ما وسام “جوقة الشرف” الذي سحبته فرنسا من بشار ورفعت الأسد

رئيس النظام السوري بشار الأسد وعمه رفعت الأسد (تعديل عنب بلدي)

camera iconرئيس النظام السوري، بشار الأسد، وعمه رفعت الأسد (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أعاد رفعت الأسد عم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وسام “جوقة الشرف” إلى فرنسا، بعد أسبوع من تثبيت حكم قضائي بالسجن لمدة أربع سنوات بحقه، وبعد أربع سنوات من سحب فرنسا الوسام من بشار الأسد.

الوسام الذي يعد أعلى تكريم رسمي في فرنسا، والذي منحته لشخصيات بارزة في التاريخ، لم يستقر مع آل الأسد لأسباب عديدة، منها مكاسب غير مشروعة، وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين.

ويُسحب الوسام ممن منح له بموجب القانون الفرنسي إذا ارتكب أعمالًا “منافية للشرف”.

رفعت يعيده.. “خذلته فرنسا”

قال محامي رفعت الأسد إيلي حاتم، عبر بيان نقلته قناة “فرانس 24” الفرنسية، إن رفعت الأسد يشعر “بأن فرنسا خذلته”، وخيبة الأمل بفرنسا جعلته يعيد الوسام للبلد الذي “كان يقدّره كثيرًا وقدم له العديد من الخدمات”.

وجاءت إعادة الوسام بعد أسبوع من إقرار المحكمة العليا في فرنسا حكمًا على رفعت الأسد بالسجن لمدة أربع سنوات، بتهمة “غسل أموال العصابات المنظمة، واختلاس الأموال العامة السورية، والتهرب الضريبي المشدد”، وعقب العديد من المطالب السابقة بضرورة سحب الوسام منه.

في 28 من شباط 1986، منح الرئيس الفرنسي المتوفى، فرانسوا ميتران، وسام “جوقة الشرف” برتبة فارس لرفعت الأسد، للخدمات التي قدمها للدبلوماسية الفرنسية في الشرق الأوسط.

في 7 من أيلول الحالي، قالت منظمة “شيربا” الفرنسية التي تدافع عن حقوق ضحايا الجرائم الاقتصادية، والمسؤولة عن مقاضاة رفعت الأسد، في بيان، إن تثبيت الحكم بالسجن عليه “قرار تاريخي”، وستصادَر أصول أموال رفعت الأسد الموجودة في فرنسا.

اقرأ أيضًا: إدانة تاريخية.. فرنسا تثبّت حكم سجن رفعت الأسد ومصادرة أصوله

وفي 17 من حزيران 2020، حُكم على رفعت الأسد بالسجن لمدة أربع سنوات، ومصادرة أصوله الموجودة في فرنسا، والتي تقدّر بـ90 مليون يورو، وأكدت محكمة النقض هذا القرار، في 7 من أيلول الحالي.

في تشرين الأول 2021، دعت منظمة “شيربا” الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى سحب وسام “جوقة الشرف” من رفعت، بعد هروبه إلى سوريا من فرنسا، في 7 من الشهر نفسه، لكيلا يُسجن بعد صدور الحكم القضائي بحقه.

واعتبرت المنظمة في بيان لها، أن هروب رفعت الأسد هو “ضربة قاسية” لجهود فرنسا في مكافحة الفساد العابر للحدود.

فرنسا سحبته من بشار قبل أربع سنوات

في نيسان 2018، أعلنت فرنسا بدء إجراءات سحب وسام “جوقة الشرف” بمرتبة “الصليب الأكبر”، وهي أعلى مرتبة في الوسام الوطني الفرنسي، من بشار الأسد، الذي منحته إياه عام 2001، خلال عهد الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، خلال زيارة أجراها الأسد إلى فرنسا.

وسحبت فرنسا الوسام بعد مشاركتها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في ضربة عسكرية على سوريا، في 14 من نيسان 2018، بهدف معاقبة النظام السوري على هجومه بالغاز السام على دوما.

وأسفر هجوم قوات النظام وحليفتها روسيا بالطيران الحربي المحمّل بالغاز السام، في 7 من نيسان 2018، عن مقتل 50 شخصًا على الأقل في مدينة دوما وإصابة أكثر من 100 شخص.

اقرأ أيضًا: هكذا عبث النظام السوري بأهم أدلة الكيماوي في هجوم دوما

وكان عدد من الناشطين والأكاديميين الفرنسيين وقعوا، في وقت سابق، عريضة يدعون فيها ماكرون لسحب الوسام من الأسد بعد بدء الثورة السورية في 2011.

كما تقدم البروفيسور الجامعي المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط جان بيير فيليو، برسالة إلى الرئيس الفرنسي، في تشرين الأول 2017، داعيًا إياه إلى سحب الوسام نظرًا إلى سلوك الأسد “المخل بالشرف”.

وجاء في نهاية الرسالة، “نحن ننتظر أن يتم سحب وسام (جوقة الشرف) من مجرم مثل بشار، وهذا أقل ما يمكن للجمهورية الفرنسية فعله لتأكيد عظمة مبادئها، بانتظار أن يتم تقديم الأسد إلى العدالة ليحاكَم على جرائمه”.

ما وسام “جوقة الشرف”؟

بالفرنسية “Légion d’honneur“، هو أول وسام وطني لتكريم المواطنين الفرنسيين، ويعتبر أعلى تمييز وتكريم من قبل الحكومة الفرنسية، يُمنح مكافأة للمزايا البارزة المكتسبة باسم فرنسا إما بصفة مدنية وإما عسكرية.

تقام مراسم منحه في قصر “جوقة الشرف” الواقع على الضفة اليسرى لنهر “السين” في باريس، وتعود صلاحية سحبه إلى السلطة التي تمنحه، أي رئيس الجمهورية.

اعتُمد الوسام في فرنسا بعهد نابليون بونابرت في 1802، كمبادرة منه لتمجيد “الاستحقاق” داخل المجتمع الفرنسي الثوري، الذي سعى إلى التخلص من جميع أشكال التمييز الطبقي.

ينقسم الوسام إلى خمس رتب، هي: “الصليب الأكبر” (Grand ‘Croix)، “قائد عظيم” (Grand Officier)، “قائد” (Commandeur)، “ضابط” (Officier)، “فارس” (Chevalier).

لا يمكن الحصول عليه برغبة أو بطلب شخصي، إذ يجب أن يجري اقتراح المنح من قبل شخص آخر، وليس من الضروري أن يكون الشخص فرنسي الجنسية، إذ يمكن للأجانب الحصول على وسام “جوقة الشرف”، لكن لا يمكن أن يصبحوا أعضاء في وسام “جوقة الشرف”.

للتأهل للحصول على الوسام يجب استيفاء ثلاثة شروط، وهي أن يتمتع الشخص المعني بمزايا بارزة في ممارسة الأنشطة، لمدة 20 عامًا على الأقل، لخدمة المصلحة العامة وفرنسا.

ويجب أن يتم اقتراح الشخص من قبل وزير، بعد دراسة ملف تم تجميعه بناء على طلب إدارة مركزية، أو حاكم، أو جمعية، أو شخصية سياسية (رئيس بلدية، نائب، إلخ) أو مجموعة من 50 شخصًا على الأقل، ما يسمى بـ”مبادرة المواطنين”.

والشرط الثالث هو التصديق على الاقتراح من قبل مجلس وسام “جوقة الشرف”، برئاسة المستشار الأكبر.

ويمكن للعسكريين باستثناء الضباط الحصول على رتبتي فارس وضابط من وسام “جوقة الشرف” بعد استيفاء شرطين، الأول أن يتمتع الشخص المعني بمزايا بارزة في ممارسة الأنشطة، لمدة 20 عامًا على الأقل، لخدمة المصلحة العامة وفرنسا.

والشرط الثاني أن يكون الشخص مسجلًا في لوحة منافسة معيّنة.

ومنذ عام 2010، أصبح تجريد الشخصيات الأجنبية من الوسام أمرًا أكثر سهولة، بعدما صدر مرسوم يجيز تجريد كل شخص أجنبي منه، “إذا ارتكب أعمالًا منافية للشرف”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة