إيران تضيق على احتجاجات مهسا أميني.. حصيلة القتلى ترتفع

camera iconمن الاحتجاجات التي شهدتها إيران على مقتل الشابة مهسا أميني- أيلول 2022 (AFP)

tag icon ع ع ع

تشهد إيران احتجاجات مستمرة منذ أيام، على خلفية مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، في مستشفى بطهران، بعد احتجازها من قبل “شرطة الآداب” بتهمة عدم التزامها بـ”مواصفات الحجاب”.

وارتفعت حصيلة القتلى إثر مواجهات بين قوات الأمن الإيرانية ومحتجين إلى 11 قتيلًا، بحسب حصيلة رسمية أعلنت عنها السلطات الإيرانية اليوم، الخميس 22 من أيلول، إضافة إلى جرحى من قوات الشرطة والأمن.

واعتقلت أميني في 13 من أيلول الحالي، في أثناء سفرها من مدينة سقز غربي إيران، إلى العاصمة طهران برفقة عائلتها واقتادتها إلى أحد مراكزها، ثم نقلت إلى المستشفى بعدما بساعات إثر دخولها في حالة غيبوبة، بحسب “BBC“.

غضب وتضامن

طالبت منظمة “العفو الدولية” بـ”التحقيق جنائيًا في ظروف (الوفاة المشبوهة) للشابة أميني البالغة 22 عامًا، والتي تشمل مزاعم التعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة خلال الاحتجاز”.

وأضافت أن “ما يُسمى شرطة (الأخلاق) في طهران اعتقلتها تعسفًا قبل ثلاثة أيام من وفاتها، في أثناء تطبيق قوانين الحجاب الإجباري المسيئة والمهينة والتمييزية في البلاد”.

الصحفية والناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، نشرت عبر “تويتر” سلسلة من التغريدات، شاركت خلالها تسجيلات مصورة لنساء إيرانيات ممن احتججن بطريقتهم على مقتل الشابة مهسا في الشوارع الإيرانية.

من جانبها أعلنت مجموعة قراصنة الإنترنت “أنونيموس”، أنها بدأت هجمات إلكترونية على مواقع حكومية إيرانية، احتجاجًا على وفاة الشابة الإيرانية.

وأشارت “أنونيموس“، عبر “تويتر”، إلى أنها تمكنت من إخراج موقع الحكومة الإيرانية الإلكتروني من الخدمة، تضامنًا مع الشعب الإيراني.

الغضب يترجم في الشوارع

تفاعل الإيرانيون سريعًا مع قضية مقتل مهسا، لتزداد وتيرة التفاعل والردود الغاضبة، إلى أن ترجمت في الشوارع، فانطلقت احتجاجات ليست جديدة على إيران، لكنها الأولى من حيث الحجم.

ومن العوامل التي سبق وأشعلت الاحتجاجات في إيران، كان الوضع المعيشي، والتضييق على الحريات السياسية، إلا أنها كانت هذه المرة ناتجة عن حالة غضب إثر التضييق على حقوق النساء.

ودفعت هذه الأسباب الاحتجاجات لتحمل أبعادًا سياسية، إذ مزّق إيرانيون صورًا لمراجع دينية إيرانية، إضافة إلى صور شخصيات بارزة في “الحرس الثوري الإيراني” مثل قاسم سليماني، الذي اغتالته أمريكا في العراق قبل عامين.

كما ظهرت تسجيلات مصورة عبر “تويتر” لإيرانيين يحطمون سيارات الأمن الشرطة خلال احتجاجات لم يحدد موقعها الجغرافي بشكل دقيق.

 

ومع مرور خمسة أيام على الاحتجاجات توسعت رقعتها لتشمل 15 مدينة، استخدمت خلالها الشرطة الإيرانية الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود جمعت آلاف الأشخاص، بحسب “فرانس 24“.

من جانبها قالت الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء (إرنا) إن من أسمتهم “المشاغبين” دمروا 41 مقرًا حكوميًا، وأصابوا 76 من أفراد الشرطة وقوات “الباسيج” بجروح في محافظة مازندران شمالي البلاد.

كما تسبب المحتجون بحسب “إرنا” بإتلاف 11 سيارة خاصة، و13 سيارة حكومية، ودراجتين ناريتين حكوميتين وإحراقها، في حين فقدت أو تضررت 15 من معدات الشرطة بالمحافظة أمس الأربعاء.

إيران “تحت جنح الظلام”

مع دخول الاحتجاجات يومها الرابع واجه العديد من مستخدمي الإنترنت في إيران صعوبات في التواصل عبر الانترنت، إذ ذكر مرصد “نت بلوكس” لمراقبة انقطاعات الإنترنت أن السلطات فرضت قيودًا على الإنترنت تزامنًا مع الاحتجاجات.

نت بلوكس“، وهي منظمة غير حكومية مقرها لندن وتعمل على مراقبة أمن الشبكات وحرية الإنترنت في دول العالم، أفادت بأن تطبيقات “واتساب” و”انستجرام” وشبكات الهوةاتف المحمولة تعطلت على نطاق واسع داخل إيران.

في حين دعت منظمات حقوقية لاتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على السلطات الإيرانية لـ”وقف قتل وإصابة المزيد من المتظاهرين تحت جنح الظلام” في ظل تعطل الانترنت في البلاد.

ليست الأولى

لا تعتبر المرة الأولى التي تشهد فيها المدن الإيرانية احتجاجات شعبية تقابلها القوات الأمنية بالأسلحة، إذ تكررت المظاهرات التي حملت طابعًا سياسيًا وأخرى نادت بتحسين الأوضاع المعيشية لعدة مرات خلال السنوات الماضية.

أحدث هذه الاحتجاجات كان في أيار الماضي، إذ شهدت مناطق متفرقة من إيران احتجاجات بسبب تردي الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار، تحولت إلى عمليات شغب أُحرقت خلالها بعض المحال التجارية، بحسب ما قالته وكالة “رويترز” للأنباء حينها.

سبق ذلك احتجاجات مطلع عام 2020، حين احتشد آلاف الطلبة الإيرانيين في العاصمة طهران، مطالبين برحيل المرشد الأعلى للبلاد، علي خامنئي، إثر اعتراف هيئة الأركان الإيرانية باستهدافها “عن طريق الخطأ” طائرة أوكرانية، ما تسبب بمقتل 167 راكبًا قرب مطار “الإمام الخميني” في طهران، بحسب ما نقلته وكالة “فارس” الإيرانية.

كما شهد آذار 2021 احتجاجات ضد الحكومة الإيرانية، عقب حملة أمنية شنتها القوات الإيرانية على أفراد إحدى الأقليات القومية على حدودها مع باكستان بتهمة عملهم بتهريب النفط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة