tag icon ع ع ع

لم نتمكن خلال استعراضنا لمسيرة فرق الدفاع المدني السورية في المدن والمحافظات المحررة من الوصول إلى عناصر الدفاع المدني في الرقة ودير الزور، لأسباب عديدة أبرزها عدم توافر الاتصالات والإنترنت، ويؤكد رائد الصالح فقدان فريق الدفاع المدني السوري أيضًا أي وسيلة للتواصل مع كلا الفريقين، الذين من المفترض أن يكونا جزءً من منظومة الدفاع المدني السوري، وذلك منذ سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينتين.

ويقول رائد الصالح “حاولنا مرارًا الوصول لأي منهما دون جدوى”، في حين يؤكد على “استمرار التواصل مع بعض الفرق التي تسيطر داعش على مدنها، مثل فريق مدينة الباب التابع لحلب، وهو يتلقى حتى اللحظة دعمه من فريق الدفاع المدني السوري بالرغم من وجود داعش”، على حد تعبيره.

ويضيف “كان هناك تواصل مع فرق الدفاع المدني في كلتا المدينتين في الفترة التي أجرت فيها منظمة “آرك” تدريباتها في شهري حزيران وتموز 2013 وخضع كلا الفريقين للتدريب حينها”، وقد تسلم كلا الفريقين دعمًا في تلك الفترة، فاستلم فريق الرقة حقيبة معدات واحدة من منظمة “آرك”، وصندوقي معدات من وحدة تنسيق الدعم، في حين استلم فريق دير الزور أربع حقائب معدات خفيفة وستة صناديق معدات متوسطة من منظمة “ACU”، “إلى أن فقدنا التواصل معهم نهائيًا بعد سيطرة التنظيم”، على حد تعبير رائد الصالح.

وكان الدفاع المدني في الرقة حينها (قبل دخول تنظيم الدولة الإسلامية) يتكون من فريق واحد مؤلف من 25 عنصرًا. ويتحدث عن تشكيل هذا الفريق، محمد مصارع، عضو المجلس المحلي السابق في الرقة، قائلًا “تشكل فريق الدفاع المدني في الرقة عن طريق المجلس المحلي للمدينة وريف المركز (الريف المحيط بالمدينة بمسافة 15 كم ويتبع إداريًا لمركزها) في أيلول 2013، وتضمن المجلس المحلي مكتبًا خاصًا بالدفاع هو الذي أنشأ هذا الفريق بقيادة بسام السعيد”.

ويضيف “تسلم جهاز الدفاع المدني بعض المعدات في أواخر 2013 من وحدة تنسيق الدعم ودرّب العديد من الشباب على عمل الدفاع المدني في الريف والمدينة، مستفيدًا من الخبرات القديمة”، وبحسب مصارع مازال فريق الدفاع المدني يعمل في الرقة إلى الآن، لكنه يعاني من قلة أعداد الكادر “لديه فقط 20 عنصرًا”.

ويوضح مصارع “لا يمكن زيادة عدد الفريق لعدم وجود الإمكانية لدفع رواتبهم، إذ يتولى تنظيم الدولة دفع رواتب الفريق وكلفه التشغيلية، ولكنه لا يمدهم بأي دعم في المعدات والآليات، وإنما يعتمد الفريق على ما يمتلكه من معدات سابقة”.

ويؤكد مصارع على أن الفريق استطاع إيجاد مقر لجهاز الإطفاء بمساعدة التنظيم، لكنه لا يتبع له، ويلفت إلى ذلك بقوله “الفريق مستقل منذ البداية ومستمر إلى الآن في استقلاليته كي يحقق الاستمرارية”.

 قضى العديد من عناصر الدفاع المدني أثناء تأديتهم عملهم لاسيما بعد التدخل الروسي، والعدد غير معروف، لكنه يتجاوز السبع ضحايا بحسب آخر إحصائية.

تابع قراءة ملف الدفاع المدني في سوريا المحررة:

تجارب المدن السورية المحررة في تشكيل فرق للدفاع المدني خلال الثورة

مطالب بتعزيز قدرات عناصر الدفاع المدني الطبية وتكثيف الدورات.

رأي: الحفاظ على الدفاع المدني السوري فاعلًا ومُستقلًا.

انفوغراف: أعداد شهداء وعاملي ومراكز الدفاع المدني.

لتحميل الملف بصيغة PDF: اضغط هنا.

مقالات متعلقة