تحركات عسكرية في الشمال السوري على وقع اجتماع ثلاثي في طهران

عنصران في "تحرير الشام" قرب خطوط التماس في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي - 19 تموز 2022 (أمجاد)

camera iconعنصران في "تحرير الشام" قرب خطوط التماس في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي - 19 تموز 2022 (أمجاد)

tag icon ع ع ع

تشهد خطوط التماس المشتركة بين “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد) المدعومة أمريكيًا، و”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، توترات أمنية وعسكرية ارتفعت حدّتها مؤخرًا، ويعلن كلا الطرفين عن استهداف عناصر من الطرف الآخر.

الأمر لا يقتصر على أرياف حلب وشمال شرقي سوريا، إنما تشهد خطوط التماس بين مناطق سيطرة النظام السوري وحلفائه، وما يقابلها من مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا، التي تشمل أرياف إدلب وجزءًا من ريف حلب الغربي وسهل الغاب، شمال غربي حماة، تحركات عسكرية وتوترات أمنية أيضًا.

وتزامنت التحركات العسكرية مع لقاء روسي تركي إيراني على مستوى الرؤوساء، ضمن إطار عملية “أستانة” في العاصمة الإيرانية طهران.

خطوط التماس متوترة شمال شرقي سوريا

استهدفت طائرة مسيّرة تركية موقعًا عسكريًا لقوات النظام السوري اليوم، الثلاثاء 19 من تموز، في مدينة تل رفعت شمالي حلب، لليوم الثاني على التوالي، وأسفرت عن تسجيل إصابات.

وذكرت مراصد عسكرية عاملة في الشمال السوري، أن طائرة مسيّرة تركية من نوع “درون” استهدفت نقطة عسكرية لقوات النظام السوري في تل رفعت، وأسفرت عن إصابة عنصرين أحدهم برتبة ملازم يدعى، علي خضور.

وأكدت المواقع الموالية لـ”قسد” والمقربة منها عملية الاستهداف والإصابات، في حين لم تعلّق وسائل إعلام النظام السوري على الاستهداف حتى لحظة إعداد هذا الخبر.

ويأتي الاستهداف لليوم الثاني على التوالي، بعد أن استهدفت طائرة مسيّرة تركية نفس الموقع، الاثنين 18 من تموز، دون تسجيل إصابات بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات.

كما يستمر الجيش التركي بالدفع بتعزيزاته العسكرية إلى شمالي حلب ضمن استعدادات الجيشين التركي و”الوطني” لشنّ عملية عسكرية ضد “قسد”، والتي تكرر الحديث عنها مؤخرًا بأنها تستهدف مناطق منبج وتل رفعت، بحسب شبكات محلية.

ونشرت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، الاثنين 18 من تموز، مجموعة صور قالت إنها لتعزيزات عسكرية من قوات النظام نحو مواقع في مدينتي عين عيسى شمالي الرقة، ومنبج وعين العرب (كوباني) شرقي حلب.

كما ذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام أن “الجيش السوري” يواصل تعزيز وتوسيع نقاط انتشاره في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، واستقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط منبج، وفق خطط استكمال إغلاق جبهات القتال ولمواجهة أي “عدوان” باتجاه تل رفعت ومنبج.

إدلب.. استهداف شبه يومي واستعداد عسكري

الإعلان عن استهداف عناصر أو مواقع ونقاط للنظام أصبح بوتيرة شبه يومية مؤخرًا في أرياف إدلب، بعد أن اعتادت غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تدير العمليات العسكرية في إدلب، الإعلان عن عملياتها العسكرية من خلال غرفها ومجموعاتها على تطبيق “تلجرام”، بشكل دوري ومتقطع.

وأعلنت “سرايا الهاون” في “الفتح المبين” استهداف مواقع للنظام السوري في محور ريف حلب الغربي، وذكرت أنها حققت إصابات مباشرة، كما استهدفت “سرايا القنص” في “الفتح المبين” عنصرًا من قوات النظام على محور جوباس بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفق ما أعلنت عنه اليوم.

ودخلت تعزيزات عسكرية تركية، مساء الاثنين 18 من تموز، من معبر “باب الهوى” الحدودي، باتجاه ريف إدلب الجنوبي، ويضم الرتل سبع دبابات وعشر عربات مصفحة مخصصة لنقل الجنود، بالإضافة إلى شاحنات تحمل مواد لوجستية، وصهاريج مخصصة للوقود.

مصدر عسكري في “جيش الأحرار” العامل في عدة نقاط عسكرية في إدلب، أوضح في حديث لعنب بلدي، أن هناك استعدادات عسكرية مكثفة مؤخرًا يجريها الفصيل بشكل خاص، وبقية الفصائل بشكل عام، وسط تسارع الحديث عن مساعٍ لـ”تحرير مناطق أخرى”.

وفي 15 من تموز الحالي، أشار القائد العام لـ”تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني“، إلى وجود عمليات “تحرير مناطق قريبًا”، دون الحديث عن عملية عسكرية أو معركة، وذلك خلال لقائه أعضاء حكومة “الإنقاذ” المظلة السياسية لـ”الهيئة”.

من جهتها قوات النظام وروسيا كثّفت استهدافها لمدن وبلدات شمال غربي سوريا منذ بداية تموز الحالي، واستهدفت القوات المتمركزة في الحواجز المحيطة بخطوط التماس، في 18 من تموز، قرية الهباطة بريف حلب الغربي بصواريخ من نوع “الفيل”.

واستهدفت قوات النظام، الأحد 17 من تموز، بقذائف المدفعية حرش قرية بينين، ومحيط قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، ونشر “الدفاع المدني السوري” تسجيلًا مصوّرًا حول قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف أطراف مدن وبلدات بريف إدلب الجنوبي، وهي كنصفرة والفطيرة وبينين، وقريتي كفر تعال وتديل بريف حلب الغربي، دون تسجيل إصابات.

التحركات جاءت قبيل اجتماع روسي تركي إيراني على مستوى الرؤساء، ضمن إطار عملية “أستانة”، إذ يستضيف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، نظيريه الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء 19 من تموز، في قمة مُخصصة لملف سوريا في طهران.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة