رجل في الأخبار.. من هو إياد قنيبي الذي يحاضر في “جامعة إدلب”

camera iconالدكتور إياد قنيبي (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أثارت استضافة جامعة “إدلب” للدكتور إياد قنيبي، في محاضرة عبر تطبيق “zoom” جدلًا واسعًا وانقسامًا كبيرًا بين مؤيد للاستضافة ومعارضها.

وظهر الدكتور إياد قنيبي عبر تطبيق “Zoom” بمدرج كلية الطب البشري بجامعة “إدلب”، في 19 من نيسان الحالي، بحضور الكادر الإداري والتدريسي للجامعة إضافة لعدد من الطلبة من أغلب الكليات.

وألقى محاضرة بعنوان ” همٌ يُشعل هِمة”، استمرت أكثر من ساعة ونصف، تمحورت حول “الهموم” التي تشغل بال طلاب كلية الطب في جامعة “إدلب”، وخلقت حادثة استضافته انقسامًا واسعًا وموجة غضب كبيرة، قابلها موجة ترحيب، وفق ما رصدته عنب بلدي من تعليقات عبر “فيس بوك”.

إياد قنيبي كما يعرف عن نفسه

تخرج قنيبي من كلية الصيدلة بجامعة “العلوم والتكنولوجيا الأردنية”، وحصل على شهادة الدكتوراة في علم الأدوية الجزيئي من جامعة “Houston” في ولاية تكساس الأمريكية عام 2003.

ويقول قنيبي إنه ترقى لرتبة أستاذ مشارك (Associate Prof) في جامعة “Houston”، ونشر أبحاثًا علمية عالمية وشارك في براءتَي اختراع في مجال التئام الجروح، ولديه أبحاث منشورة في مجلات عالمية في مجالات دوائية متنوعة.

ألّف كتاب “PharMedTerm“، للمصطلحات الطبية الصيدلانية، ويقول في التعريف عن نفسه إنه أحد ثلاثة مراجعين أكاديميين لأكثر كتب علم الأدوية انتشارًا في العالم، وهو كتاب “Lippincott Illustrated Reviews: Pharmacology”، وذلك في الطبعة السابعة من الكتاب، 2019.

افتتح قنيبي موقع “fixpharma” للعلوم الطبية والصيدلانية، ويعمل حاليًا في كلية الصيدلة بجامعة “جرش”.

بينما أدرج اسمه في كتاب “Lippincott Illustrated Reviews: Pharmacology“، الذي قال إنه أحد ثلاثة مراجعيين أكاديمين له، من بين 52 مؤلفًا مساهمًا.

ولد إياد عبد الحافظ قنيبي في 22 من تشرين الأول 1975 في مدينة السالمية بدولة الكويت من أسرة أردنية، من أصول فلسطينية من مدينة الخليل، متزوج وأب لخمسة أطفال، ويُلقب بـ”أبو الفاروق”.

داعية بجهود شخصية

تلقى قنيبي دروسًا في الفقه الإسلامي في أثناء دراسته الطبية، بجهد شخصي وبقراءة وسماع الدروس والسلاسل لعدد من العلماء، وحصل على إجازة في القرآن بعد أن أتم حفظه، بحسب ما يعرف عن نفسه.

وقرأ كثيرًا لعلماء مسلمين من بينهم “أبو محمد المقدسي” الذي يعتبر أحد منظري تيار “السلفية الجهادية” في الأردن، ويعتبر قنيبي داعية إسلامي، وصف بأنه مقرب من تيار “السلفية الجهادية”، وسُجن أكثر من مرة على خلفية منشوراته الفكرية، وتربطه صلات بـ” أبو محمد المقدسي”.

يقول قنيبي إنه يركز في دعوته على إحسان الظن بالله، وتحويل البلاء إلى نعمة، وله في ذلك سلسلة من 30 حلقة، بالإضافة إلى فقه الواقع والسياسة الشرعية، وله سلسلة من 30 حلقة أيضًا ومقالات وحلقات منوعة.

بالإضافة إلى تأمل القرآن وربطه بالواقع، وتقوية اليقين بالله وبالإسلام وبالحق، والرد على الشبهات، ويملك في ذلك سلسلة مستمرة بعنوان “رحلة اليقين”، وتصحيح بعض المفاهيم والكتب العلمية في مجال علم الأحياء والعلاج الدوائي.

خطاب سلس يثير الجدل

عُرف قنيبي بخطابه القريب من اللغة اليومية الوسطية، البعيدة عن الخطابات المعقدة، الأمر الذي ساعده في ترشيد وعقلنة الخطاب الجهادي، وخلق حاضنة شعبية كبيرة له، واكتساب كثير من الجمهور المحتمل الموافق لبعض أفكار تنظيم “الدولة”.

أثارت خطاباته جدلًا واسعًا بعد أن أبدى مواقف عديدة ولافتة أثارت إشكاليات لمختلف أطراف التيارات الجهادية، إذ انتقد بعض الأفكار لدى أنصار التيار “الجهادي” حول أنفسهم ورفضهم للقضايا الثورية أو الرايات الأخرى أو القضايا الإسلامية المخالفة لتوجهاتهم.

ويعتبر القنيبي من الشخصيات كثيرة الظهور من خلال ما يطرحه من تسجيلات مصورة عبر قناته الرسمية على “يوتيوب”، والتي يواكب من خلالها الأحداث والمجريات في العالم العربي والإسلامي، ومسائل طبية في الأودية ومجالاتها.

اعتقالات.. نقض حكم وإدانة

نشط القنيبي في أثناء دراسته الجامعية وحتى عام 2010 بالدعوة عبر المحاضرات والخطابة في المساجد على مدى أكثر من خمس سنوات، وأوقف بسبب خطبه أربع مرات.

اعتقلته دائرة المخابرات العامة الأردنية، في 15 كانون الثاني 2010 لمدة 20 يومًا، لكنه واصل نشاطه الدعوي والسياسي بعدها إضافة إلى التدريس والبحث في مجال الصيدلة.

اعتقل القنيبي مرة أخرى عام 2013، بسبب تبرعه لحركة “طالبان” الأفغانية، ووجهت إليه محكمة أمن الدولة في الأردن تهمة القيام بأعمال غير قانونية من شأنها “تعكير صفو علاقاتها” بدول أجنبية، وحكم عليه بالسجن عامين ونصف عام بصحبة “أبو محمد المقدسي”، ثم نقضت محكمة التمييز الحكم وأعلنت عدم مسؤوليته عما نسب إليه.

في 16 من حزيران 2015، أوقفته دائرة المخابرات العامة وحولته محكمة أمن الدولة إلى سجن “الموقر 2” شرقي الأردن بتهمة “الترويج لجماعات إسلامية” و”التحريض” على تقويض نظام الحكم في الأردن، على خلفية مقالات نشرها على موقعه “الفرقان” وانتقد فيها سياسات النظام الأردني.

دخل القنيبي في إضراب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله، وحُكم عليه في 7 من كانون الأول 2015 بالسجن ثلاثة أعوام ونصف، ثم خفض الحكم إلى عامين.

وأصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في 19 من كانون الأول عام 2015 بيانًا بشأن سجنه، قالت فيه إن “الحكم بالسجن لمدة سنتين بحق الدكتور إياد قنيبي يشير إلى نهج أكثر صرامة من قبل السلطات تجاه الجرائم المتعلقة بحرية التعبير”.

وقالت حينها، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط، سارة ليا ويتسن، إن ادعاء الأردن احترامه حرية التعبير “ليس ذا مصداقية” عندما يزج تعليق بسيط على “فيس بوك” بصاحبه في السجن لعامين، وطالبت السلطات الأردنية التوقف عن الملاحقات القضائية للخطاب السلمي وضمان ألا تنتهك البلاد الحقوق الأساسية.

رافض لقتال تنظيم “الدولة”

مع بداية ثورات العالم العربي، والحراك الثوري في سوريا، ذاع سيط القنيبي وانتشر كظاهرة مؤثرة، بين أوساط الإسلاميين عامة وأنصار الحركات الجهادية خاصة، والذين تزايدوا مع بداية الحراك الثوري في سوريا.

ورأى أن الفرحة والنصر لن يتمان إلا “بإقامة دولة إسلامية رشيدة تحتضن كافة أبناء المسلمين، دون استبداد أو تعنت وتكون السيادة للشريعة”.

ورغم اقتراب القنيبي من تيار “السلفية الجهادية” فكريًا حتى وُصف معها بأنه من أبرز منظري هذا التيار، لكنه يُعرف عن نفسه بأنه لا ينتمي إلى تنظيم إسلامي معين، ولا يحب أن يسمى بـ”الشيخ”، يفضل أن يكون “أخًا”.

“أبو محمد المقدسي” هو أردني من أصل فلسطيني يعتبر من أبرز منظري تيار السلفية الجهادية اشتهر بسبب نشره لكتاب يكفر الدولة السعودية، وسجنته السلطات الأردنية مرات كثيرة بسبب آرائه، واعتبر أستاذ لـ”أبو مصعب الزرقاوي”(قيادي أردني في تنظيم “القاعدة”) عندما جمعهما السجن.

لاقى خطاب قنيبي اتهامات عديدة رآها البعض أنها تخفي خصومة وإيديولوجية ومنحازة لفكر “الدولة الإسلامية”، أبرزها حين رفض قتال تنظيم “الدولة” ولا أي فصيل حتى لو بغى، بعد أن هاجم التنظيم فصائل المعارضة السورية عام 2014.

برر القنيبي حينها رفضه قتال التنظيم بأن المسألة ليست عاطفة أو اختيارًا شخصيًا أو أهواء، مستشهدًا بآية “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر اللَّه”، وأثار موقفه واستخدامه الآية غضب الفصائل، واتهاماتهم بأنه استخدمها في غير موضعها.

وفي حواره مع قناة “الغد العربي” في آب 2014، برر قنيبي أن قتال أي فصيل إسلامي في الثورة االسورية لن يجعله يعود إلى أمر الله، فهي حالة معقدة فيها تدخلات استخباراتية إقليمية عديدة، فقتالهم “فتنة”.

تراجع عن تأييد التنظيم

الجدل لم يتوقف حول موقف قنيبي السابق من رفض قتال الفصائل لتنظيم “الدولة الإسلامية”، إذا لا تزال بعض فصائل المعارضة تعتبره “تكفيريًا مناصرًا للتنظيم الذي استباح دماء الفصائل”، ليظهر في تسجيل مصور في 3 من نيسان 2021، ويشرح موقفه من التنظيم.

وأوضح أن موقفه القديم والحديث هو أنه تبرأ وبرأ الإسلام من ظلم وانحراف قام به التنظيم من تكفير لكثير من لمسلمين واستباحة دمائهم، معتبرًا قنيبي نفسه أنه أكثر من نقد التنظيم نقدًا شرعيًا بالأدلة، وبيّن عدم تمثيله لمفاهيم “الجهاد والخلافة، وأنه تحمل الأذى في سبيل ذلك”.

ونفى قنيبي أنه أيّد التنظيم في أي يوم من الأيام حتى يتراجع، ونفى أن يكون قد خُدع بالتنظيم فترة ثم اكتشف حقيقته، موضحًا أن أي ثناء من قنيبي على موقف سابق هو على موقف محدد فيه نصر للمسلمين.

وأرجع قنيبي سبب نفور كثيرين عن الانضمام للتنظيم وانشقاق العديد من أفراده، إلى خطابه الذي تناول فيه الإقناع بالأدلة الشرعية، الذي وصف بـ”المنصف”، مضيفًا أن الشباب الذين كانوا يتطلعون لإقامة دولة إسلامية كانوا يحتاجون إلى من يقنعهم بانحراف التنظيم، حسب وصفه.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة