tag icon ع ع ع

في الوقت الذي تشتد فيه معاناة السوريين، ومع ارتفاع وتيرة الصراع العسكري وبلوغه الذروة منذ إعلان الروس التدخل رسميًا إلى جانب النظام السوري نهاية أيلول الماضي، ارتفع مستوى العنف الذي أدى كنتيجة طبيعية لارتفاع أعداد الضحايا.. وزاد معه تدفق النازحين والمهاجرين في الداخل والخارج والفرار من سوريا. خلف هذا المشهد يقف سوريون قرروا البقاء والسباحة عكس التيار، والمضي قدمًا في مد يد العون والمساعدة لسوريين استهدفهم سلاح النظام والروس في آن معًا، وشكلوا لأول مرة في تاريخ سوريا الحديث جهازًا للدفاع المدني يحاكي الأنظمة العالمية ويرشح لجوائز دولية، رغم الحصار، والدمار والقتل الذي تعرض له بعض عناصره في المناطق الثائرة على النظام السوري.PicsArt_12-22-06.05.50

يشكل عناصر الدفاع المدني السوري، الذي تشكل عشية انطلاق الثورة وتحولها للعسكرة، صورة لسوريا الجديدة. يعمل فيه متطوعون، يغامرون بحايتهم ليعيش سوريون آخرون ويكملون حياتهم.

طالب، طالبة، حداد، مهندس، بائع، مسعف.. وغيرهم من السوريين، جمعتهم إرادة مواجهة العنف والقصف الشديدين، على مساعدة الضحايا في الوقوف مجددًا، وذلك رغم نقص الإمدادت والعتاد.

حب الحياة عند هؤلاء كان محفزًا على إطلاق مؤسسة تستحق البحث والدراسة، بعدما قدر لها أن تتوسع في ثماني محافظات سورية، وربما تجتاز الحدود قريبًا، بعدما تحصل على الشارة الدولية بالعمل الإغاثي عبر العالم، وفق ما يكشفه هذا التحقيق مع بداية العام 2016.

تحقيق – عنب بلدي:

لم يكن الشاب الحلبي شحود حسين يعلم أن حياته ستتغير مع انطلاق الثورة السورية قبل خمسة أعوام، فالعمل في مجال الحدادة هو ما يبرع به، وبالنسبة له كانت الورشة “البسيطة” التي يعمل فيها تدرّ عليه ما يكفيه للعيش بحياة كريمة وسعيدة مع أسرته وزوجته، ولاحقًا أطفاله الثلاثة.

مضت أيام الثورة الأولى وتحولت إلى العمل المسلح بعد قضاء النظام على سلميتها، وبدأ القصف بصواريخ “سكود” على أحياء حلب وطالت أحياء أرض الحمرة وجبل بدرو وطريق الباب ومساكن هنانو، وكان لا بد في تلك الأثناء من القيام بشيء ما لمساعدة الضحايا والعالقين تحت الركام، وإخماد الحرائق، ونقل الجرحى وانتشال الأطفال والنساء.

لم يكن هناك بعد ما يسمى بـ “الدفاع المدني” في المناطق المحررة، فكانت عمليات الإنقاذ تتم عبر محاولات فردية تقتصر على الجيران وسكان الحي الواحد، لكن شحود عزم على إحداث “فريق إنقاذ” متخصص، فتجمع مع عشرة أصدقاء وأسس أول فريق للدفاع المدني في حلب.

سرعان ما كَبُر فريق شحود وتوسع ليصبح فرعًا لمؤسسة تغطي ثماني محافظات تسيطر المعارضة على أجزاء كاملة منها كمحافظة إدلب، وأخرى تتقاسم السيطرة عليها مع قوات النظام كحلب وحماة، مهمته (الفريق) الأساسية إنقاذ السوريين من جحيم القصف ولهيب القذائف.

نتناول في هذا التحقيق قطاع الدفاع المدني السوريوطبيعة عمله، وأهم الصعوبات التي تواجه فرقه من خلال لقاءات مع أفراد أطقم الفرق ورؤسائها، في مناطق وجود نقاط هذا الجهاز في المحافظات السورية وعلى الجبهات الساخنة، وفي المناطق الواقعة تحت تهديد القصف الدائم بالبراميل والصواريخ.

نسلط الضوء على رؤية هذا الجهاز ودوره في سوريا الجديدة، من وجهة نظر المؤسسين ورؤساء الفرق والمتطوعين إلى جانب مواطنين كان للدفاع المدني وعناصره دور في بقائهم على قيد الحياة، ونحاول لمس مدى تقبل المواطنين السوريين في المناطق المحررة لهذا الجهاز الجديد، ورضاهم عن أدائه ومستوى الخدمات التي يقدمها، من خلال استطلاعات رأي ميدانية، إضافة إلى استبيان رأي نشر على موقع عنب بلدي شارك فيه 730 شخص.  

يتضمن التحقيق مقابلات مع عناصر الدفاع المدني، وظروف العمل تحت الناروالقصف العنيف بمختلف أنوع الأسلحة وأحدثها، والمتواصل يوميًا على مدار الساعة في أطول حرب شهدتها المنطقة في التاريخ الحديث لسوريا.

تابع القراءة:

تجارب المدن السورية المحررة في تشكيل فرق للدفاع المدني خلال الثورة

مطالب بتعزيز قدرات عناصر الدفاع المدني الطبية وتكثيف الدورات.

رأي: الحفاظ على الدفاع المدني السوري فاعلًا ومُستقلًا.

انفوغراف: أعداد شهداء وعاملي ومراكز الدفاع المدني.

لتحميل الملف بصيغة PDF: اضغط هنا.

مقالات متعلقة