في موسم التقليم.. عيدان الأشجار إحدى وسائل التدفئة بدرعا

camera iconمدفأة تعمل على الحطب (عنب بلدي- حليم محمد)

tag icon ع ع ع

تجمع الطفلة مريم عيدان الحطب من مخلّفات تشذيب جذوع أشجار الرمان، وهي ترتدي سترة بالية وحذاء بلاستيكيًا دون جوارب، لتؤمّن الدفء لعائلتها في ريف درعا.

وقالت “أم مريم”، فضّلت عدم ذكر اسمها الصريح لأسباب اجتماعية لعنب بلدي، “لم نستطع تأمين الأخشاب للتدفئة، لذا نسعى لجمع الحطب اللازم من بقايا تشذيب الأشجار من على جانبي الطريق، ومع برودة الجو الشديدة، نسعى لتأمين الحطب كل يوم، لأن نار التدفئة تستهلك الأعواد بصورة أسرع”.

وفي نهاية فصل الشتاء امتدادًا إلى فصل الربيع، يبدأ الفلاحون في محافظة درعا بتقليم وتشذيب جذوع أشجار الرمان والكرمة واللوزيات، وإخراج الأغصان إلى خارج الأرض، ليبدأ السكان بجمعها على شكل حزم واستخدامها للطهو على الموقد وللتدفئة.

ولم يقتصر البحث عن وسائل التدفئة على بقايا الأغصان، إنما تجمع “أم مريم” وأطفالها المخلّفات البلاستيكية لإشعالها مع بقايا الأغصان، وهو ما تقوم به كثير من العائلات في ريف درعا.

وبلغ سعر طن الحطب المُعد للتدفئة في درعا 800 ألف ليرة سورية (حوالي 200 دولار).

وتعتمد “أم مريم” من أجل التدفئة على مدفأة مخصصة للحطب، بعد أن باعت مخصصاتها (50 ليترًا) من مازوت التدفئة.

وأعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري، عن بدء التسجيل على الدفعة الثانية (50 ليترًا) من مازوت التدفئة لكل عائلة عن طريق “البطاقة الذكية”، اعتبارًا من 21 من كانون الثاني الماضي.

وتبلغ مخصصات العائلة الواحدة من مادة مازوت التدفئة لفصل الشتاء 200 ليتر، على أن توزع على أربع دفعات، كل دفعة 50 ليترًا، إلا أن الحكومة أخلفت بوعودها وتوقف توزيع دفعات مازوت التدفئة في مختلف المحافظات.

كما أن خيار التدفئة في درعا اعتمادًا على المازوت أصبح خارج الإمكانيات المتاحة بحسب السكان، بعد ارتفاع سعر ليتر المازوت “الحر” إلى 5500 ليرة سورية، وتحتاج الأسرة إلى ما لا يقل عن ثلاثة ليترات في اليوم.

وقالت هالة (44 عامًا)، وهي ربة منزل من ريف درعا، “إن بعض العائلات حولت مدافئ المازوت إلى مدافئ حطب، يضعون فيها بقايا أعواد التقليم، لعدم وجود مقدرة عند العائلات على شراء المازوت بسعره الحر”.

“دخان يعمي ولا برد يضني”

حول مدفأة الحطب تجتمع الأسرة ليلًا، وتشعل “أم مريم” أغصان الشجر مع المخلّفات البلاستيكية داخل المدفأة، ليتسلل الدفء مع الأدخنة الممزوجة برائحة البلاستيك، ما جعل “أم مريم” تردد المثل الشعبي، “دخان يعمي ولا برد يضني”.

وأضافت، “أعلم أن البلاستيك مُضر، ولكن لا حلول أخرى لدينا، برودة الطقس تدفعنا للبحث عن أي بدائل متاحة”.

وفي 11 من تموز 2021، رفعت حكومة النظام السوري سعر ليتر المازوت “المدعوم” بنحو 178%، ليصبح 500 ليرة سورية بعد أن كان 180 ليرة.

ويعيش 90% من سكان سوريا تحت خط الفقر، حسب إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره لمجلس الأمن في 12 من كانون الثاني الماضي، وأشار إلى أن 60% منهم يعانون من “انعدام الأمن الغذائي”.

وبحسب تقرير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، صدر في كانون الأول 2021، فإن 4.5 مليون فرد في سوريا بحاجة إلى المساعدة الشتوية غير الغذائية.

كما أبلغت 95% من العائلات عن ضعف الوصول إلى الموارد الأساسية خلال فصل الشتاء مثل التدفئة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة