ماذا تعرف عن تحليل “ASLO”

tag icon ع ع ع

كثيرًا ما نسمع عن تحليل “ASLO” الذي يسميه بعض الناس خطأ بتحليل الروماتيزم، ويعتبرون ارتفاعه سببًا لآلام المفاصل، بل وكثيرًا ما يتم تشخيص المرض على أنه حمى رثوية لمجرد وجود ارتفاع بقيمة “ASLO”، ويتم وضع المريض على البنسلين المديد لأشهر دون حاجة، فالحقيقة أن هذه المعلومة غير صحيحة، لذلك لا بد من التعريف بهذا التحليل ومدلولات نتائجه.

ما تحليل “ASLO”

يشير “ASLO” (Antistreptolysin O Test) الذي يُعرف أيضا باختصار “ASO” إلى تحليل يبحث عن وجود الأجسام المضادة في الدم للجراثيم العُقديّة من النوع “O”، والتي ينتجها الجهاز المناعي في الجسم عند الإصابة بالجراثيم العُقديّة من المجموعة “A”  (Streptococcus A)، حيث تعمل هذه الأجسام المضادة ضد إنزيم سام تفرزه هذه الجراثيم يسمى “ستربتوليسين O”، ويبدأ إنتاج هذه الأجسام المضادة بعد حوالي أسبوع من التعرض للعدوى الأولية، وتبلغ ذروتها خلال 3- 5 أسابيع من المرض، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع بقاء إمكانية الكشف عنها من خلال تحليل “ASLO”.

والجراثيم العقدية “A” من أكثر الجراثيم شيوعًا في التهابات الحلق والالتهابات الجلدية، ولا تعتبر العدوى بها خطيرة إذا ما عولجت بالشكل الصحيح، فالعلاج بالمضاد الحيوي المناسب يقضي عليها تمامًا، ولكن عدم تلقي العلاج نهائيًا أو العلاج بأدوية غير مناسبة قد يؤدي لمضاعفات خطيرة، خاصة عند الأطفال بأعمار بين 5 و15 سنة، تسمى مضاعفات ما بعد المكورات العقدية، ومنها: الحمى الرثوية، والحمى القرمزية، والقوباء، والتهاب كبيبات الكلى العقدية، كما يمكن أن تسبب العدوى مضاعفات أخرى أقل شيوعًا، مثل: متلازمة الصدمة السامة، والتهاب النسيج الخلوي، والتهاب اللفافة الناخر.

وبالتالي يُستخدم تحليل “ASLO” لإثبات العدوى مؤخرا بالجراثيم العقدية “A” عند وجود أعراض مضاعفات ما بعد المكورات العقدية، ولكن بغض النظر عن نتيجة التحليل، فإنه لا يمكن التنبؤ باحتمالية تطور المضاعفات الخطيرة من العدوى، ولا يمكن التنبؤ بشدة العدوى عند الشخص المصاب، فالتحليل فقط لتأكيد أو استبعاد العدوى.

وتجدر الإشارة إلى أن تحليل “ASLO” قد يكون غير دقيق للكشف عن الإصابة بعدوى الجراثيم العقدية من المجموعة “A”، وذلك لوجود أنواع أخرى من جراثيم المكورات العقدية تنتج أيضًا الـ”ستربتوليسين “O”، مثل الجراثيم العقدية المماثلة (Streptococcus dysgalactiae) المسببة لالتهاب الحلق، ولكن من غير الشائع الإصابة بالمضاعفات بعدها.

كيف يُجرى تحليل “ASLO”

يُجرى تحليل “ASLO” من خلال عيّنة من الدم، حيث يقوم فني المختبر بسحب الدم من الوريد في الذراع بعد صيام المريض لمدة 6 ساعات، وقبل إجراء الاختبار يجب إخبار الطبيب بكل الأدوية التي يستخدمها المريض، لأن هناك أدوية قد يؤثر استخدامها على نتيجة التحليل.

ماذا تعني نتائج تحليل “ASLO”

يختلف المدى الطبيعي لقيم أضداد “ستربتوليسين O” باختلاف المختبر والعمر، ولكن بشكل عام تكون القيمة طبيعية:

· إذا كانت أقل من 200 وحدة دولية/مل لمن تجاوزت أعمارهم 5 سنوات.

· إذا كانت أقل من 100 وحدة دولية/مل للأطفال دون سن 5 سنوات.

النتيجة السلبية تعني أن نسبة الأجسام المضادة في الدم منخفضة وضمن القيم الطبيعية، أي أنه لم تحدث عدوى بالجراثيم المكورة العقدية “A” مؤخرًا.

النتيجة الإيجابية تعني أن نسبة الأجسام المضادة في الدم مرتفعة عن القيم الطبيعية، أي أن هناك عدوى جرثومية بالمكورات العقدية “A” حدثت مؤخرًا.

وتجدر الإشارة إلى أنه بالحالات التي تكون فيها نتيجة الاختبار سلبية وما زال الطبيب يعتقد بإصابة المريض بمضاعفات ما بعد الجراثيم العقدية، قد يطلب إجراء أنواع أخرى من اختبارات الأجسام المضادة للمتابعة، مثل اختبار الأجسام المضادة من نوع (Anti-DNase B)، الذي يمثّل اختبارًا آخر يُستخدم للكشف عن الإصابات الحديثة بالجراثيم العقدية “A”.

هل يوجد ما يمكن أن يؤثر على نتيجة تحليل “ASLO”

توجد مجموعة من الحالات قد تؤثر على نتيجة تحليل “ASLO”، ومنها:

· تناول بعض أنواع المضادات الحيوية وأدوية الكورتيزون قد يتسبب بانخفاض في مستوى الأجسام المضادة في الدم.

· بعض الحالات الصحية قد تؤثر على نتيجة التحليل، مثل: زيادة مستوى الدهون في الدم، أو الإصابة بتحلل الدم، أو الإصابة باليرقان.

 هل تحتاج المتابعة لإعادة التحليل؟

قد يطلب الطبيب إعادة التحليل بعد 10- 14 يومًا من إجراء التحليل الأول للمتابعة:

· في حال كانت النتيجة إيجابية وتتزايد قيمة الأجسام المضادة، فقد يدل ذلك على أن العدوى حديثة وما زالت فعالة.

· في حال كانت النتيجة إيجابية وتتناقص قيمة الأجسام المضادة، فقد يدل ذلك على أن العدوى تتراجع وفي طور الشفاء.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة