رحيل موفق كنعان.. “كاتيوشا” كرة القدم السورية

camera iconاللاعب السوري موفق كنعان (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

بعد مسيرة كروية حافلة بالألقاب، طُويت صفحة من العطاء الكروي السوري بعمر 55 عامًا، برحيل لاعب كرة القدم موفق ناصيف كنعان، الاثنين 11 من نيسان.

وجرت مراسم تشييع كنعان اليوم، الثلاثاء 12 من نيسان، من منزله في حي الريجي القديمة بمدينة اللاذقية، ودُفن في مقبرة “الشيخ ضاهر”.

ونعى نادي تشرين الرياضي اللاعب موفق كنعان، في بيان عبر “فيس بوك”، واصفًا إياه بأحد أهم اللاعبين عبر تاريخه، كما نعته صفحات شخصية ومواقع رياضية عديدة.

في حين غاب ذكر اللاعب عن منصات الاتحاد الرياضي العام، واتحاد الكرة في سوريا، رغم أنه ترك بصمة عندما لعب في صفوف منتخب سوريا.

من هو موفق كنعان؟

يعتبر موفق كنعان أيقونة كروية في تاريخ نادي تشرين الرياضي، ورقمًا صعبًا في منتخب سوريا لكرة القدم، بعد أن مثّله في الثمانينيات، أطلقت عليه الجماهير لقب “الكاتيوشا” ولقّبه المعلّق الرياضي الراحل عدنان بوظو بـ”ثعلب الكرة السورية”.

بدأ موفق كنعان مسيرته الرياضية منذ عام 1975 في نادي النهضة، ولعب للأشبال والناشئين والرجال، ليلعب في نادي تشرين الرياضي بعد أن جرى دمج نادي النهضة والقادسية عام 1977 تحت اسم نادي تشرين الرياضي.

حمل القميص رقم “14”، وعُرف بـ”مهندس الميكانيك”، باقتناصه الأهداف من مختلف الوضعيات.

سجّل كنعان أول هدف في مسيرته مع نادي النهضة للرجال في مرمى نادي الفتوة في منافسات كأس الجمهورية.

ونال “الكاتيوشا” لقب هدّاف سوريا في فئة الأشبال عام 1974 وهدّاف الناشئين مرتين في موسمي 1975- 1976، و1976- 1977، وهدّاف شباب منتخب سوريا موسم 1977- 1978.

نال كنعان لقب هدّاف الدوري لفئة الرجال لثلاثة مواسم متتالية من 1984 ولغاية 1987، وسجّل على التوالي 14 و16 و17 هدفًا.

اللاعب موفق كنعان من مباراة في بطولة الدوري السوري عام 1982 (Issa Haikal/ فيس بوك)

اللاعب موفق كنعان من مباراة في بطولة الدوري السوري عام 1982 (Issa Haikal/ فيس بوك)

كرة القدم بعيون كنعان

عُرف اللاعب كنعان بقلّة ظهوره الإعلامي، وابتعد عن الملاعب بشكل مفاجئ رغم أنه اللاعب الذي عشقته جماهير تشرين.

وفي رده لموقع “eSyria” في تموز 2009، حول الابتعاد عن الملاعب، عزا ذلك إلى “تلوث الجو الرياضي بفيروسات غريبة عن مجتمعنا أثّرت سلبًا على رياضتنا للأسف، حيث افتقد الجيل الذي جاء بعدنا لانتمائه للنادي، وقلّ الولاء والاحترام، وزادت المشكلة مع دخولنا عصر الاحتراف الذي لا يعترف إلا بالمال”.

رفض “ثعلب الكرة السورية” فكرة الاحتراف “السلبي”، الذي يعتمد فقط على المال والعقود، “نحن بشر لنا أحاسيس”، وأيّد الاحتراف بمعناه الحقيقي والدقيق.

الاحتراف، بحسب كنعان، هو الذي يولد التزام اللاعب بإخلاصه لناديه وتعليمات مدربه وحرصه على صحته من حيث الغذاء والنوم وعدم تعريض نفسه ومهاراته لأي ذلة قد تنهي حياته كلاعب.

ورأى كنعان حينها أن تراجع الكرة في سوريا يعود لأسباب عدة، أهمها أن الجو العام المحيط بها، “غير نظيف ولا صحي، ونحن بحاجة ماسة إلى تصفية الطفيليين ممن يؤثرون سلبًا على كرتنا”.

وفي رده على كيف يرى واقع الكرة السورية حينها، قال إنها ضائعة، فقدت هويتها، هي “كالقصيدة الجميلة التي تفتقد للعنوان، في تراجع مستمر لافتقادها للتخطيط السليم”، وحمّل كنعان المسؤولية للقائمين على قيادة الكرة في سوريا، في جميع المنتخبات ومسؤولي الاتحاد والأندية.

ورغم أن كلام كنعان عن واقع الكرة كان قبل أعوام، لم تتغير حتى الآن، إذ تشهد المنظومة الرياضية في سوريا تخبطات عديدة بمختلف منافساتها، وتعرّض الاتحاد الرياضي العام لاتهامات بفقدانه لمنظومة كرة القدم، وفشله في تحقيق نتائج إيجابية، واستخدامه الظروف الحالية في سوريا حجة لتبرير فشله.

كما تتعرض منظومة الرياضة السورية لانتقادات واسعة واتهامات بـ”الفساد والواسطة“، وانتقادات واسعة من جمهور المعارضة السورية، الذين يعتبرون أن الكوادر الرياضية أداة بيد النظام السوري.

اللاعب السوري موفق كنعان (موفق كنعان/ فيس بوك)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة