خالية من الضرائب وتعمل بـ”الوقود المشفر”

رئيس السلفادور يكشف نموذج مدينة بيتكوين “الفاضلة”

camera iconرئيس السلفادور، نجيب بوكيلة، مرتديًا قبعة بيضاء يقف أمام نموذج المدينة الرقمية (Nayib Bukele/ Twitter)

tag icon ع ع ع

كشف رئيس السلفادور الفلسطيني الأصل، نجيب بوكيلة، عن الشكل الذي ستبدو عليه مدينة “بيتكوين” التي لم يتم بناؤها بعد، مؤكدًا أن تطويرها “يأتي بشكل جميل”.

ونشر بوكيلة على حسابه في “تويتر”، الثلاثاء 10 من أيار، صورًا لنماذج مصغرة للمدينة التي تعمل بـ”الوقود المشفر”، والتي سيتم بناؤها بالقرب من بركان كونتشاغوا، على خليج فونسيكا جنوب شرقي الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.

يأتي الكشف عن التصميمات المعمارية والصور التوضيحية لمدينة “بيتكوين”، التي قدمها المهندس المعماري فرناندو روميرو إلى حكومة السلفادور، وسط هبوط حاد في سوق العملات المشفرة، التي انخفضت قيمتها بأكثر من 50% منذ أعلى مستوى لها على الإطلاق في تشرين الثاني 2021.

وأظهر المهندس المكسيكي روميرو، وصهر الملياردير من أصول لبنانية كارلوس سليم، سابقًا، في عرض تقديمي، مدينة دائرية تضم ثماني مناطق تطوير على الأقل في شكل محيط.

وكان بوكيلة أعلن عن خطط حكومته لتطوير مدينة “بيتكوين” لأول مرة في مؤتمر أمريكا اللاتينية منذ ستة أشهر، على أمل تشجيع النمو الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي.

يعد بوكيلة أحد أبرز المدافعين عن العملة الرقمية، إذ استثمر ملايين الدولارات من الأموال الحكومية في العملة المشفرة، وأصبحت السلفادور في عهده أول دولة في العالم تتبنى عملة “بيتكوين” كعملة رسمية عام 2021.

مدينة وصفها بعض المتحمسين بأنها “المدينة الفاضلة المشفرة”، لخلوها من الضرائب، سواء على الممتلكات أو الدخل أو البلدية، ولن ينتج عنها أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى امتلاكها مطارًا.

https://twitter.com/nayibbukele/status/1523800155060797441?s=20&t=Coqos8SimnLfKLayGd8qJg

سيتم استخدام الطاقة الحرارية الجوفية من البركان لتشغيل المدينة، وكذلك لتعدين عملة “بيتكوين”، وهي عملية كثيفة الاستهلاك للطاقة لتوليد وحدات جديدة من العملة المشفرة.

تعقيدات التمويل ومخاطر العملة الرقمية

صرح بوكيلة، سابقًا، أنه يهدف إلى الحفاظ على المدينة واقفة على قدميها من خلال استخدام الدخل الفائض من عملة “بيتكوين” على وجه الخصوص.

ومن المقرر تنفيذ العمل على منحدرات بركان كونتشاغوا، في مقاطعة لا أونيون، باستثمار قدره 500 مليون دولار أمريكي.

ستقدم السلفادور مليار دولار في شكل سندات رمزية مدتها عشر سنوات للحصول على السيولة، وستدفع السندات فائدة سنوية بنسبة 6.5%، وستدر أرباحًا بعد خمس سنوات عندما يتم بيع نصف رأس المال بالكامل، وفق آلية إقراض جماعي تستند إلى الاعتقاد بأن عملة “بيتكوين” ستستمر في الارتفاع.

ويعتبر التمويل معقدًا، لأنه يعتمد على إيداع ألف مليون دولار أمريكي في سندات “بيتكوين”، التي تخلت عنها الحكومة السلفادورية، وتعاني السلطات من ظروف معاكسة في الأسواق نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

علاوة على ذلك، أظهر سعر “بيتكوين” علامات التراجع مع وصوله، في 9 من أيار الحالي، إلى أدنى مستوى له منذ تموز 2021، مع إغلاق السوق عند 30 ألف دولار أمريكي.

وعندما أعلنت السلفادور عن مدينة “بيتكوين” في تشرين الثاني 2021، كان سعر العملة المشفرة أكثر من 56 ألف دولار أمريكي.

إقرأ أيضًا: اضطراب سوق العملات الرقمية يستمر وسط جهود لمحاربة التضخم

تدهورت التوقعات المالية للسلفادور بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة، وأثار اعتماد “بيتكوين” شكوكًا في الأسواق المالية التقليدية، وانخفضت أسعار السندات السلفادورية بنسبة 15% في نيسان الماضي وحده.

لكن بوكيلة لا يزال مخلصًا لالتزامه تجاه “بيتكوين”، وأضاف، في 9 من أيار الحالي، 500 عملة أخرى من “بيتكوين”، بقيمة 15.5 مليون دولار إلى خزائن الحكومة، ليصبح المجموع 2.301 عملة، تم شراؤها منذ إعلان “بيتكوين” عملة رسمية للبلاد.

واشترت السلفادور عملة “بيتكوين” بمتوسط ​​سعر 30744 دولارًا، وفقًا لتغريدة الرئيس بوكيلة، ليصل إجمالي احتياطي الدولة إلى حوالي 71.7 مليون دولار بالأسعار الحالية، بناء على البيانات التي تتبعها “بلومبرج”.

https://twitter.com/justinsuntron/status/1523922310511534081?s=20&t=Coqos8SimnLfKLayGd8qJg

تعد هذه الخطوة الأحدث والأكبر في سلسلة من عمليات الشراء على مدى الأشهر التسعة الماضية، إذ ضاعف الرئيس بوكيلة، الذي ربط مصيره السياسي بنجاح تجربة “بيتكوين” في البلاد، رهانه على العملة الرقمية، مع انخفاض سوق العملات الرقمية.

في كانون الثاني الماضي، دفع صندوق النقد الدولي السلفادور للتخلي عن “بيتكوين” كعملة قانونية، وأكد مديرو الصندوق أن هناك مخاطر كبيرة مرتبطة باستخدام “بيتكوين” على الاستقرار المالي، والسلامة المالية، وحماية المستهلك، فضلًا عن الالتزامات المالية الطارئة المرتبطة بها.

يتضمن جزء من انتقال السلفادور على الصعيد الوطني إلى عملة “بيتكوين”، إطلاق محفظة افتراضية وطنية تسمى “Chivo” تقدم معاملات دون رسوم، وتسمح بالدفع السريع عبر الحدود.

بالنسبة لدولة لا يتمتع 70% من مواطنيها بإمكانية الوصول إلى الخدمات المالية التقليدية، يُقصد من “Chivo” تقديم وسيلة تنقل مريحة لأولئك الذين لم يكونوا من قبل جزءًا من النظام المصرفي.

اتفق مديرو الصندوق على أن محفظة “Chivo” الإلكترونية يمكن أن تسهل وسائل الدفع الرقمية، وبالتالي تساعد على “تعزيز الشمول المالي”، على الرغم من أنهم أكدوا الحاجة إلى “تنظيم ورقابة صارمة”.

أبلغ العديد من السلفادوريين عن حالات سرقة الهوية، إذ يستخدم المتسللون رقم هويتهم الوطنية لفتح محفظة “Chivo” الإلكترونية، من أجل المطالبة بقيمة 30 دولارًا من عملة “بيتكوين” المجانية التي تقدمها الحكومة كحافز.

أظهر تقرير نشره المكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية في نيسان الماضي، أن 20% فقط ممن قاموا بتنزيل المحفظة استمروا في استخدامها بعد إنفاق مكافأة قدرها 30 دولارًا، واعتمد البحث على “مسح تمثيلي وطني” شمل 1800 أسرة.

تحاول السلفادور منذ أوائل عام 2021 الحصول على قرض بقيمة 1.3 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وهو جهد يثير التوتر بسبب الخلاف بشأن عملة “بيتكوين”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة