التطبيقات الإلكترونية خيار طلاب إدلب لمتابعة تعليمهم

أطفال يتلقون تعليمهم في خيمة بإدلب شمالي سوريا - 2018 (يونسيف/ عارف وتد)

camera iconأطفال يتلقون تعليمهم في خيمة بإدلب شمالي سوريا - 2018 (يونسيف/ عارف وتد)

tag icon ع ع ع

توقف الدعم عن مدرسته الواقعة في مخيمات “تلمنس”، شمالي إدلب، وإغلاقها في منتصف العام الدراسي الحالي، لم يمنع الطفل حسام راجي (عشر سنوات) من متابعة تعليمه في خيمته، بمساعدة والدته عبر الهاتف المحمول، مستعينًا بالدروس التي تقدمها تطبيقات عدة.

تقول والدة حسام، نبيلة البر (35 عامًا) لعنب بلدي، “التعليم على الهاتف ليس فعالًا بما يكفي لفهم الدروس جيدًا، لكنه يبقى أفضل من التوقف عن التعليم، خصوصًا وأن حسام مولع جدًا بالدراسة، ويحمل داخله أحلامًا كبيرة لم تقف الظروف القاسية التي خلفتها الحرب من نزوح وفقر في وجه تحقيقها”.

أكثر من 80 مدرسة في المجمعات التربوية بمحافظة إدلب، أغلقت أبوابها مع بداية الفصل الدراسي الثاني هذا العام، بعد أن عمد معلمون لإضراب عام احتجاجًا على انقطاع رواتبهم، وتهميش التعليم والمعلمين الذي لم يعد يحظى بأي اهتمام أو دعم من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية، داعين لإيجاد حل جذري لمشاكلهم المادية، وحاجتهم لرواتب شهرية تساعدهم على العيش الكريم.

وانعكس إغلاق عدد من المدارس في مناطق متفرقة في إدلب بشكل مباشر على الطلاب الذين اضطروا لإيقاف تعليمهم والاتجاه نحو العمل أو الانحراف، وسط الظروف المأساوية التي يعيشونها، في حين اختارت أعداد أخرى من الطلاب الحل الأنسب للمتابعة عبر الاعتماد على تطبيقات التعليم عبر الإنترنت لاستدراك تعليمهم والاستمرار فيه.

هذا ما فعله مروان الجرو (14 عامًا)، وهو طالب في المرحلة الإعدادية، إذ رفض التوقف عن تعليمه تحت أي ظرف.

تقطن عائلة مروان في مخيمات النزوح في دير حسان وأوضاعهم المادية “تحت الصفر”، ما يمنعهم من إلحاق مروان بإحدى المدارس الخاصة في المنطقة ذات الأقساط الشهرية العالية، وهو ما دفع بمروان لإكمال تعليمه عبر جوال والده الوحيد في الخيمة التي يقطنونها.

وعن التطبيقات التي يعتمد عليها مروان في تعليمه يتابع أنها عبارة عن عدة تطبيقات منها “YouTube”، و”Facetime” و”houseparty” و”Zoom” و”Hangouts” وغيرها.

يقول مروان إنه يستفيد من الدروس المقدمة عبر تلك التطبيقات بمتابعتها بشكل مستمر، إلّا أن الأمر لا يخلو من الصعوبات المتعلقة بضعف الإنترنت وانقطاعه أحيانًا، وهو ما يحول دون إكمال الدروس حتى نهايتها.

إضافة لصعوبة شحن الهاتف في بعض الأحيان بسبب انقطاع الكهرباء، نظرًا لاعتماد معظم المخيمات على نظام الألواح الشمسية، التي غالبًا ما تكون قليلة الفائدة في فصل الشتاء والأجواء الغائمة.

من جهته قال عمر الموسى (40 عامًا) وهو موجه تربوي في إدلب إن تراجع التعليم وتضرره نتج عنه نتائج وصفها بـ”الكارثية” على الطلاب في المنطقة.

وأشار الموسى، في حديثه لعنب بلدي، إلى صعوبة تطوير أسلوب التعليم الإلكتروني الذي عادة ما يكون بحاجة إلى شروط تتعلق بتنبيه الأهالي لتقبل الفكرة وتوفير خدمات الإنترنت بشكل دائم والأجهزة الملائمة وامتلاك الطلاب أجهزة خاصة بهم تمكنهم من التعليم باستقلالية.

ومن جهة أخرى، فهو يشجع الطلاب ممن تعذر عليهم إكمال دراستهم في المدارس لأسباب تتعلق بإغلاق المدارس القريبة من مكان سكنهم أو تراجع التعليم فيها نتيجة الغياب المتكرر للمدرسين الذين يعملون بمعظمهم بشكل تطوعي أن يعتمدوا على وسائل تعليمية أخرى عبر الإنترنت وفق الإمكانيات المتاحة لهم لتحصيل تعليمهم وعدم التوقف عن الدراسة ما يهدد مستقبلهم.

اقرأ أيضًا: مديريات ونقابات ومنظمات عاجزة في الشمال آلاف المدرّسين بلا موارد.. مَن المسؤول؟

وبحسب أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فإن نصف المدارس في إدلب مدمرة أو متضررة أو تستخدم لايواء النازحين داخليًا.

وتشير تقديرات المنظمة إلى أن أكثر من 300 ألف طفل متأثرون في المحافظة.

فيما أشارت منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة (يونسكو) إلى فجوات رقمية مروعة واجهت التعليم عن بعد، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل حيث لا تتوفر الأجهزة والإنترنت اللازمين لمتابعة التعليم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة