فرصة الأساطير الأخيرة في المونديال

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

أقفلت منافسات الأندية الأوروبية وبطولاتها الموسم القوي والمتعب والمليء بالمفاجآت، المفاجآت بابتعاد أندية مهمة ومدججة بالنجوم عن المنصة الأوروبية، وبقائها أو عودتها إلى المنصة المحلية فقط، فيما ازداد تعثّر بعض الفرق من البوابة الاقتصادية والفنية، فدخلت دوامة البحث عن التمثيل الأوروبي للموسم المقبل، كما حال اليوفي في إيطاليا وبرشلونة في إسبانيا، بينما انجرفت بعض الأقدام إلى وحل بطولات الظل والبريستيج كما حصل مع نادي مانشستر يونايتد والأرسنال مجددًا في إنجلترا.

وحتى بداية الموسم المقبل، تبدو حصة المنتخبات في التحضير للمونديال أو إكمال التصفيات هي الأبرز والأقوى لإظهار التنافسية عند بعض النجوم، وترجيح عديد الصفقات المهمة قبل الوصول إلى المونديال.

أُنجزت بعض الصفقات، ومنها بقاء كيليان مبابي في باريس سان جيرمان، وتحول إيرلينغ هالاند من صفوف دورتموند إلى مانشستر سيتي، وانتقال روديغر من مجلد البلوز تشيلسي باتجاه مجلد النادي الملكي في إسبانيا، واليوفي يحضر آخر بنود الصفقة الخاصة باللاعب الفرنسي بوغبا، فيما لم تتضح خطوات انتقال أو بقاء ساديو ماني نجم ليفربول، ورحيل أو استمرار ليفاندوفسكي في صفوف البايرن فالميركاتو الصيفي طويل.

ما أريد الإشارة إليه باختصار هو حال النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. موسم للنسيان بتفاصيل وجودهما في باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد، بعد خروج سريع ومفاجئ بصفقات الميركاتو، إذ تأخر النجمان في التأقلم والعطاء لعدة أسباب تختلف بين ظروف كل منهما في مكانه، فحققا أهدافًا قليلة وصنعا أهدافًا قليلة أيضًا، وسط خروج سريع من دوري أبطال أوروبا للناديين، بينما يلعب اليونايتد بالموسم المقبل في اليوروبا ليغ، وهذا موقف صعب في رحلة الدون البرتغالي خلال السنوات الأربع الأخيرة، فيما يبدو ليونيل أفضل حالًا بالتتويج بلقب الدوري الفرنسي، الذي لا يضاهي البريميرليج إلا بأسماء بعض النجوم في الأندية لا أكثر.

في الحقيقة، أظهرت السنوات الأخيرة قدرة النجمين بشكل أكبر على صعيد المنتخب الأول في البرتغال والأرجنتين، كريستيانو ما زال محطمًا للأرقام وللمراكز في التهديف والمشاركة، ونقل البرتغال مع جيل جديد إلى المنافسات الدولية، ولو كان الأمر يحتاج إلى “عملية جراحية”، كما في ملحق المونديال بعبوره من تركيا ومقدونيا الشمالية نحو البطولة من دون أن يصطدم بالمنتخب الإيطالي، الذي خسر وبشكل صاعق من مقدونيا في نصف نهائي الملحق.

وفيما يخص ليونيل ميسي، فمنتخب التانجو يقدم أفضل المشاركات والنتائج بعد 25 عامًا من تذبذب الأداء وانعدام الاستقرار، الأرجنتين بلغت المونديال بنتائج طيبة خلف البرازيل، وحصدت لقب كوبا أمريكا في الصيف الماضي على حساب البرازيل وعلى أرضها أيضًا.

وقبل أيام وضمن حالة البريستيج الدولية، تفوّق ميسي ورفاقه على جيل مانشيني الأوروبي الإيطالي بثلاثة أهداف نظيفة على ملعب “ويمبلي”، ما يسمح بترشيح الأرجنتين معنويًا وبالأرقام لتكون رقمًا صعبًا في المونديال.

ومن هنا يجب علينا القول، إن منافسات المونديال المقبلة في الدوحة ستحتضن كريستيانو بعمر 37 عامًا وليونيل بعمر 34، أي أن المونديال المقبل قد لا يشهد وجود النجمين أو تكون المشاركة “تكريمية” ضمن صفوف المنتخب الأول.

إذًا، هي الفرصة الأخيرة لكريستيانو الذي طوى صفحات مهمة في كرة القدم بألقاب جماعية وفردية وأرقام أسطورية مرعبة ما عدا لقب كأس العالم، وأيضًا لميسي الذي خطف الأبصار من خلال إنجازاته وحيازته عددًا كبيرًا من الألقاب والجوائز ضمن مختلف البطولات والمنافسات على مستوى الأندية والمنتخب، وكاد أن يلامس كأس العالم في البرازيل 2014، لولا أن الماكينات الألمانية حرمت بلاد الفضة من اللقب.

الفرصة موجودة، وكل منهما بعطائه وقدرته على القيادة والمنافسة والتقدم، لننتظر مونديال الدوحة، فكما كسبنا وجود ليونيل ورونالدو مرة جديدة في أقوى بطولات الكرة الأرضية، سنشد الرحال جميعًا مع حظوظ الأساطير، فلربما يسبق أحدهما الآخر نحو منصة التتويج الأغلى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة