الذرة بديلة.. القطن ليس من أولويات مزارعي الرقة

camera iconشجيرة القطن- الرقة- 23 من أيلول 2021 (عنب بلدي/حسام العمر)

tag icon ع ع ع

لم يُجهّز عبد العزيز الصبري (40 عامًا)، وهو مزارع من ريف الرقة الغربي، أرضه الزراعية كعادته في مثل هذا الوقت من كل عام ليزرعها بالقطن.

وقال عبد العزيز لعنب بلدي، إن زراعة القطن في أرياف الرقة لم تعد تلقى رواجًا كما في الأعوام السابقة، مرجعًا ذلك إلى ما أسماه فشل موسم القطن خلال الأعوام السابقة.

وقال مزارعون من ريف الرقة، إن زراعة موسم القطن بدأت تتراجع عن سلّم أولويات المزارعين بعد تكرر فشل الموسم وضعف مردوده والتكاليف الباهظة التي تتطلبها زراعته.

محمود الشبلي (45 عامًا) من مزارعي قرية السلحبية بريف الرقة الغربي، تلقّى خسارة فادحة خلال موسم القطن عام 2021، بسبب تراجع إنتاجية الدونم الواحد إلى أقل من 100 كيلوغرام.

محمود قال إن إنتاج دونم القطن الواحد في الأعوام السابقة كان يتجاوز 500 كيلوغرام، بينما انخفضت الإنتاجية للدونم إلى أقل من 100 كيلوغرام، وهذا الإنتاج لا يغطي التكاليف التي يضعها المزارع طوال الموسم الذي يمتد لنحو ستة أشهر، وتبدأ زراعته في بداية نيسان من كل عام.

وتأثر موسم القطن عام 2021 بالظروف الجوية التي كانت سائدة بسبب التغيّر المناخي الذي أصاب المنطقة، وتسببت تغيّرات الجو وموجات الحر الشديدة في انتشار الدودة الشوكية التي تسبب تلفًا لمحصول القطن.

وقال مزارعون في الرقة، إن معظمهم قرر استبدال زراعة الذرة بزراعة القطن، إذ تنخفض تكلفته مقارنة بالقطن إلى جانب انخفاض الفترة الزمنية والجهد المبذول حتى نضوج الموسم وحصاده.

وتبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد للقطن هذا العام، بحسب تقديرات مزارعين تحدثوا لعنب بلدي، بين 400 ألف و500 ألف ليرة سورية، بينما تنخفض تكلفة زراعة دونم الذرة إلى نحو 350 ألف ليرة سورية، تتضمّن تكاليف البذار والأسمدة والري وأجور الأيدي العاملة والحصاد.

ويحتل القطن ثاني أهم المحاصيل الزراعية بعد القمح في سوريا، وكانت مناطق شمالي وشرقي سوريا تتصدّر قائمة المناطق السورية في إنتاجه قبل عام 2011.

اقرأ أيضًا: القطن السوري مهدد بالموت

وصرّح عضو في “لجنة الزراعة والري” بـ”مجلس الرقة المدني” لعنب بلدي، أن اللجنة قررت تخفيض ترخيص الزراعة الصيفية، ومنها مساحة زراعة القطن الواجب ترخيصها، لتتلقى الدعم الزراعي مثل الأسمدة والمبيدات والبذار بالأسعار المدعومة.

وأضاف عضو اللجنة أن “الإدارة الذاتية” لا تولي اهتمامًا بزراعة القطن، بينما تشجع زراعة القمح لتحقيق الأمن الغذائي رغم أنها تستخدم بذور القطن في معملي الزيت والنسيج التابعين لـ”الإدارة”.

وبلغ مجموع المساحات المزروعة بالقطن العام الماضي 49 ألف هكتار، بحسب التقارير الصادرة عن لجان وهيئات الزراعة في مناطق شمال شرقي سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة