“حظر الكيماوي”: 20 قضية عالقة عند دمشق ما زالت دون توضيح

camera iconالممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، خلال جلسة مجلس الأمن الشهرية حول نزع السلاح الكيماوي في سوريا- 29 من أيلول 2022 (UN)

tag icon ع ع ع

أفادت الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح، إيزومي ناكاميتسو، بعدم إحراز أي تقدم من قبل النظام السوري لتوضيح القضايا الـ20 العالقة بإعلانه التخلص من برنامجه الكيماوي.

وخلال جلسة مجلس الأمن في اجتماعه الشهري، الخميس 29 من أيلول، حول تنفيذ القرار “2118” بشأن إزالة برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا، أعربت ناكاميتسو عن أسفها لمواصلة النظام السوري وضع شروط لنشر الفريق الأممي.

وأوضحت ناكاميتسو أن محاولات الأمانة الفنية لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” لتنظيم الجولة الـ25 من المشاورات بين الفريق مع السلطات في دمشق لا تزال غير ناجحة، لذا اقترحت معالجة القضايا العالقة من خلال تبادل المراسلات، مع الاعتراف بعدم نجاعتها، مقارنة مع عمليات نشر فريق التقييم في سوريا.

وجددت ممثلة شؤون نزع السلاح دعوة النظام إلى الاستجابة لطلبات الأمانة الفنية للمنظمة “على وجه السرعة”، حيث لم تتلقَّ بعد ردًا على طلبها للحصول على المعلومات المطلوبة فيما يتعلق بالحركة غير المصرح بها، وبقايا أسطوانتين مدمرتين تتعلقان بالهجوم عبر سلاح كيماوي بدوما في نيسان 2018.

وأكدت أن الأمانة الفنية للمنظمة زوّدت دمشق بقائمة الإعلانات المعلقة، وغيرها من الوثائق التي طلبها فريق تقييم إعلان منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” منذ عام 2019، بهدف مساعدة سوريا على حل القضايا الـ20 العالقة.

وأعلنت ناكاميتسو عن جولات تفتيش مقبلة في مرافق مركز “الدراسات والبحوث العلمية السورية” (SSRC) في برزة بدمشق، فيما يتعلق بالكشف عن مادة كيماوية، بينما كانت قد أعلنت سابقًا عن جولات التفتيش هذه بالإضافة إلى مرافق جمرايا خلال العام الحالي، وفق قولها.

وأشارت ناكاميتسو إلى أن بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة، تواصل تحقيقاتها في الحوادث التي قررت فيها البعثة أن أسلحة كيماوية قد استُخدمت أو “يُحتمل” استخدامها في سوريا، حيث ستصدر المزيد من التقارير في “الوقت المناسب”.

النظام يشترط استثناء عضو بفريق التقييم

من جهته، قال مندوب النظام السوري الدائم في الأمم المتحدة، بسام صباغ، “إن سوريا قدمت إلى المدير العام لمنظمة (حظر الأسلحة الكيماوية) تقريرها، في 15 من أيلول الحالي، المتضمّن الأنشطة التي أجرتها سوريا فيما يتصل بتدمير الأسلحة الكيماوية ومرافق إنتاجها”.

واشترط لعقد النظام جولة المشاورات الـ25 مع فريق تقييم الإعلان، استثناء شخص واحد من هذا الفريق، مبررًا ذلك “بعدم شرعية إنشاء فريق التحقيق وتحديد الهوية، ورفض أساليب العمل الخاطئة وغير المهنية التي يتبعها، والتي تؤدي إلى استنتاجات باطلة تخدم أجندات بعض الدول الغربية”.

كيف علّقت الدول؟

المندوب الروسي في الأمم المتحدة، ديمتري بوليانسكي، أشار إلى أن قضية الأسلحة الكيماوية السورية “تدور في دوائر”، وأن تقارير المنظمة تنشر بشكل متكرر “اتهامات عامة لا أساس لها فيما يتعلق بسوريا”، وذلك لـ”خلق انطباع بأن الحوار بين المنظمة وسوريا يتعثر بسبب فشل الأخيرة في التعاون”.

وانتقد المندوب الروسي المدير العام لمنظمة “حظر الأسلحة الكيماوية”، فرناندو أرياس، لعدم زيارته سوريا منذ تعيينه على عكس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأضاف أنه “لا جدوى” من مناقشة موضوع الأسلحة الكيماوية السورية كل شهر، بل ينبغي مناقشته كل ثلاثة أشهر في اجتماع مفتوح.

بالمقابل، قال المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، “إن رفض النظام المستمر تقديم إجابات أو معلومات طلبها فريق تقييم الإعلان قبل سنوات، هو إهانة للمجلس ومنظمة (حظر الأسلحة الكيماوية)”.

وشدد على أن النظام السوري لم يعلن عن برنامج أسلحته الكيماوية بالكامل، ويحتفظ “بمخزون مخفي” من الأسلحة، وهو ما يبقي الخطر قائمًا في احتمال استخدام النظام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى ضد الشعب السوري.

وأشار إلى أن النظام ما زال يرفض منح تأشيرة دخول لأحد أعضاء فريق تقييم المنظمة، ويعرقل جهود كشف الأسلحة الكيماوية السورية، بالاشتراك مع داعمه الروسي.

وأكد المندوب الإيراني في الأمم المتحدة، أمير ايرافاني، أن الطريقة الوحيدة لضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية مجددًا، هي تدميرها جميعًا على نطاق عالمي، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع إنتاجها.

وكرر دعوته إلى التنفيذ الكامل والفعال، وغير التمييزي، لاتفاقية الأسلحة الكيماوية، وشدد على أن تسييس تنفيذها واستخدام منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” لأغراض سياسية “يهددان شرعية الاتفاقية والأمم المتحدة”.

وفي 8 من نيسان 2020، حمّلت منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” في تقريرها النظام السوري مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيماوية على اللطامنة، بريف حماة الشمالي، في 24 و25 و30 من آذار عام 2017، وهو ما استمر النظام بنفيه، إذ اعتبره “مضللًا ومزيفًا ومفبركًا”.

كما أصدرت المنظمة التقرير الثاني لفريق التحقيق، في 12 من نيسان عام 2021، وحددت النظام السوري كمنفذ للهجوم بالأسلحة الكيماوية على مدينة سراقب بريف إدلب، في 4 من شباط 2018، وهو ما رفضه النظام كالعادة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة