رجل في الأخبار.. زيلينسكي الممثل الذي تُرك وحيدًا تحت مخالب بوتين

camera iconالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي - 25 من شباط (رويترز)

tag icon ع ع ع

مخرج، منتج، كاتب سيناريو، ممثل، حاصل على شهادة في القانون، وصاحب شركة إنتاج سينمائي وتلفزيوني، هذا هو الرئيس الأوكراني المتعدد المواهب، فولوديمير زيلينسكي (44 عامًا)، الذي دخل الوسط السياسي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2019.

قبل تقلّده منصب رئيس البلاد، اشتهر زيلينسكي لسنوات عديدة بين زملائه الأوكرانيين بحسه الفكاهي، وعمل ممثلًا كوميديًا ومديرًا تنفيذيًا في التلفزيون والسينما، وقاد فرقته الكوميدية “كفارتال 95” لأنجح العروض التلفزيونية، قبل أن ينشئ شركته الخاصة للإنتاج الفني، ويطلق عليها نفس اسم الفرقة، في عام 2003.

بدأ مشواره التمثيلي في عام 2005، لكن شهرته كممثل انطلقت مع فيلم “Rzhevskiy Versus Napoleon” عام 2012، لتتوالى بعدها الأدوار البطولية في الأفلام والمسلسلات.

المسلسل الذي تحوّل إلى واقع

قد يكون مسلسل “خادم الشعب”، الذي كان أبرز وآخر أعمال زيلينسكي، تنبأ بمستقبله، إذ لعب فيه دور مدرّس لمادة التاريخ في إحدى المدارس العامة، وبعد أن صوّره أحد تلاميذه وهو يتحدث غاضبًا عن الفساد في أوكرانيا، وينتقد الحكومة والفئة النخبوية بلهجة حادة، انتشر الفيديو بشكل كبير، وبدأ الناس بمطالبته بالترشح لرئاسة البلاد بسبب استيائهم أيضًا من الفساد والحكومة والنخبة.

بعد ذلك يوافق البطل في المسلسل على الترشح لانتخابات الرئاسة، ليتحول من رجل من عامة الشعب إلى رئيس منتخب للبلاد بأغلبية غير متوقعة، وبشكل كوميدي بدأت حياته بالتغير على جميع الأصعدة.

من مشاهد مسلسل “خادم الشعب”- 2015 (IMDB)

شهرة مهّدت للفوز بالسباق الرئاسي

بعد ثلاثة مواسم من مسلسل “خادم الشعب” والنجاح الذي حققه زيلينسكي في دور زعيم البلاد، أُسس حزب سياسي يحمل اسم المسلسل، بقيادة زيلينسكي، في عام 2018.

وفي العام التالي، ترشّح إلى الرئاسة وفاز على الرئيس السابق، بيترو بوروشنكو، بنسبة 73% من الأصوات، في وقت شهد تراجع الاقتصاد الأوكراني وانخفاضًا في شعبية الرئيس السابق.

وبعد وصوله إلى الرئاسة، تمتع زيلينسكي بنسبة تأييد مرتفعة، وقالت ماريا زولكينا، المحللة السياسية في مؤسسة “المبادرات الديمقراطية” ومقرها العاصمة الأوكرانية كييف، لصحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، في 14 من شباط الحالي، إنه “خلال عام ونصف في المنصب، حافظ زيلينسكي على مستوى عالٍ من الشعبية والثقة مقارنة بالرؤساء السابقين في المرحلة نفسها من ولايته”.

لكنها أشارت إلى أن هذه الثقة تضاءلت مع بداية تصاعد التوترات بين كييف وموسكو عام 2021، وتظهر استطلاعات الرأي الآن أن عدد الأوكرانيين الذين لا يثقون بزيلينسكي هو ضعف عدد أولئك الذين يثقون فيه.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، تعرض زيلينسكي للانتقادات بسبب أعضاء الدائرة المقربة منه، فكثير منهم هم من المخضرمين في صناعة الكوميديا الذين يتمتعون بخبرات سياسية قليلة، ومنهم أندريه يرماك، وهو منتج أفلام ومحامٍ يرأس حاليًا مكتب الرئيس، ويُنظر إليه على أنه يتمتع بنفوذ كبير.

يُترك وحيدًا تحت مخالب بوتين

أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس 24 من شباط، بدء “عملية عسكرية خاصة” في إقليم دونباس الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، اللتين اعترف بوتين رسميًا باستقلالهما قبل أيام، الأمر الذي تسبب بإدانات دولية تبعها فرض عقوبات على روسيا.

واتهم الرئيس الروسي دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم من وصفهم بـ”النازيين الجدد في أوكرانيا”.

وجاء إعلان بوتين بدء العملية العسكرية شرق أوكرانيا، بعد ساعات فقط من رفض الرئيس الأوكراني مزاعم موسكو بأن بلاده تشكّل تهديدًا لروسيا، وتوجيه نداء عاطفي في اللحظة الأخيرة من أجل السلام.

وقال زيلينسكي في خطاب عاطفي طوال الليل متحدثًا باللغة الروسية في مناشدة مباشرة إلى المواطنين الروس، “إن شعب أوكرانيا وحكومتها يريدان السلام، لكن إذا تعرضنا للهجوم، وإذا واجهنا محاولة لانتزاع بلدنا وحريتنا وحياتنا وحياة أطفالنا، فسوف ندافع عن أنفسنا. عندما تهاجمنا، سترى وجوهنا وليس ظهورنا”.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أنه طلب ترتيب مكالمة مع بوتين في وقت متأخر من يوم الأربعاء، لكن الكرملين لم يرد، وفقًا لما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“.

بدوره، وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الرئيس الأوكراني، بـ”الشخص غير المتوازن وغير المستقل”، و”يمكنه الإقدام على أي شيء”، تعليقًا على إمكانية اتخاذ زيلينسكي خطوات لتصعيد المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، في حديث للقناة “روسيا- 1″، في 22 من شباط الحالي.

وفي خطاب عبر الفيديو نُشر على حساب الرئاسة الأوكرانية اليوم، الجمعة 25 من شباط، قال زيلينسكي، “لقد تُركنا وحدنا للدفاع عن بلدنا”.

وأضاف، “مَن مستعد للقتال معنا؟ لا أرى أحدًا. مَن المستعد لضمان عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي؟ الجميع خائفون”.

“سأبقى في العاصمة، عائلتي أيضًا في أوكرانيا، وبحسب المعلومات التي بحوزتنا، فقد حددني العدو على أنني الهدف رقم واحد، وعائلتي هي الهدف رقم اثنين”، قال زيلينسكي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة