إسرائيل تترجم نشاطها الجوي في سوريا باستئناف قصف دمشق

قصف إسرائيلي استهدف مواقعًا في محيط العاصمة السورية دمشق-27 من نيسان 2022 (سانا)

camera iconقصف إسرائيلي استهدف مواقع في محيط العاصمة السورية دمشق-27 من نيسان 2022 (سانا)

tag icon ع ع ع

تعرض محيط مدينة دمشق لاستهداف جوي بالصواريخ، في وقت متأخر من مساء الجمعة 21 من تشرين الأول، قيل إن إسرائيل نفذته، بعد مرور أكثر من شهر على أحدث الاستهدافات الإسرائيلية في سوريا.

وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إن العدو الإسرائيلي نفذ عدوانًا جويًا برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرق بحيرة “طبريا” مستهدفًا بعض النقاط في محيط مدينة دمشق.

وذكرت الوكالة نقلًا عن مصدر عسكري أن وسائط دفاعات النظام الجوية تصدت للصواريخ التي أُطلقت حوالي الساعة 11:03 من مساء الجمعة، وأسقطت معظمها.

غاب الحديث عن طبيعة الأهداف التي طالها القصف بمحيط العاصمة في منشور الوكالة التي اكتفت بالقول إن الأضرار كانت مادية فقط.

ونقلت صفحات محلية ومراسلون عسكريون في مناطق سيطرة النظام أن القصف تركّز في محيط منطقة السيدة زينب ومطار “دمشق” الدولي.

عشرة مواقع حذّرت منها إسرائيل

نشر حساب “SAM“، المختص بتتبع الضربات الإسرائيلية في سوريا، عبر “تويتر” اليوم، السبت 22 من تشرين الأول، أن سلاح الجو الإسرائيلي كان نشطًا خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأن نشاط السرب “122” وجميع عمليات الاستطلاع كانت موجهة نحو سوريا.

وفي 12 من أيلول الماضي، قدم وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، خريطة تظهر نحو عشر منشآت للصناعة العسكرية السورية، قال إنها تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لإيران وفروعها في المنطقة.

وذكر غانتس أن المواقع توزعت في جميع مناطق سوريا، الجنوبية والوسطى والساحلية والشمالية، وأبرزها موقع تحت الأرض في مصياف لصناعة الصواريخ الدقيقة، وأنها تشكّل “تهديدًا محتملًا للمنطقة وإسرائيل”.

وقال غانتس خلال مؤتمر في نيويورك، إن إيران تبني صناعات “إرهابية” في سوريا لاحتياجاتها، ومؤخرًا بدأت ببناء صناعات متطورة في اليمن ولبنان أيضًا، مشيرًا إلى أن العالم يحتاج إلى كبح “العدوان الإيراني”.

وأضاف الوزير الإسرائيلي أن إيران تسلح فروعها في المنطقة بأكثر من مليار دولار سنويًا، وأنها “تسعى إلى ترسيخ وجودها في المنطقة، من خلال بناء صناعات إرهابية”

ولفت غانتس إلى أن إيران حولت بعض المصانع العسكرية في سوريا إلى بنى تحتية تنتج صواريخ دقيقة وأسلحة متطورة مخصصة لـ”حزب الله” اللبناني والميليشيات الموالية لإيران في المنطقة.

نشاط الطيران الإسرائيلي في 20 من تشرين الأول 2022 (Intel_Sky)

نشاط الطيران الإسرائيلي في 20 من تشرين الأول 2022 (Intel_Sky)

تهديد بقصف الأسلحة الإيرانية

وتأتي الضربات بعد مرور حوالي 33 يومًا على أحدث الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية، التي كانت في 17 من أيلول الماضي، حين استهدفت مطار “دمشق” الدولي، ونقاطًا أخرى في الريف الجنوبي، وأدت إلى مقتل خمسة جنود سوريين، وإلحاق أضرار مادية أخرى بحسب الرواية الرسمية.

في حين قالت قناة “Iran International” الإيرانية، إن الغارات الجوية الإسرائيلية التي نفذتها في سوريا، في 16 من أيلول الماضي، استهدفت ما يسمى بـ”الوحدة 2250″ ومستودعات ومكاتب تابعة لها، وهي مؤسسة لوجستية إيرانية خاصة يديرها “الحرس الثوري الإيراني”.

وجاءت الضربة بعد سلسلة غارات مماثلة خلال الأشهر الأخيرة ضد أهداف تركّزت بشكل أكبر على المطارات السورية، بهدف منع نقل الأسلحة الإيرانية وتهريبها عبرها.

وفي 19 من تشرين الأول الحالي، أوضح مسؤولون أمنيون إسرائيليون لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أنه في حال كان هناك نقل أسلحة إيرانية، فستكون هناك هجمات جديدة.

وأضافوا أنه لم يطرأ أي تغيير على سلوك إسرائيل في سوريا، ولم يمارس الروس أي ضغط لوقف الهجمات، وأن آلية التنسيق مع الروس في سوريا تعمل كما ينبغي.

وعزت الصحيفة العبرية في تقريرها أسباب مرور أكثر من شهر على آخر غارة منسوبة للقوات الإسرائيلية في سوريا، إلى احتمال حصول انخفاض كبير في تهريب الأسلحة عبر سوريا في أعقاب سلسلة الهجمات الإسرائيلية على المطارات السورية.

وذكرت أن الإيرانيين تحولوا إلى تهريب “مكوّنات دقيقة” في حقائب اليد، ما يجعل تحدي الإجراءات المضادة “أكثر تعقيدًا”.

كما توقعت الصحيفة حينها أن التوترات مع “حزب الله” في لبنان، بخصوص اتفاقية ترسيم الحدود البحرية لاستخراج الغاز، هي التي تسببت في ذلك، وأخيرًا، تأثير الانتخابات النيابية المقبلة في إسرائيل، مع تأكيدها أن التجارب السابقة تظهر أن الانتخابات لا تتداخل مع أي نشاطات عسكرية.

اقرأ أيضًا: هل أوقف اتفاق “الترسيم” مع لبنان ضربات إسرائيل في سوريا

إيران تحت الضرب في سوريا

وتستهدف إسرائيل إمدادات الأسلحة الإيرانية منذ عام 2017، لمنع طهران من توسيع موطئ قدمها في سوريا، ونقل المزيد من الأسلحة إلى القوات التي تعمل بالوكالة لها.

وتتعدد الروايات عقب هذه الضربات، إذ تروّج وسائل إعلام النظام السوري أن الأهداف التي يطالها القصف الإسرائيلي تابعة للنظام، أو أهداف مدنية بالمجمل، في حين تزعم وسائل إعلام إسرائيلية، أن الأهداف تعود لـ”الحرس الثوري” المصنف على قوائم “إرهاب” دولية.

ولا تعلن إسرائيل عادة عن هجماتها في سوريا، وتتعامل وسائل إعلامها مع الضربات بنقل الأخبار عن الوكالات السورية، في حين تشير إحصائيات التقارير السنوية للجيش الإسرائيلي إلى ضربات نفذها في سوريا.

وبحسب دراسة أجراها مركز “جسور للدراسات”، في 24 من شباط الماضي، فإن الضربات الإسرائيلية تستهدف مستودعات أسلحة ورؤوس صواريخ ومنظومات دفاع جوي تابعة لإيران، قبل نقلها إلى لبنان، إضافة إلى نقاط رصد متقدمة لـ”حزب الله”.

ويكتفي النظام السوري بالتهديد بالرد على ضربات إسرائيل في سوريا، وتبقى تصريحاته حبيسة البيانات والمؤتمرات الصحفية.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، تحدث، في 12 من أيلول الماضي، عن استيلاء إيران على الصناعات العسكرية السورية لإنتاج أسلحة لوكلائها، كاشفًا عن خريطة تحدد أكثر من عشر منشآت في سوريا، تُستخدم لإنتاج أسلحة متطورة لميليشيات تدعمها إيران في المنطقة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة