زيادة 350%.. ارتفاع رسوم المياه يرهق السكان في عفرين

يشتكي سكان مدينة عفرين بريف حلب الشمالي من ارتفاع قيمة فاتورة مياه الشرب الشهرية، التي أصبحت “عبئًا جديدًا” عليهم وسط واقع اقتصادي متردٍّ تشهده المنطقة، كغيرها من مناطق شمال غربي سوريا.

جهات متداخلة في علاقة شائكة وغير واضحة بالنسبة للمستفيدين، رفعت قيمة فاتورة المياه بشكل شهري على الأهالي حوالي 350%، إذ وصلت إلى مبلغ 90 ليرة تركية بعد أن كانت قيمتها 20 ليرة تركية، وتصل إلى الأحياء مدة 24 ساعة كل أسبوع.

زيادة ترهق الأهالي

يرى بعض السكان أن مبلغ الجباية عن ضخ المياه يفوق قدرتهم المالية، وأن ارتفاع قيمة الفاتورة وضع عليهم حملًا إضافيًا، لا يتناسب مع دخلهم الشهري ولا مع الوضع الاقتصادي في المنطقة.

إيناس (26 عامًا)، وهي معلمة متزوجة ولديها طفل تقيم في مدينة عفرين، قالت لعنب بلدي، إن ارتفاع تكلفة فاتورة المياه، زاد الأعباء على عائلتها وعلى العائلات ككل، التي أصبحت تعيش حياتها على “الهامش” فقط من أجل دفع فواتير الكهرباء والمياه وغيرهما.

وذكرت المعلمة أن بقية الاحتياجات والمستلزمات المنزلية أصبحت “رفاهية”، لا يمكن تأمينها وسط انخفاض الأجور وارتفاع أسعار العديد من الخدمات والسلع، مشيرة إلى أن فصل الشتاء اقترب، ما يتطلب احتياجات أكثر، الأمر الذي يرهق الأهالي أيضًا.

بسام أبو علاء (30 عامًا)، ناشط يعمل في منظمة مجتمع مدني، وهو مهجر من ريف دمشق يسكن في مدينة عفرين، قال إنه يقف عاجزًا أمام دفع فاتورة المياه، لأن راتبه لا يكفيه سوى أسبوع واحد لتلبية أدنى احتياجات عائلته المكوّنة من زوجته وطفليه.

وصول وضخ المياه بشكل ضعيف إلى الحي الذي يقطن فيه بسام، مشكلة تضاف إلى ارتفاع سعر المياه، ما يضطره لشراء المياه من أصحاب الصهاريج أحيانًا.

من يدير الجباية؟

تصل المياه إلى مدينة عفرين من سد بحيرة “ميدانكي” مرورًا بمحطة شران، ومن ثم يتم ضخها إلى مدينة عفرين والقرى المحيطة، وتأتي لمدة يوم واحد بالأسبوع، في كل منطقة.

علاقة ضبابية وتداخل مسؤوليات بين جهات ومؤسسات محلية، منحت شركة الكهرباء العاملة في المنطقة مسؤولة جباية رسوم فواتير المياه من السكان، بعد التنسيق والتعاون مع المجلس المحلي.

ومع نهاية أيلول الماضي، فرضت “الشركة السورية- التركية للطاقة الكهربائية” (STE) في عفرين زيادة على مشتركي مياه الشرب، دون أي توضيح أو ذكر لأسباب الزيادة من قبل الجهات الثلاث.

مصدر خاص مطّلع قال لعنب بلدي، إن المجلس المحلي مديون بمبلغ مليوني ليرة تركية لشركة الكهرباء، وهذا ما دفعه لرفع اشتراك المياه الشهري، حتى سداد ديونه لشركة الكهرباء.

تواصلت عنب بلدي مع مدير مؤسسة المياه في عفرين ومع المجلس المحلي، للحصول على توضيحات حول أسباب رفع فاتورة المياه، وآلية جباية الرسوم، ودورهما ودور شركة الكهرباء، لكنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.

وتشهد مناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة”، التي تشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي رأس العين وتل أبيض، مظاهرات عديدة رغم التنظيم الخدمي والإداري الذي تشهده المناطق، خاصة بعد سيطرة فصائل المعارضة عليها بدعم تركي.

كما تتأثر المنطقة بانخفاض قيمة الليرة التركية الذي يؤثر على أسعار السلع والمنتجات، وسجلت قيمة الليرة أمام الدولار الواحد 18.59 ليرة تركية، بحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية.

اقرأ أيضًا: “محلي اعزاز” يشترط دفع الجباية الشهرية لضخ المياه في المدينة

---

شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في ريف حلب أمير خربوطلي

–