نصف سكان العالم مصابون بها.. جرثومة المعدة

نصف سكان العالم مصابون بها.. جرثومة المعدة
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

جرثومة المعدة أو الملوية البوابية (Helicobacter pylori) هي أحد أنواع الجراثيم اللولبية أو الحلزونية التي تعيش في القناة الهضمية، وهي من أنواع العدوى الشائعة بين الناس، إذ إنها موجودة في الجهاز الهضمي العلوي لنحو 50% من سكان العالم، ولكن أكثر من 80% منهم لا تظهر عليهم أعراض العدوى.

ويُقصد بفحص جرثومة المعدة أي تحليل يُستخدم للكشف عن وجود هذه الجرثومة في المعدة أو في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثنا عشر)، وهناك عدة تحاليل يمكن عن طريقها الكشف عن وجود هذه الجرثومة.

متى يُطلب إجراء فحص جرثومة المعدة

يُطلب إجراء فحص جرثومة المعدة في بعض الحالات، ويمكن تلخيصها بما يلي:

1- في حال ظهور أعراض مرتبطة بالقرحة الهضمية: فجرثومة المعدة هي السبب الأكثر شيوعًا على الإطلاق للإصابة بقرحة المعدة أو الاثني عشر، ويوصى بإجراء تحليل جرثومة المعدة عند وجود أعراض القرحة الهضمية الملخصة بما يلي:

  • حرقة المعدة.
  • الشعور بألم فارك في المعدة.
  • الغثيان.
  • الشعور بالامتلاء بشكل يفوق الحد المعتاد.
  • انتفاخ البطن وكثرة التجشؤ.

2- للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المعدة أو في حال الاشتباه بإصابتهم بسرطان المعدة، حتى دون وجود أعراض قرحة هضمية.

3- بعد الخضوع للعلاج: في حال كان الشخص قد عولج من مشكلة جرثومة المعدة فإنه يوصى بإجراء تحليل هذه الجرثومة من أجل الكشف عن مدى نجاح العلاج وفعاليته بالتخلص من الجرثومة على الوجه الأكيد.

4- في حال الحاجة لأخذ مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) لفترة طويلة من الزمن، مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك والنابروكسين وغيرها.

5- في حال المعاناة من مشكلة عسر الهضم، وتتمثّل بالشعور بانزعاج وعدم راحة في الجزء العلوي من البطن والشعور بالامتلاء، خلال أو بعد تناول الطعام.

ما أنواع فحص جرثومة المعدة

هناك عدة أنواع لفحص جرثومة المعدة، أكثرها استخدامًا:

اختبار الأجسام المضادة في الدم (Blood antibody test): يمكن من خلال إجراء هذا الاختبار الكشف عن وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في الدم ضد عدوى جرثومة المعدة.

تدل نتيجة الفحص السلبية على عدم وجود الأجسام المضادة الخاصة بجرثومة المعدة في الدم، ما يشير إلى عدم وجود إصابة بالعدوى حاليًا، بينما تدل نتيجة الفحص الإيجابية على الإصابة بالجرثومة في الوقت الحالي أو الإصابة بها سابقًا، إذ إن نتيجة الفحص تصبح سلبية بعد مرور سنة على الإصابة وتلقي العلاج، ولذا فإنه لا يمكن الاعتماد على فحص الدم لمعرفة مدى كفاءة العلاج.

اختبار الزفير باليوريا (Urea breath test): يساعد هذا الاختبار على الكشف عن وجود الجرثومة في المعدة، ويمكن الاعتماد عليه للتحقق من فعالية الدواء المستخدَم لعلاج جرثومة المعدة، لكنه لا يعطي معلومات عن مدى شدة الإصابة، وهذا الفحص يمكن إجراؤه فقط للبالغين واليافعين دون الأطفال الصغار.

ويتم إجراء فحص جرثومة المعدة من خلال اختبار الزفير باليوريا كالآتي:

يُطلب من المريض الزفير في كيس يشبه البالون.

يتم قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون في البالون.

ثم يُطلب من المريض شرب كمية صغيرة من محلول خاص محتوٍ على اليوريا.

ويُطلب منه الزفير مرة أخرى في كيس آخر وذلك بعد 15 دقيقة من شرب المحلول.

ويتم قياس نسبة ثاني أكسيد الكربون في البالون الثاني.

بعد ذلك تقارَن نسبة ثاني أكسيد الكربون في العيّنة الأولى مع العيّنة الثانية.

يدل ارتفاع النسبة في العيّنة الثانية على احتمالية وجود جرثومة المعدة، وذلك نظرًا إلى قيام الجرثومة بتكسير اليوريا وإطلاق ثاني أكسيد الكربون في الزفير.

اختبار مستضد البراز Stool antigen test)): يتم في هذا الاختبار الكشف عن وجود مولِّدات الضد (المستضدات) الخاصة بجرثومة المعدة في براز الشخص المشتبه بإصابته بالعدوى، ويفيد هذا الاختبار في تشخيص الإصابة بجرثومة المعدة، وكذلك التأكد مما إن كان العلاج قد نجح، لكنه لا يعطي معلومات عن شدة الإصابة.

ويتم إجراء هذا الفحص بجمع عيّنة من براز الشخص المشتبه بإصابته وإرسالها للمختبر، ثم الحصول على النتيجة خلال يومين أو ثلاثة أيام.

خزعة المعدة (Stomach biopsy): ويعرف هذا الاختبار أيضًا باختبار التنظير العلوي (Upper endoscopy exam)، ويعد الأكثر دقة للتحقق من وجود جرثومة المعدة، ولكن لا يوصى بإجرائه لفحص جرثومة المعدة في كل الحالات، إنما يُجرى في الحالات التي تستدعي إجراء تنظير هضمي علوي، مثل الاشتباه بوجود قرحة أو عند حدوث نزف هضمي أو لنفي وجود سرطان المعدة.

ويتم هذا الاختبار باستخدام منظار خاص توجد بنهايته كاميرا، بحيث يتم إدخاله عن طريق الفم إلى الحلق فالمري ثم إلى المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثنا عشر)، وبذلك يمكن رؤية هذه الأعضاء من الداخل، وهذا يُمكّن من أخذ عيّنة من نسيج المعدة (خزعة)، ثم ترسل عيّنات الأنسجة للفحص في المختبر للتحقق من وجود جرثومة الملوية البوابية.

تكون العيّنة طبيعية ولا تحتوي على الجرثومة عندما لا يحدث نمو جرثومي عند زراعة عيّنة الخزعة، في حين تثبت الإصابة بجرثومة المعدة عندما تنمو الجراثيم في زراعة عيّنة خزعة النسيج.

هل من تحضيرات خاصة قبل إجراء فحص جرثومة المعدة

تختلف طريقة التحضير لفحص جرثومة المعدة اعتمادًا على نوع الاختبار المستخدم للكشف عنها:

فحص الدم: عادة لا يحتاج فحص الدم إلى التحضير أو الاستعداد، وإنما يُجرى على عيّنة دم وريدية عشوائية.

اختبار التنفس: يجب عدم أخذ أي نوع من أنواع المضادات الحيوية لمدة أربعة أسابيع قبل إجراء الفحص، وعدم أخذ مثبطات مضخة البروتون (PPI) وحاصرات مستقبلات الهيستامين-2 لمدة أسبوعين على الأقل، وعدم أخذ بسموث سبساليسيلات لأسبوع أو أسبوعين قبل إجراء الفحص، وأخيرًا يجب الامتناع عن تناول أي طعام أو شراب قبل إجراء الفحص بست ساعات.

اختبار البراز: يجب التوقف عن استخدام المضادات الحيوية وأدوية البزموث قبل شهر من إجراء التحليل، بينما مثبطات مضخة البروتون يجب التوقف عن استخدامها لمدة أسبوعين قبل إجراء الاختبار.

التنظير: يجب الامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات لمدة 12 ساعة قبل إجراء فحص التنظير للكشف عن جرثومة المعدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة