بينهم فريق “هارموني”.. طلاب أتراك ينقلون معاناة السوريين

camera iconمن عرض فيلم "لأجل سما" في جامعة "اسطنبول"- 27 من تشرين الأول 2022 (هارموني/ إنستجرام)

tag icon ع ع ع

منذ بضعة أشهر، يعمل فريق “هارموني”، وهو مجموعة طلاب وجامعيين أتراك، على نقل معاناة السوريين، وقسوة الظروف التي دفعتهم للهجرة، عبر فعاليات عديدة نظموها في مراكز الشباب التابعة للبلديات، وصالات تابعة لجامعات تركية.

نشاط الفريق جاء في محاولة لخفض الخطاب العنصري في البلاد، وفي وقت تستغل فيه بعض الأحزاب قضية اللاجئين السوريين في مشروعها الانتخابي.

أحدث هذه الأنشطة كان عرض أفلام أنتجها ناشطون سوريون خلال فترات الحرب في سوريا، ضمن صالات العرض في الجامعات التركية، أو المراكز الثقافية.

عبر السينما

عرض فريق “هارموني” فيلم “FOR SAMA” (إلى سما) الذي أعدته الناشطة السورية وعد الخطيب، ويتحدث عن فترة مكوثها في مدينة حلب، منذ قيام الثورة السورية عام 2011، وحتى لحظة تهجير السكان خارج المدينة على يد قوات النظام بعد عمليات عسكرية عام 2016.

وتكرر عرض الفيلم في مناطق مختلفة بأرجاء ولاية اسطنبول، أحدثها كان في جامعة “Biruni University” بمنطقة زيتون بورنو في ولاية اسطنبول، حيث قابلت عنب بلدي متطوعين من الفريق، وآخرين من المشرفين على عرض الفيلم من طلاب الجامعة نفسها.

منسقة الفعاليات في فريق “هارموني”، أيبرو كارا بولوت، قالت لعنب بلدي، إن مشروع الفريق يهدف إلى عرض هذا الفيلم بالتحديد على أوسع نطاق، مستهدفًا فئة الشباب وطلاب الجامعة من الأتراك.

بينما يتلقى الفريق عروضًا من هيئات طلابية في جامعات اسطنبول، لاستضافة الفيلم فيها مترجمًا إلى اللغة التركية.

ومن المتوقع أن يعلن الفريق مستقبلًا عن موعد عرض الفيلم مجددًا في إحدى صالات السينما بمنطقة تقسيم في اسطنبول، بحسب بولوت.

وصُنفت التقارير التي صوّرتها وعد الخطيب ضمن قائمة “الأكثر إقناعًا“، فقد نقلت عدستها جوانب من حياة المدنيين غفل عنها الإعلام، في وقت لم تتوقع فيه أن تظهر تقاريرها على شاشة مركز “لينكولن” العملاقة في نيويورك، معلنة عن نيل جائزة “إيمي” 2017.

من سينما جامعة "بيروني" في اسطنبول خلال عرض فيلم لأجل سما- 26 تشرين الأول 2022 (عنب بلدي)

عرض فيلم “لأجل سما” في سينما جامعة “بيروني” باسطنبول- 26 من تشرين الأول 2022 (عنب بلدي)

“أثر الفراشة”

خلال عرض فيلم “FOR SAMA” في سينما جامعة “BITUNI” باسطنبول، أبدى جزء كبير من الحضور تأثرًا إلى حد البكاء، عندما عرضت الشاشة نفسها تسجيلًا لوعد الخطيب، موجهة رسالة إلى الشعب التركي من الحضور قالت فيها، إن أزمة اللاجئين السوريين هي نتيجة “مجمل ما حدث في سوريا على يد النظام والروس”.

وطالبت الحضور بعد رؤيتهم لما حدث في المدن السورية، محاولة مد يد العون للسوريين، ممن غادروا مدنهم مجبرين، ودون خيار آخر.

رئيسة المجمع الثقافي في الجامعة، نيلوفير خان، قالت لعنب بلدي، إنها دعت فريق “هارموني” لعرض الفيلم في الجامعة، نظرًا إلى “ارتفاع نظرة الكره للأجانب في وسطها الجامعي”.

وأضافت أن إحدى صديقاتها المقربات أخبرتها عقب انتهاء الفيلم، أن ما شاهدته “أزال حالة التعصب” التي تتبناها سابقًا، خصوصًا تجاه اللاجئين السوريين المقيمين في البلاد.

سبق ذلك حالة من الجدال كانت تمر بها نيلوفير مع نفسها، فيما إذا كانت فعلت الصواب بعرض الفيلم الذي يحتوي على مشاهد قاسية في حرم الجامعة، إلا أن التغيير الذي أحدثه العرض، جعلها تدرك أنها “فعلت الصواب”.

وأشارت إلى ذلك قائلة، إن “تغيير عقلية شخص واحد هو تغيير لعقلية ألف شخص محيط به”.

المخرجة وعد الخطيب في فيلم "إلى سما" (تريلر الفيلم)

المخرجة وعد الخطيب في فيلم “إلى سما” (تريلر الفيلم)

ردود فعل

قابلت عنب بلدي عددًا من الطلاب ممن حضروا العرض، معظمهم كان قد شاهد الفيلم في وقت سابق، إلا أنهم عادوا لتكرار التجربة، كون هذه المعاناة “يجب أن لا تُنسى”، بحسب تعبير بعضهم.

وقبل بداية العرض، كان سؤال “لماذا جاء السوريون إلى تركيا” يراود الحضور بشكل أساسي، مع كل مرة يجري فيها الحديث عن وضع السوريين في تركيا، واعتبر الطلاب الذين قابلتهم عنب بلدي، أن الفيلم قدم إجابة واضحة عن هذا السؤال، خصوصًا أن مشهد خروج الحافلات من مدينة حلب وهي تحمل المهجرين قسرًا من منازلهم إثر عمليات النظام العسكرية، كان يقدم تلخيصًا واقعيًا لهذه الإجابة.

أحد الطلاب الأتراك جاء من جامعة “ابن خلدون” في اسطنبول، حيث يدرس فيها ضمن فرع الإعلام، قال لعنب بلدي، إن وسائل الإعلام في تركيا “جرفت آراء البعض تجاه عداء الأجانب، مستغلة فقر معلوماتهم عما عانوه (السوريون) سابقًا”.

العنصرية ضد اللاجئين

ومنذ مطلع العام الحالي، تزايدت حدة خطاب الكراهية من قبل الأتراك، وزاد التضييق على السوريين بمختلف مناحي الحياة، ما وضعهم أمام ضغوطات نفسية واجتماعية كبيرة.

وتتمثّل معاناة اللاجئين السوريين في عدم الاستقرار، والتخوف من بعض القرارات التي يمكن أن تغيّر واقعهم ومستقبلهم كاملًا، إلى جانب ضغوطات اجتماعية تظهر من خلال الرسائل التي ينقلها الشارع التركي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى المواقف العنصرية التي تظهر في التعاملات اليومية بين المجتمعين.

اقرأ أيضًا: “فوكس بوب” يستثمر في خوف السوريين من خطاب الكراهية بتركيا

هذا ما أظهرته العديد من الدراسات، بينها دراسة أجراها مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، بعنوان “العودة الطوعية وواقع اللاجئ السوري في تركيا”، التي خلصت إلى تراجع قدرة السوريين على الاندماج بالمجتمع التركي، وتزايد مخاوفهم تجاه فرصة بقائهم في هذا البلد.

ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و622 ألفًا و486 سوريًا بموجب بطاقة “الحماية المؤقتة”، بحسب الإحصائيات الأخيرة للرئاسة العامة لإدارة الهجرة التركية، يعاني معظمهم مضايقات مستمرة تتمثل بأذون السفر، وتثبيت عناوين منازلهم، وصولًا إلى مواجهتهم خطر الترحيل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة