أول إصابة بـ”الكوليرا” بريف حلب.. أكثر من 1500 إصابة في سوريا

طفلان يجمعان المياه لعائلتهما في شرف حلب بسوريا (يونيسيف)

camera iconطفلان يجمعان المياه لعائلتهما في شرق حلب بسوريا (يونيسف)

tag icon ع ع ع

أعلن برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة (EWARN) في سوريا، تسجيل أول إصابة مثبتة بمرض “الكوليرا” في مناطق شمال غربي سوريا اليوم، الاثنين 19 من أيلول.

وبحسب بيان لـ”البرنامج“، سُجلت أول إصابة بالمرض في مناطق شمال غربي سوريا، لمريض عمره 40 عامًا في منطقة جرابلس بريف حلب.

وأوضح البيان أن تحاليل أُجريت لمصدر المياه في المنطقة وضمن القرية التي اكتُشفت الحالة فيها، علمًا أن البئر التي تزوّد المنطقة اكتُشف فيها ملوث جرثومي.

وفي شمال شرقي سوريا، وصل عدد الإصابات التي سُجلت حتى مساء الأحد 19 من أيلول إلى ألف و457 إصابة بـ”الكوليرا”، وسُجلت في المنطقة خمس وفيات ناتجة عن الإصابة بالمرض، منذ بدء انتشاره.

الدكتور محمد سالم عضو برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة، قال في حديث إلى عنب بلدي، إن جميع صهاريج المياه في ريف دير الزور، التي خضعت مياهها للتحليل، ملوثة، بالإضافة إلى أن مياه الآبار في المنطقة يوجد فيها عدد كبير من الجراثيم، وهي غير صالحة للشرب.

وأضاف سالم أن محطات مياه الشرب الرئيسة الموجودة في ريف دير الزور، يوجد لديها الكلور لتعقيم المياه، لكنها لا تخدم جميع المنازل، ما يجعل الأهالي مضطرين لشراء مياه الشرب من الصهاريج، أو الاعتماد على الآبار الملوثة.

واعتبر سالم أنه في ظل هذه المعطيات، فإن المنطقة أمام مسار أكبر للوباء وزيادة أكبر في أعداد الإصابات وانتشار المرض في أماكن جديدة.

إصابات “مناطق النظام”.. معظمها في حلب

في آخر تحديث لبياناتها، أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري، في 17 من أيلول الحالي، وصول عدد الإصابات المثبتة بمرض “الكوليرا” في مناطق سيطرة النظام إلى 201 إصابة معظمها في محافظة حلب، بينما بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالمرض 14 حالة وفاة.

وفي 16 من أيلول الحالي، قالت منظمة “Care” الدولية العاملة في الشأن الإنساني بسوريا، إن ملايين السوريين معرضون لخطر الإصابة بـ”الكوليرا”.

مديرة المنظمة في سوريا، جوليان فيلدويك، قالت إنه بعد أكثر من عقد على الصراع في سوريا، نشهد اليوم تفشي وباء “الكوليرا”، ما يزيد من ضعف السكان الذين يعانون أساسًا بفعل الصراع والأزمة الاقتصادية والتحديات المعقدة الأخرى.

وأضافت فيلدويك أن حوالي 70% من الناس في شمال شرقي سوريا يعتمدون على مصادر المياه غير الآمنة، ولديهم صرف صحي وظروف نظافة سيئة للغاية.

بدورها، أعربت مديرة المنظمة في تركيا، شيرين إبراهيم، عن قلقها في حال انتشار المرض بشمال غربي سوريا، مبررة قلقها بأن سياق المنطقة يؤدي إلى انتشار الكوليرا على نطاق واسع، فالمخيمات مكتظة بالناس ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين يكافحون للحصول على المياه النظيفة.

اقرأ أيضًا: كيف تنتشر عدوى “الكوليرا”؟

“الأمم المتحدة”: مصدر المرض نهر “الفرات”

في 12 من أيلول الحالي، أعرب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، عن “قلقه الشديد” جراء “تفشي الكوليرا المستمر” في سوريا.

وقال رضا في بيان لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنه بناء على تقييم “سريع” أجرته السلطات الصحية والشركاء في سوريا، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياهًا غير آمنة من نهر “الفرات”، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، ما يؤدي إلى تلوث الغذاء، مؤكدًا أن “الكوليرا” لا تزال تشكّل تهديدًا عالميًا للصحة العامة، ومؤشرًا على عدم المساواة.

“الكوليرا” مرض معدٍ، يصيب الصغار والكبار، تتسبب به جراثيم عصوية الشكل تسمى “ضمة الكوليرا”، تعيش في الظروف الطبيعية بالماء الآسن عند مصبات الأنهار، ومناطق التقائها بالبحار والمحيطات.

تنتقل بكتيريا “ضمة الكوليرا” إلى الشخص السليم عن طريق مياه الشرب أو الخضراوات أو الفواكه الملوثة ببقايا براز أشخاص مصابين.

ويموت المرضى المصابون بإصابات شديدة بـ”الكوليرا” في غضون ثلاث ساعات، إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي اللازم.

اقرأ أيضًا: الكوليرا.. مرض قد يكون قاتلًا




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة