فوهات البنادق باردة.. الفصائل لا تتحرك شمالي سوريا

camera iconعناصر في "الجيش الوطني" في أثناء احتفالية بالذكرى الـ11 للثورة السورية- حور كلس ريف حلب- 18 من آذار 2022 (المكتب الإعلامي لمدينة بزاعة)

tag icon ع ع ع

“شو عملتوا، الأجدر بنا أن نجعلها مآتم وليس احتفالًا، أنتو فرحانين للوضع، ما ظل عندكم غير الاحتفال في 15 آذار بذكرى الثورة المباركة، رح تضلوا نايمين حتى 15 آذار العام الجاي حتى تحتفلوا”.

بهذه الكلمات أعرب ” أبو زيدان” كما عرّف نفسه، عن غضبه من احتفال القادة في “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بذكرى انطلاقة الثورة السورية، وعدم فتح المعارك.

جالسًا في منزل، متوشحًا بعمامة بيضاء ذات نقط سوداء، يظهر الرجل الخمسيني الملامح “أبو زيدان” بلباسه العسكري، معربًا عن غضبه واستيائه من عدم فتح المعارك والجبهات ضد النظام السوري، بحسب تسجيل مصوّر اطلعت عليه عنب بلدي.

قصف شبه يومي

ويتزامن مطلب الرجل مع احتفالات ومظاهرات شهدتها مناطق الشمال السوري، في الذكرى الـ11 للثورة السورية.

وتوجه “أبو زيدان” في حديثه إلى قادة الفصائل في “الجيش الوطني” منتقدًا ظهورهم في الاحتفالات والمظاهرات، وابتعادهم عن خطوط الجبهات والمعارك، “الأجدر بكم فتح المعارك، أو قولوا للشعب مالنا خرج، شغلتنا احتفالات وبس”.

وتتعرض مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة لقصف شبه يومي من غارات جوية لقوات لنظام وروسيا.

وتتعرض المناطق في ريفي حلب الشمالي والشرقي لعمليات قصف وتفجير تُتهم بها خلايا تابعة لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، أو لتنظيم “الدولة الإسلامية”، أو للنظام السوري، في حين تنفي “قسد” مسؤوليتها عن بعض التفجيرات التي تقع شمالي حلب، كنفيها مسؤولية قواتها عن القصف الذي استهدف سوقًا شعبية في مدينة الباب شرقي حلب، في 1 من شباط الماضي.

كما تستمر قوات النظام وروسيا باستهداف مناطق سيطرة المعارضة، مع استمرار سريان ما يُعرف باتفاق “موسكو”، أو اتفاق “وقف إطلاق النار”، الموقّع بين روسيا وتركيا في 5 من آذار عام 2020.

وتوقف العمل العسكري سواء من قبل “هيئة تحرير الشام”، أو من قبل “الجيش الوطني السوري”، واقتصر على بعض الردود التي يراها الأهالي بأنها “خجولة وغير مجدية”، منذ تراجع مناطق سيطرة المعارضة على الأرض، وتقلص المساحات التي تسيطر عليها، وتوقف المعارك ضد النظام السوري وحلفائه، منذ مطلع عام 2020.

ردود “خجولة”

“حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا قادات. إذا بدي أضرب طلقة ع النظام ممنوع، إذا بدي أضرب طلقة ع الحزب (قوات في مناطق الإدارة الذاتية) ممنوع، إذا بدي اتسلل ممنوع، بس هني يضربونا معليش”.

في تسجيل مصوّر سابق، ومن خلفه سيارة عسكرية تتصاعد منها ألسنة النيران، اختصر أحد مقاتلي “الجيش الوطني” وضع المعارك والجبهات بعد مقتل عنصر من “الجيش الوطني” وإصابة أربعة آخرين، وعطب سيارتين عسكريتين، بقصف مدفعي على معبر “أبو الزندين” قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في 8 من شباط الماضي، مصدره مناطق سيطرة “قسد” والنظام.

وعادة ما تعلن غرف العمليات للفصائل المعارضة، عن ردها واستهدافها لقوات النظام المتمركزة في المناطق المحيطة بمناطق المعارضة، أو لمناطق خروج القذائف من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي تشكّل الجناح العسكري لـ”الإدارة الذاتية”.

واعتادت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي وريف اللاذقية وسهل الغاب، شمال غربي حماة، الإعلان عن عملياتها العسكرية من خلال غرفها ومجموعاتها على تطبيق “تلجرام”.

في شباط الماضي، أعلنت عن استهداف مقرات ومراكز تجمّع قوات النظام بالمدفعية والصواريخ والرشاشات الثقيلة، ردًا على الاعتداءات المتكررة، والمجزرة الأخيرة التي نفذتها قوات النظام وروسيا باستهداف منزل لعائلة بقذيفة هاون في معارة النعسان.

كما استهدفت قوات غرفة “الفتح المبين” مواقع قوات النظام في مدن وبلدات ميزناز وجدرايا وحرش كفرنبل بريف إدلب.

في 2 من شباط الماضي، أعلنت فصائل منضوية تحت مظلة “الجيش الوطني” استهداف مناطق تحت سيطرة “قسد” بريف حلب الشمالي، ردًا على القصف الذي تعرضت له مدينة الباب.

واستهدفت قوات “غرفة القيادة الموحدة” (عزم) بقذائف المدفعية، وصواريخ من نوع “الكاتيوشا” مواقع وتحصينات لـ”قسد” على جبهة شعالة بريف حلب الشمالي، وحققت إصابات مباشرة، بحسب ما نشرته “عزم” عبر “تويتر“.

وقصفت قوات “هيئة ثائرون للتحرير” براجمة صواريخ مناطق سيطرة “قسد”، ردًا على استهداف مدينة الباب بريف حلب الشرقي، الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني”.

لماذا لا ترد الفصائل

المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن السلاح “مرتهن للغير”، والبرهان موجود على أرض الواقع، فالميادين والجبهات خرساء منذ سنوات، إلا من قذائف وصواريخ النظام وضربات الطيران الروسي.

وبرأي الأسمر، فالفصائل لا تتحرك بسبب الارتهان وانشغال القيادات بمصالحهم الشخصية، وتحصيل الأموال والتجارة.

واتفق محللون التقتهم عنب بلدي، على أن فتح المعارك يحتاج إلى قرار دولي، وأن الفصائل فقدت القرار، وأصبح مرتبطًا بالقرارات الدولية ومواقف الدول، سواء الولايات المتحدة أو روسيا أو تركيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة