جرّاء الجفاف وغلاء سعر الأعلاف

تراجع حاد في إنتاج الألبان ومشتقاتها بالرقة

camera iconمحل لبيع الألبان والأجبان في الرقة- 5 من آذار 2022 (عنب بلدي/حسام العمر)

tag icon ع ع ع

الرقة- حسام العمر 

لا تبدو جازية الصالح (43 عامًا) راضية عما آلت إليه حال أغنامها، تتنقل بين رؤوس الماشية تتفقدها، مرددة عبارة “الغنم جوعانة منين الحليب”، في إشارة منها إلى أسباب تراجع كمية الحليب التي تنتجها أغنامها.

جازية التي تعيش مع أفراد أسرتها في مزرعة بدر شرقي مدينة الرقة، تملك نحو مئة رأس من الأغنام، حاولت الحفاظ على هذا العدد خلال السنوات الماضية، بحسب ما قالته لعنب بلدي، لكنها تصف هذا العام بأنه الأشد وطأة على الأغنام وعلى إنتاجيتها من الحليب.

وتراجعت إنتاجية الألبان ومشتقاتها في أرياف الرقة، حيث تعتمد في معظمها على الثروة الحيوانية التي يربيها السكان، وهي المهنة الثانية التي يعمل بها أهالي المنطقة بعد الزراعة.

وأرجع مربو أغنام أسباب تراجع إنتاجية الحليب والألبان، إلى ظروف الجفاف التي تعاني منها المنطقة منذ قرابة ثلاثة أعوام متتالية، والغلاء الكبير الذي أصاب معظم المواد العلفية.

وقالت جازية، إنها كانت تجمع خلال الشهر الواحد قرابة 20 كيلوغرامًا من السمن البلدي (الحيواني)، تبيعه لأسواق مدينة الرقة، لكن منذ عدة أشهر مضت، لا تستطيع أن تجمع حتى خمسة كيلوغرامات لذات المدة التي كانت تجمع فيها الكمية السابقة.

ويلجأ مربو الماشية في الرقة إلى بدائل عن الأعلاف، مثل الخضار والفواكه التالفة، أو بيع بعض رؤوس الماشية لإطعام أخرى، بعد ارتفاع كبير في سعر المواد العلفية، وعجز معظم المربين عن تأمينها لأغنامهم.

ووصل سعر كيلوغرام الشعير إلى نحو 1800 ليرة سورية (46 سنتًا أمريكيًا)، وسعر مادة النخالة (قشر القمح) إلى 1300 ليرة سورية (33 سنتًا)، ويحتاج رأس الماشية الواحد إلى نحو كيلوغرامين إلى ثلاثة كيلوغرامات بشكل يومي.

ويوجد في مدينة الرقة موقعان رئيسان لمتاجر بيع الألبان والأجبان، الأول يسمى سوق المزارع، بالقرب من دوار الدلة وسط المدينة، والآخر في شارع القوتلي قرب الساعة، ويعتبر أحد أقدم أسواق الرقة.

انعكاس على الأسواق

عبد الكريم السلمو (50 عامًا)، وهو صاحب محل لبيع الألبان ومشتقاتها في شارع القوتلي بمدينة الرقة، قال لعنب بلدي، إن تراجع إنتاجية الألبان بات واضحًا هذا العام، من خلال كمية الحليب القليلة التي يتم بيعها في أسواق الرقة مقارنة بالأعوام الماضية.

وأشار عبد الكريم إلى أنه خلال الأعوام الماضية كان يشتري يوميًا نحو نصف طن من اللبن والحليب والجبن والسمن البلدي من مربي الماشية في ريف الرقة، ويبيعها في محله، لكن خلال هذه الفترة لا يستطيع شراء حتى نصف الكمية السابقة بسبب قلة الإنتاج.

وكانت “اللجنة الاقتصادية” و”لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني” تعولان على معمل الأعلاف لتقليل حجم خسائر مربي الماشية، عبر بيعهم الأعلاف بأسعار مناسبة، لكن الإمكانيات المحدودة وقلة الموازنة المتاحة أخّرت الانتهاء من تأهيل معمل العلف، بحسب تصريح عضو في “اللجنة الاقتصادية”، تحفظ على ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث إلى الإعلام.

وأشار عضو “اللجنة” إلى أن المنطقة تواجه خطرًا يهدد أمنها الغذائي، وتحتاج سريعًا إلى استثمارات عاجلة، لا سيما في القطاع الزراعي وقطاع الثروة الحيوانية لإنقاذ ما تبقى قبل فوات الأوان، على حد قوله.

وأحصت “لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني” عدد المواشي في الرقة، وبلغ عدد الأغنام والماعز مليونًا و600 ألف رأس، و6300 رأس من الإبل، و6000 رأس من الأبقار، بالإضافة إلى أعداد من الخيول والماعز الشامي، وفقاً لما نقلته وكالة “نورث برس” عن مسؤول في “اللجنة” نهاية شباط الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة