مركز دراسات: أكثر من 300 ألف ذخيرة لم تنفجر في سوريا

camera iconوضع إشارات تحذيرية في مكان وجود ذخيرة غير منفجرة من مخلّفات قصف سابق على أطراف مدينة جسر الشغور بريف إدلب- 3 من آذار 2021 (الدفاع المدني السوري)

tag icon ع ع ع

أصدر مركز “كارتر للأبحاث” تقريرًا يسلّط الضوء على ضرورة تخليص سوريا من الأسلحة الخطرة غير المنفجرة، حيث يُرجح المركز أن يكون عدد الذخائر التي لم تنفجر في سوريا أكثر من 300 ألف ذخيرة.

وقارن التقرير (30 صفحة)، الصادر الاثنين 4 من نيسان، بين الوضع بعد انتهاء الحرب الأهلية في موزمبيق عام 1992، حيث احتاج خبراء إزالة الألغام إلى 23 عامًا لإزالة 86 ألف قطعة سلاح غير منفجرة، وبين الوضع في سوريا حاليًا حيث يمكن أن يكون هناك أكثر من ثلاثة أضعاف كمية الذخائر غير المنفجرة، ولم تبدأ جهود إزالة الألغام بعد.

واستند التقرير إلى البيانات التي جُمعت من مواقع النزاع المسلح في جميع أنحاء سوريا بين كانون الأول 2012 وأيار 2021، واستقراء الكمية المحتملة من الذخائر غير المنفجرة بناء على تقارير حول عدد أنواع الأسلحة المختلفة التي اُستخدمت خلال مواجهات محددة.

وسجّل التقرير ما لا يقل عن 972 ألف استخدام للذخائر المنفجرة خلال 99 ألفًا و194 نزاعًا مسلحًا في فترة الدراسة المذكورة، وحوالي 62% من إجمالي الذخائر المنفجرة  كانت ذخائر أرضية، بينما حوالي 37% كانت ذخائر مُطلقة من الجو.

وتشير التقديرات إلى أنه خلال النزاع المسلح، لا ينفجر ما بين 10% و30% من الذخائر، وبعد تطبيق النسبة على البيانات ينتج أن ما بين 100 ألف و300 ألف من الذخائر لم تنفجر في سوريا.

ونبّه التقرير إلى أن وجود الذخائر غير المنفجرة له “تأثير مدوٍّ” على الحياة المدنية والنشاط الاقتصادي وصحة البيئة.

ومن هذه الآثار فقدان الأرواح أو الأطراف، لا سيما بين الأطفال، واضطرابات في التنمية الاقتصادية، وخاصة فيما يتعلق بإعادة البناء والزراعة في المناطق الريفية، والتدهور البيئي الناتج عن تحلل الذخائر وتسرب المواد الكيماوية والصدأ إلى الأرض والمياه الجوفية.

وأوصى المركز الدول بمنح إعفاءات من العقوبات لمنظمات إزالة الألغام الإنسانية، كما أوصى المجتمع الدولي بإعطاء الأولوية لجهود إزالة الألغام جنبًا إلى جنب مع المساعي الإنسانية الأخرى، وأخيرًا أوصى الجهات الفاعلة السورية والدولية بإشراك مشكلة الذخائر غير المنفجرة كموضوع مشترك بين الفاعلين للمضي قدمًا بالملف السوري.

وفي 27 من آذار الماضي، وثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في بيان مقتل شخصين جرّاء انفجار لغم أرضي في قرية بقرص فوقاني في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، خلال عملهما في رعي الأغنام.

وفي 27 من شباط الماضي، قُتل ثلاثة أشخاص في مدينة سلمية بريف حماة، جرّاء انفجار لغم أرضي من مخلّفات الحرب، بحسب إذاعة “شام إف إم” المحلية.

وتعتبر سوريا من أسوأ دول العالم في كمية الألغام المزروعة والمجهولة المواقع، وفق تقرير صدر عن “الشبكة السورية”، إذ وثّقت في تقريرها الصادر الاثنين 4 من نيسان، مقتل 2829 شخصًا بينهم 699 طفلًا بانفجار ألغام أرضية في سوريا منذ عام 2011 حتى الآن.

وفي تقرير بعنوان “الألغام في سوريا.. من المسؤول عن ضحاياها وعن تفكيكها؟”، سلّطت عنب بلدي الضوء على الجهود الضعيفة للنظام في إزالة بقايا الألغام والقذائف والصواريخ غير المنفجرة بشكل كامل، وعدم وضعه علامات تحذيرية في المناطق الخطرة، ما عرّض حياة الكثير من المدنيين للخطر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة