 واحدًا، كان كل من يعارض أهداف الحزب نحاكمو”.

وفي عام 1992، أصدر النوري أحكامًا بالإعدام بحق 660 معتقلًا دفعة واحدة، وفق تقرير “اللجنة السورية”، الذي لفت إلى أحكام إعدام أصدرها بحق مسيحيين بتهمة الانتماء لجماعة “الإخوان المسلمون”.

كما بيّن النوري ضمن التسجيل أن محكمة “أمن الدولة” شُكّلت مع بداية حكم حزب “البعث” وقيادته دفة السلطة، لأغراض سياسية، تتجلى بالحفاظ على الحزب و”تراثه الكبير”، وفق تعبيره.

واتهم فايز النوري النائب السابق لرئيس النظام السوري السابق والحالي، عبد الحليم خدام، بحرف مسار الحزب والعمالة للسعودية، كما اتهم عم رئيس النظام رفعت الأسد، بالوقوف إلى جانب السعودية، مبرئًا في الوقت نفسه النظام من أي أخطاء، قائلًا “النظام لم يخطئ بشيء، أبرّؤه من أمور كثيرة يتهمونه بها”.

معلم فنون.. قاضٍ بحق “الإخوان”

تعرّف رفعت الأسد إلى القاضي النوري خلال إحدى زياراته إلى دير الزور، المدينة التي ينحدر منها، فتدرّج دون مقدمات من معلم للفنون في إحدى المدارس إلى أمين شعبة حزب ثم أمين فرع الحزب في دير الزور، قبل أن ينتقل إلى دمشق ليكون عضوًا احتياطيًا في قيادة حزب “البعث”.

وبعد تأسيس محكمة “أمن الدولة”، عيّنه رفعت الأسد، شقيق الرئيس السابق، حافظ الأسد، قاضيًا في محكمة “أمن الدولة” لمحاكمة المتهمين بالانتماء لجماعة “الإخوان المسلمون” قبل أن يتولى قيادة المحكمة، وفق تقرير “اللجنة السورية”.

حافظ النوري على علاقة طيبة بالسلطة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي أجراها رفعت الأسد ضد شقيقه، وأسفرت عن نفيه لأكثر من 35 عامًا، ما حمى له منصبه في عهد الأسد الأب والابن، قبل إقالته التي ترافقت مع حلّ محكمة “أمن الدولة” قبل 11 عامًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة