“نيويورك تايمز”: روسيا تقلص قواتها في سوريا وتسهل مهمة إسرائيل

camera iconالشرطة العسكرية الروسية في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا - 2020 (فرانس برس)

tag icon ع ع ع

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أن روسيا نقلت مؤخرًا العديد من قواتها ونظام دفاع جوي من سوريا إلى أوكرانيا، في حين أصبحت القيادة العسكرية الروسية أقل انخراطًا في الإدارة اليومية للعمليات في سوريا، بما في ذلك التنسيق العسكري مع إسرائيل.

ونقلت الصحيفة في تقرير، صادر الأربعاء 19 من تشرين الأول، عن مسؤولَين غربيين، ومسؤول دفاعي إسرائيلي كبير، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن موسكو نقلت مؤخرًا بعض قواتها من سوريا، بين 1200 و1600 جندي.

بينما قال المسؤول الإسرائيلي أن الأرقام أكثر من ذلك بكثير، مشيرًا إلى نقل العديد من القادة الروس من سوريا إلى أوكرانيا.

وتضرب إسرائيل بشكل منتظم أهدافًا لإيران و”حزب الله” في سوريا، لمنع إيران من تهريب أسلحة إلى لبنان من جهة، ومن تعزيز مواقع لها بالقرب من الحدود بين سوريا وإسرائيل.

وفي عام 2018، زاد الخطر على الطيارين الإسرائيليين خلال تنفيذهم الغارات على مناطق سيطرة النظام السوري، بعد أن نقلت روسيا نظام “S-300” للدفاع الجوي إلى سوريا.

والخوف من استخدام منظومة الدفاع الجوي ضد الطائرات الإسرائيلية، كان السبب الأساسي في رفض إسرائيل الطلبات الأوكرانية للحصول على معدات عسكرية منذ بدء الغزو الروسي في شباط، بحسب الصحيفة.

ووفقًا لمصادر الصحيفة، أعادت روسيا مؤخرًا منظومة “S-300” من سوريا لتعزيز غزوها لأوكرانيا، مما قلل من النفوذ الروسي على إسرائيل في سوريا، وتغيير الاعتبارات الإسرائيلية فيما يتعلق بأوكرانيا.

وتشمل هذه الاعتبارات بحسب الصحيفة، الوجود العسكري الروسي المستمر في سوريا، بما في ذلك نظام دفاع جوي منفصل، ونظام “S-400″، وقواعد جوية وبحرية في سوريا، فعلى الرغم من سحب روسيا قواتها القتالية من سوريا، استبدلتها بضباط شرطة عسكرية.

هل إسرائيل على الحياد؟

يطالب المسؤولون الأوكرانيون إسرائيل منذ بداية الغزو الروسي، بتزويدها بأنظمة الدفاع الجوي التي قد تكون مفيدة في إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة، من ضمنها منظومة “القبة الحديدية” قصيرة المدى، وعادت تلك المطالب إلى التزايد بعد قصف العاصمة الأوكرانية “بمسيرات انتحارية” تتهم روسيا بكونها استوردتها من إيران.

وقال الوزير الإسرائيلي في شؤون الشتات، نشمان شاي، على وسائل التواصل الاجتماعي، في 16 من تشرين الأول، إن المساعدة العسكرية الإيرانية لروسيا أزالت “أي شك في المكان الذي يجب أن تقف فيه إسرائيل في هذا الصراع الدموي، لقد حان الوقت لتلقي أوكرانيا المساعدة العسكرية أيضًا، تمامًا كما توفرها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو”.

في حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، الأربعاء، أن بلاده تدعم أوكرانيا وتقف معها ومع حلف “شمال الأطلسي” والغرب، لكنها لن تسلم أنظمة أسلحة إلى أوكرانيا، بسبب عدة “اعتبارات تشغيلية”.

وفي 17 من تشرين الأول، حذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، إسرائيل، من أي إمداد “متهور” بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا، قائلًا إنه “سوف يدمر كل العلاقات بين الدولتين”.

وبالرغم من التحذيرات، هناك مؤشرات على تقديم إسرائيل مساعدة لأوكرانيا أكثر مما فعلت في الأشهر الأولى من الحرب، عندما كانت مساعداتها تقتصر على المساعدات الإنسانية بشكل أساسي، بحسب “نيويورك تايمز”.

وتتضمن المؤشرات، تزويد إسرائيل أوكرانيا بمعلومات استخبارية أساسية عن الطائرات الإيرانية المسيّرة التي تستخدمها روسيا، وعرضت أيضًا فحص بقايا الطائرات المسيرة التي تحطمت في أوكرانيا.

وربطت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، في تقرير أمس الأربعاء، انخفاض الضربات الإسرائيلية في سوريا بسبب التوترات الحاصلة بين روسيا وإسرائيل في ظل الضغوط الأوكرانية المطالبة بتوريد الأسلحة الإسرائيلية إليها من جهة.

وضعف التنسيق الإسرائيلي- الروسي المتبع قبل تنفيذ الضربات في سوريا من جهة أخرى، وذلك بعد التقارير عن انسحاب قوات روسية من سوريا، والتركيز على المعارك في أوكرانيا.

وفي 17 من تشرين الأول الحالي، نشرت عنب بلدي تقريرًا، يناقش مدى علاقة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان بتهدئة القصف الإسرائيلي نحو سوريا.

واتفق المحللون حينها على أن الاتفاقية لا علاقة لها بالتهدئة، وأنه يجب النظر إليها من “منظور محلي” بعيدًا عن المصالح الأمنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة