تفاصيل جديدة تثير الشكوك حول “انتحار” الخوري جورج حوش

camera iconالشيخ دريد قادرو والخوري جورج حوش- 31 من أيار 2014 (الحملة الوطنية/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

لا تزال الأصوات التي تشكّك بحادثة انتحار الخوري جورج حوش تظهر تباعًا، سواء عبر منشورات على صفحات ومواقع في وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر تعليقات في بعض المنصات، فحواها أن ما حدث “جريمة أو عمل مدبّر”.

وأعاد منشور عبر “فيس بوك” الحديث عن قضية انتحار الكاهن (الخوري) جورج رفيق حوش، داخل كنيسة للروم الأرثوذكس في سوريا، بأنها حادثة قتل مقصودة وليست انتحارًا.

وشهدت مدينة اللاذقية، في 6 من نيسان الماضي، حادثة انتحار الخوري جورج، بعد أن أطلق النار على نفسه داخل كنيسة “القديس جاورجيوس” (مار جرجس)، الموجودة في سوق “الصاغة” قرب حي العوينة.

ماذا حدث؟

أطلق الخوري جورج النار على نفسه داخل الهيكل (المذبح) في أثناء التحضير لتأدية الصلاة، والشعائر الدينية، بحسب مصادر خاصة لعنب بلدي أوضحت أن الأسباب الأولية للحادثة هي تجميد صلاحيات الخوري حوش من قبل المطران المتروبوليت أثناسيوس فهد، بحسب المصادر.

تبعها بساعات إصدار أبرشية اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس، بيانًا ذكرت فيه أن الخوري حوش أنهى حياته نتيجة ضغوطات مادية ونفسية واجتماعية، في حين ذكرت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري، أن هيئة الكشف الطبي والقضائي حضرت، وتبيّن أن سبب الوفاة صدمة رضية نازفة تالية لطلق ناري نافذ بالصدر باتجاه الظهر.

ومن خلال التحقيق، تبيّن إقدام الخوري على إطلاق النار على نفسه من مسدسه الخاص “عيار 7.5 مم”، بسبب ضغوطات نفسية واجتماعية، إذ عُثر بحوزته على قصاصات ورقية مكتوبة بخط يده تؤكد ذلك، وفق وزارة الداخلية.

وجرت مراسم دفن الخوري حوش في مقبرة بجانب كنيسة “مار إلياس” بحي الفاروس وسط مدينة اللاذقية، في 7 من نيسان الماضي، بعد الانتهاء من مراسم جنازته في نفس الكنيسة.

مراسم دفن حوش في لم تحظَ بحضور كبير، لأن كنيسة الروم الأرثوذكس لم تصدر نعيًا حول وقت الدفن وإجراءات المراسم.

اتهامات.. من القاتل؟

تنشط صفحة عبر “فيس بوك” تُدعى “Soldiers of Christ” (جنود المسيح)، مهتمة بشؤون الطائفة المسيحية، وتنتقد في منشوراتها ممارسات رجال الدين في الكنيسة.

ذكر منشور “جنود المسيح” دخول شخصين إلى كنيسة “مار جرجس” قبل عشر دقائق من حادثة “قتل” الخوري جورج حوش، مع تأكيد المعلومات من جهات رسمية في النظام السوري.

المُتهم الأول بقتل الخوري حوش مُتابع بحسب منشور “جنود المسيح” منذ شهر كامل بشكل سري ويُدعى أحمد علي خيربيك (33 عامًا)، ينحدر من قرية السنديانة في اللاذقية.

خيربيك مجند ضمن صفوف “الفرقة الثالثة” في قوات النظام يقاتل تحت راية “درع القلمون” (وهو فصيل أو ميليشيا شكّلها بعض العناصر في جبال القلمون للقتال مع النظام السوري)، في حين ذكر المنشور أن الشخص الثاني لم تكتمل المعلومات والتفاصيل عنه.

وأكّد المنشور وجود ثلاث طلقات فارغة، دون وجود آثار أو بقايا مواد متفجرة على يد الخوري حوش، ووجود طلقة في حائط الهيكل داخل الكنيسة دليل، بحسب “جنود المسيح”، على وجود عملية تصويب متعمدة، وحين عاد عناصر الأمن مرة ثانية إلى المكان، أُخفي مكان الطلقة بصورة جدارية.

ما أسباب “القتل”؟

تحفّظ المنشور عن ذكر الأسباب الكاملة، في حين أشار إلى أن سبب “مقتل” الخوري جورج حوش كونه شاهدًا على عملية تهريب آثار يديرها “حيتان البلد”، واستُدعي حوش قبل وفاته بفترة قصيرة إلى أحد الأفرع الأمنية لدى النظام.

وطالب “جنود المسيح” بتدخل رئيس النظام، بشار الأسد، لكشف ملابسات وأسباب “القتل”.

وطرح المنشور عددًا من الأسئلة التي دعا المسؤولين للإجابة عنها، تمحورت حول التأخير في طلب الإسعاف فورًا، وانتظار حوالي 45 دقيقة بين لحظة إطلاق النار وانتهاء الصلاة، ونوّه إلى أن اسم “القاتل” المذكور أصبح برسم السلطات المعنية في حال أرادت التحقق من المعلومات الواردة، بالإضافة إلى عدة تساؤلات عن عدم فتح تحقيق، والجزم فورًا بأن الحادثة “انتحار”، وعدم  إصدار نعي من قبل كنيسة الروم الأرثوذكس حول وقت الدفن وإجراءات المراسم.

اقرأ أيضًا: جورج حوش.. قصة رجل “المصالحات” الذي نبذته الكنيسة

وكانت صفحة “جنود المسيح” نشرت، في 30 من نيسان الماضي، صورًا لآثار وصفتها بـ”اللغز” الذي يكمن وراءه بعض قضايا الانتهاكات بحق رجال الدين المسيحيين في سوريا، وأبرزها حادثة الخوري حوش، وراهبات معلولا، وفقدان مطراني حلب بوليس يازجي ويوحنا إبراهيم.

أسئلة تتطلّب الإجابة

رغم كثرة الأصوات وتعدد المنشورات التي تطالب بالإجابة عن الأسئلة وإظهار توضيحات أكثر حول الحادثة، لم تصدر المطرانية أو سلطات النظام أي تعليق حول الجدل الحاصل في قضية الخوري حوش.

وكان كاهن الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية في السويد، الكاهن سبيريدون طنوس، حمّل المطرانية المسؤولية في حادثة انتحار الخوري حوش، وتحدث عن قضية الانتحار متسائلًا عبر “فيس بوك“، “الخوري جورج انتحر أو قُتل”.

وأوضح طنوس، في 8 من نيسان الماضي، أنه لا يعرف الحقيقة، لكن ما يعرفه أن حوش هو كاهن، وإن كانت لديه مشكلات، فهذه مسؤولية مطرانه ومن ثم البطريركية لمعالجة أي مشكلة، وهو لسنوات طوال كان كاهنًا يخدم في كنيسة أنطاكيا، وطرح بعض الأسئلة التي رآها مهمة وبحاجة إلى جواب واضح من بطريركية أنطاكيا، وهي:

إن كان “فرضًا” أن حوش لديه وضع نفسي خاص، أو اجتماعي، أو مالي، أو أي شيء من ذلك، لماذا لم تعالجه بطريركية أنطاكيا؟ وهي المسؤولة المباشرة عن حياة الكهنة، بحسب تساؤلات طنوس.

وأشار طنوس في منشوره إلى أن كثيرًا من الكهنة اتصلوا به وبغيره من الكهنة في الغرب كي يجدوا لهم مخرجًا لمغادرة سوريا، والخلاص من “التعسف والاضطهاد الممارَس في بطريركية أنطاكيا”، وطلب طنوس الرد والإجابة عن أسئلته من قبل بطريركية أنطاكيا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة