الوجه المظلم لتعدين العملات الرقمية

camera iconتمثيل تخيلي لعملة "البيتكوين" الرقمية - 18 من تشرين الأول 2021 (رويترز)

tag icon ع ع ع

أصبحت العملات الرقمية واقعًا اقتصاديًا عالميًا، يتنافس للحصول عليها العديد من الأفراد والمنظمات، عن طريق وضع إمكانيات هائلة بالطريقة الأكثر استخدامًا وهي التعدين، على الرغم من الجوانب السلبية العديدة المرافقة لها.

التعدين هو مهمة لفك بعض التشفيرات، لتأكيد عمليات نقل ملكية العملة الرقمية، ويحتاج إلى أجهزة كمبيوتر قوية تعمل لفترات طويلة، وتستهلك طاقة بشكل كبير من أجل هذه الوظيفة.

وبعد أن ارتفعت قيمة العملات الرقمية على مدار السنوات، أصبحت عملية التعدين تدر الربح على العاملين بها، بحيث تحولت من أداة ترفيه أو عمل بسيط إلى استثمار منظمات في “مناجم التعدين”.

وأحصت مجلة “nature” ستة آلاف موقع جغرافي ضمن 139 دولة حول العالم من “مناجم التعدين” الخاصة بعملة “البيتكوين” وحدها، معظمها في الولايات المتحدة والصين وآيسلندا.

انتقادات أدت إلى تغييرات

التوجه الربحي في العملات الرقمية، واستهلاك الطاقة الكبير، أديا إلى انتقادات بيئية بسبب استهلاك البنية التحتية للدولة من جهة، والضرر البيئي من جهة ثانية، إذ تهدد وحدها برفع درجة حرارة كوكب الأرض بدرجتين فوق المستويات التاريخية.

وبحسب دراسة بيئية، تجاوزت الأضرار المناخية لعملة “البيتكوين” في وقت من الأوقات سعر كل عملة جرى تعدينها، وكل دولار واحد من القيمة السوقية لـ”البيتكوين” مسؤول عن 0.35 دولار في الأضرار المناخية العالمية.

وتستهلك عملية “البيتكوين” وحدها 0.5% من إجمالي الطاقة في العالم، وتفاقمت الأزمة حتى إن بعض الدول لم تتحمل بنيتها التحتية هذا الضغط، وقيّدت أو حظرت التعدين، مثل الصين ومصر والأرجنتين.

وارتفعت أسعار المعالجات الرسومية عالميًا بسبب زيادة الطلب عليها لعملية التعدين، التي كان أغلبها يجري للحصول على عملتي “بيتكوين” لارتفاع سعرها، و”الإيثريوم” التي بالإضافة إلى مرابحها الوفيرة ليس لها إمداد أقصى، أي أن كمية العملات التي يمكن تعدينها منها غير محدود، على عكس الأولى.

وبعد وعود دامت خمس سنوات، حدّثت “الإيثريوم” نظام عمل عملتها الرقمية، ففي 15 من أيلول الماضي، أسهم ما يُعرف بعملية دمج العملة (Ethereum Merge) في تقليل الطاقة المستهلكة بعملية التعدين بنسبة 99.9%، في انتقال إلى نظام أكثر صداقة للبيئة.

وبسبب هذا التحول، ستخرج العديد من “مناجم التعدين” التي تعتمد على هذه العملة من السوق الرقمية، وسينخفض الطلب على المعالجات الرسومية التي بدأت تشهد أسعارها انخفاضًا بنسبة 60% بدءًا من المصدر الصيني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة