انطلاقًا من تجربة الرقة السورية.. توصيات أمريكية لتجنب سقوط مدنيين

جنود وآليات عسكرية أمريكية في شمال شرقي سوريا (التحالف الدولي/تويتر)

camera iconجنود وآليات عسكرية أمريكية في شمال شرقي سوريا (التحالف الدولي/ تويتر)

tag icon ع ع ع

أفاد تقرير جديد لمؤسسة “راند” (RAND) البحثية أن الجيش الأمريكي بحاجة إلى تعديل تخطيطه وتدريبه واستهدافه واستخدامه للأسلحة، من أجل تجنب الوفيات والأضرار بين المدنيين على نطاق واسع كما حدث في معركة تحرير مدينة الرقة من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2017.

وبحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس“، الجمعة 1 من نيسان، فإن البحث الذي أجرته المؤسسة جاء بطلب من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، بعد الانتقادات التي وُجهت للوزارة بسبب مقتل مدنيين في سوريا خلال الضربات الجوية العسكرية على التنظيم من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إذ قُتل أكثر من 1600 مدني في الرقة.

وصرّح السكرتير الصحفي لـ”البنتاغون”، جون كيربي، أن التقرير، الذي يضع سلسلة من التوصيات لتحسين الإجراءات والاستراتيجيات العسكرية، سيُستخدم في الوقت الذي تضع فيه الوزارة خطتها الأوسع لتقليل الضرر المدني، وفق “أسوشيتد برس”.

وأضاف، “لا يوجد جيش آخر يعمل بجد كما نفعل للتخفيف من الأضرار المدنية، ومع ذلك ما زلنا نتسبب في ذلك، سنواصل محاولة التعلم من القضايا الماضية”.

دروس مهمة

خلصت مؤسسة “راند” إلى أن معركة الرقة قدمت دروسًا مهمة، وقال المؤلف الرئيس للتقرير مايكل ماكنيرني، إن المعركة “قصة تحذيرية حول الضرر الذي يلحق بالمدنيين في المعارك التي تحصل في المدن، ويجب أن تكون بمنزلة حافز إضافي لوزارة الدفاع لتعزيز سياساتها وإجراءاتها للتخفيف من الأضرار المدنية وتوثيقها والاستجابة لها”.

وأشار تقرير المؤسسة إلى وجود مجموعة كبيرة من الخسائر المدنية المقدرة في أثناء الحصار، وأن 60 إلى 80% من الرقة تُركت غير صالحة للسكن بحلول الوقت الذي تم فيه تحرير المدينة في تشرين الأول من عام 2017.

في البداية، قدّر التحالف مسؤوليته عن 38 حادثة تضمنت 240 ضحية مدنية، بمن في ذلك 178 قُتلوا، بينما قدّر اتحاد من الجماعات السورية والدولية المحلية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية و”Airwars”، عدد الضحايا “بتقدير مرتفع” يبلغ 1600، إذ يمكن التحقق بشكل مؤكد من حوالي 774 منهم على وجه التحديد من خلال البيانات نتيجة لعمل التحالف.

رتل من المدرعات الأمريكية بالقرب من مدينة القحطانية شمال شرقي محافظة الحسكة- 31 من تشرين الأول 2019 (AFP)

ويوضح التقرير أن عدة آلاف من المدنيين قُتلوا على الأرجح، بناء على عدد الجثث التي اكتشفتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، لكن ربما قُتل العديد منهم على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” أو مقاتلين آخرين على الأرض.

وقال ماكنيرني، “يركّز تقريرنا على الإجراءات الأمريكية في الرقة، لكن تصرفات الحكومة السورية وشركائها الروس والإيرانيين أسهمت بلا شك أكثر بكثير في إلحاق الضرر بالمدنيين والمعاناة في سوريا بشكل عام”.

وأشار التقرير إلى أن التحديات في الرقة تضاعفت بسبب القيود المفروضة على عدد القوات الأمريكية التي يمكن أن تكون هناك، وكذلك الأماكن التي يمكن أن يتمركزوا فيها، وأن القوات الأمريكية على الأرض كان بإمكانها تقديم استهداف أفضل ومعلومات مدنية، بما في ذلك جهود مقاتلي التنظيم لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.

وأوصت المؤسسة بأن يقدم الجيش الأمريكي تدريبًا وإرشادًا أكثر شمولًا حول الحاجة إلى تجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، والتخطيط للعمليات وتنفيذها بطرق لتحقيق تلك الأهداف، إذ يمكن أن تشمل التغييرات تحسين التخطيط، وتقييمات أفضل للأضرار الجانبية المحتملة، وزيادة التدريبات على المهام وتحسين جمع المعلومات الاستخبارية، واستخدام أكثر انتقائية للضربات الجوية والذخائر التي تقلل من تجزئة القنابل.

وسبق أن أظهر تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إخفاء الولايات المتحدة الأمريكية ضربة جوية في سوريا عام 2019، أدت إلى مقتل العشرات من المدنيين، خلال حرب التحالف في بلدة الباغوز شرقي سوريا.

وسجل تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، صادر في 23 من أيلول 2019، مقتل 3037 مدنيًا، بينهم 924 طفلًا، و656 سيدة (أنثى بالغة) على يد قوات “التحالف الدولي”، في سوريا.

وبحسب التقرير، فإن ما لا يقل عن 172 مجزرة ارتكبتها قوات “التحالف”، وما لا يقل عن 181 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، كان بينها 25 حادثة اعتداء على مدارس، و16 على منشآت طبية، و4 على أسواق، منذ تدخلها العسكري في سوريا حتى 23 من أيلول 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة