الحطب.. خارج حسابات التدفئة في إدلب هذا الشتاء

سوق لبيع الحطب في إدلب في تشرين الأول 2022 (عنب بلدي/ محمد نعسان دبل)

camera iconسوق لبيع الحطب في إدلب في تشرين الأول 2022 (عنب بلدي/ محمد نعسان دبل)

tag icon ع ع ع

شهدت أسعار مواد ووسائل التدفئة بأنواعها ارتفاعًا كبيرًا خلال العالم الحالي، مقارنة بأسعارها خلال الأعوام السابقة في شمال غربي سوريا، وسط واقع معيشي واقتصادي مترد للمقيمين في المنطقة.

ومع اقتراب فصل الشتاء، يبدأ معظم السوريين بالبحث وشراء وسائل التدفئة في وقت مبكر قبل دخول الشتاء لتجنب شراءها بأسعار مرتفعة.

ويصل سعر الطن الواحد من مادة الحطب الواحد إلى 200 دولار أمريكي، وسعر مدفأة المازوت لنحو 50 دولارًا، بينما يصل سعر طن “القشر” إلى 300 دولار أمريكي، وسعر المدفأة الخاصة به لنحو 200 دولار.

أسباب عديدة للارتفاع

بعد ارتفاع أسعار المحروقات خلال الأعوام الماضية، لجأ معظم المقيمين في الشمال السوري إلى استخدام الحطب للتدفئة، الذي كان يعتبر أكثر رخصًا من المحروقات.

لكن هذا العام، ارتفعت أسعار الحطب أيضًا بنسبة الضعف عن أسعاره سابقًا، إذ يتراوح سعر الطن الواحد بين 130 و210 دولارات، وذلك بحسب نوع الحطب ونسبة جفافه، ما أدى إلى تراجع حركة شراءه.

طارق الحسن، أحد تجار الحطب في سوق “بشمارون” المخصص لبيع المادة في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن حركة مبيع الحطب ضمن السوق “شبه معدومة هذا العام”، موضحًا أن معظم التجار يؤمنون بضاعتهم من عفرين، ما يفرض عليهم دفع أجور نقل ورسوم “عالية” ما أدى إلى رفع أسعارها، بالإضافة إلى أن أسعارها من المصدر ارتفعت على التجار أيضًا.

خالد المحمد تاجر حطب أيضًا، قال لعنب بلدي، إن لارتفاع الأسعار عدة أسباب إضافية، منها الحاجة إلى المازوت لتشغيل مناشر الحطب لتجهيزه للبيع، إذ يصل سعر الليتر الواحد من المازوت الأوروبي لنحو 20 ليرة تركية (دولار واحد تقريبًا)، وتكاليف “سن نصلات المناشر”، فضلًا عن إيجار المحل والعمال وغيرها.

وأوضح محمد، أن طن الحطب يبقى لديه في المحل اليوم لمدة 20 يومًا، بسبب ضعف حركة المبيع، وإقبال الزبائن عليه، عكس الأعوام السابقة

الأسعار لا تناسب الدخل

بحسب أرقام الأمم المتحدة، تعاني ما بين 75 و80% من العائلات في سوريا باستمرار من فجوة في الدخل والإنفاق لتلبية الاحتياجات الأساسية.

وتعتمد 85% من عائلات المناطق في شمال غربي سوريا في دخلها المادي على الأجور اليومية، ويعاني 94% من العائلات من عدم القدرة الشرائية للوصول إلى تأمين الاحتياجات الأساسية.

ومن إجمالي عدد السكان البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة في المدينة، يقدّر أن حوالي 2.7 مليون نازح يعتبرون أشخاصًا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بحسب تقارير مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR).

بدوره، قال فريق “منسقو استجابة سوريا”، في 13 من أيلول الماضي، إن أكثر من 92% من العائلات في شمال غربي سوريا غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء المقبل، مضيفًا أنه خلال العام الماضي، 78% من العائلات لم تحصل على إمدادات التدفئة، و تحديدًا ضمن المخيمات.

وبحسب بيان الفريق، فإن أسعار مواد التدفئة، ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي بنسبة 250% وسطيًا، علمًا أن 79% من العائلات لا يتجاوز مصدر دخلها الشهري 50 دولارًا أمريكيًا.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في دركوش محمد نعسان دبل




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة